عميد كلية الآداب: 25 دولة ستشارك.. والبحوث عالية الكفاءة
أوضح الدكتور فهد الكليبي عميد كلية الآداب في جامعة الملك سعود، ورئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر تقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، أن المشاركين في المؤتمر يمثلون 25 دولة، لافتاً إلى أن هؤلاء انطبقت على بحوثها الشروط العلمية الموضوعة، مشيراً إلى "أهمية أن تكون البحوث المقدمة على درجة عالية من الكفاءة".
وقال في حوار صحافي إن المؤتمر هو الأول من نوعه، إذ إن "التطور التقني الهائل في وسائل الاتصال، اختزل المسافات وانعدمت معه الحدود، فقد تخطى الإعلام حدود الزمان والمكان وهذه إشكالية اجتماعية أحدثت ضغوطاً على الإنسان خصوصاً في دول العالم الثالث".
وذكر أن هناك ستة محاور ستبحث العلاقة بين التقنيات الاتصالية الحديثة والتغيرات الاجتماعية والتربوية والسياسية والاقتصادية.
لماذا ينعقد هذا المؤتمر؟
المؤتمر العلمي الكبير الذي تستضيفه كلية الآداب ممثلة في قسم الإعلام في الجامعة تحت عنوان "تقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، مؤتمر مهم وذو مدلولات لا تخفى على أحد، فالتقنية الحديثة تطورت في هذا العصر وهو تطور كانت ساحات الاتصال والإعلام هي الأكثر تأثراً به، ولارتباط الإعلام بالمجتمع، ولما أحدثه التطور التقني من انتشار واسع، كان لا بد من بحث تأثير هذه الثورة الاتصالية في المجتمع في عاداته وفي قيمه وفي سلوكيات أفراده ومن هنا يجيء البحث في هذا الموضوع من قبل المختصين لأنهم الأكثر دراية بكل ما له علاقة به، وقبل أن أستطرد في الكلام أود أن أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير التام لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين على صدور الموافقة السامية الكريمة على فكرة عقد هذا المؤتمر، كما أشكر الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، على تفضله برعاية حفل افتتاح المؤتمر، والشكر للدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، والدكتور عبد الله العثمان مدير الجامعة، لرعايتهم فكرة المؤتمر ولدعمه الكبير الذي يدفعنا لمزيد من العطاء والبذل، والكلية حريصة على دعم كل فكرة هادفة، وكل مشروع يخدم الرسالة الطلابية، والجهد العلمي، وخدمة المجتمع السعودي، وتأكيد دور الجامعة في خدمة المجتمع وفي خدمة الإنسان في بلادنا الغالية، الذي هو هدف كل جهود الدولة في خططها التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
ماذا عن المشاركين في المؤتمر؟
تشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين والمختصين من 25 دولة، هم من رأت اللجنة العلمية أن بحوثهم كانت على حسب الشروط العلمية التي وضعت للمؤتمر، وتدركون أهمية أن تكون البحوث التي تقدم لمثل هذا المؤتمر على درجة عالية من الكفاءة، وهذه البحوث هي الأحدث من حيث المعلومات التي تتضمنها، وهي من باحثين من 25 بلدا، من أمريكا وأوروبا، وآسيا وإفريقيا وأستراليا وغيرها من دول العالم، وهذا يدل على أنها بحوث متنوعة، وشاملة وغطت كل المحاور البحثية للمؤتمر، وأشير هنا إلى أن هناك شخصيات دولية متخصصة، ومنظمات دولية مثل اليونسكو والإيسسكو، وأقسام الإعلام في الجامعات الغربية والعربية، وأقسام الاجتماع في الجامعات الغربية والعربية، ووزارة الثقافة والإعلام في المملكة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والجمعيات الإعلامية والاجتماعية، والجهات الحكومية ذات الاهتمام بمجالي الإعلام والاجتماع ووسائل الإعلام المحلية الحكومية والأهلية. هذا الحضور المتنوع يضفى على المؤتمر أجواء رائعة، عندما يجمع كل الأسرة الإعلامية المحلية والعربية والدولية وفي احتفالية علمية دولية نادرة.
ما الجديد الذي سيضيفه هذا المؤتمر للمجتمع الإنساني المحلي والعربي والدولي؟
هذا سؤال مهم، لأن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه، وأنتم تدركون التطور التقني الهائل في وسائل الاتصال، أحدث كثيراً من اختزال المسافات وانعدام الحدود، فقد تخطى الإعلام حدود الزمان والمكان وهذه إشكالية اجتماعية أحدثت ضغوطاً بلا شك على الإنسان خاصة في دول العالم الثالث، الذي يهتم كثير منه - خصوصاً العالم الإسلامي فيه - بالقيم، وهناك تأثيرات، هناك تغييرات بلا شك، الإعلام يحول العالم، التقنية الحديثة نقلت الثقافات، هناك إعادة تشكيل للرأي العام العالمي، هناك تحديات على اللغات، هناك تغييرات على الهويات الوطنية، الشباب مستهدف، المؤتمر سيبحث في هذه القضايا من خلال محاوره الستة التي تبحث في العلاقة بين التقنيات الاتصالية الحديثة والتغيرات الاجتماعية والتربوية والسياسية والاقتصادية.
البيئة الاجتماعية للإنسان أين هي في هذا المؤتمر؟
البيئة الاجتماعية لأنها أساس حياة الإنسان تمثل المحور الثاني للمؤتمر الذي يهدف إلى إبراز تأثيرات تقنية الاتصالات الإعلامية والاجتماعية والتربوية، ولا شك في أن التقنية الحديثة ليست شرا كلها، بل هي وسيلة مفيدة خدمت وتخدم الإنسان في كل مكان، فهي تخدم الطلاب والباحثين والدارسين بما توفره من معلومات ومعارف، كما أنها تخدم الطبيب والمريض معا في المستشفيات، وتخدم الصحافي والمذيع والمراسل الصحافي، والقنوات الفضائية تخدم الإنسان عندما تقدم له التغطية المباشرة للأحداث، إذاً فالبيئة الاجتماعية حاضرة في المؤتمر الذي سيبحث كما أشرت علاقات التقنيات الاتصالية بالهوية الثقافية، وهناك محوران آخران مهمان للمؤتمر، المحور الأول هو: التقنيات الاتصالية وصناعة الرأي العام، المحور الثاني هو: من المجتمع الواقعي إلى المجتمع الافتراضي: رؤية سوسيولوجية.
ما الجديد الذي سيضيفه المؤتمر للطلاب؟
طلابنا - ولله الحمد - حريصون على كل ما يزيد من تحصيلهم العلمي، وقدراتهم المختلفة، وهم سيستفيدون كثيرا من خلال حضورهم جلسات المؤتمر، واستماعهم للمحاضرات والمداخلات، ومن خلال الكم المعرفي الهائل الذي سيصل إلى عقولهم، وكذلك من خلال التعامل مع أسماء مشهورة في علوم الاتصال والإعلام والاجتماع.
ماذا عن تصوراتكم لهذه الكلية في المستقبل؟
كلية الآداب، كلية عريقة جداً، ولعبت ولا تزال تلعب دوراً كبيراً، في تحقيق الريادة، تتبوأ مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، لما تحويه من علماء بارزين في العلوم الاجتماعية والإعلامية والاقتصادية واللغوية والأدبية والمكتبات والمعلومات، وللعدد الكبير من الأبحاث والملفات الفنية الموجودة على الشبكة العنكبوتية، وللعدد الكبير والمتميز من طلاب الدراسات العليا، وللجوائز العالمية التي حصل عليها منسوبو الكلية، ولكي تحافظ الكلية على عراقتها، وتستمر في دعم ريادة جامعة الملك سعود، فقد تم رسم ثمانية أهداف استراتيجية، من أهمها: تحديث الخطط الدراسية، وإعادة هيكلتها لتحتوي مهارات تقنية، وتدريباً ميدانياً، وتخصصاً فرعياً لجعل خريج الكلية أكثر منافسةً في سوق العمل، ومن الأهداف أيضاً، تحقيق الجودة في التعليم، وزيادة التواصل مع المجتمع. وتم أخيراً استحداث سبعة برامج تطويرية، وإنشاء أربع وحدات أكاديمية وبحثية جديدة كي تساعد في تحقيق الأهداف السابقة الذكر، وغيرها من الأهداف التي لم يتسع المجال لذكرها. ونحن واثقون بأن الكلية ستحقق أهدافها، وذلك بفضل الله، ثم بفضل دعم ولاة الأمر، وبفضل ما تلقاه من دعم من وزير التعليم العالي، ومدير الجامعة.