الناس

محمية عروق بني معارض .. آخر مواطن للمها العربي في الجزيرة

محمية عروق بني معارض .. آخر مواطن للمها العربي في الجزيرة

تتميز محمية "عروق بني معارض"، الواقعة على الحافة الغربية من الربع الخالي، بأنها أول محمية نموذجية في المملكة تطبق تقنيات المراقبة الحديثة بطائرات التحكم عن بعد "الدرونز"، واستخدامها في إجراء المسوحات البيئية ودراسة الحياة الفطرية في المحمية.
وتتمتع المحمية التي تشغل مساحة 12787 كيلو مترا مربعا، بتنوع الحياة الفطرية وثرائها، كما تعد موطنا لأروع المواقع ذات المشاهد الطبيعية الساحرة في صحراء الربع الخالي، التي تعد الصحراء الرملية الأكبر في العالم؛ فالمحمية هي آخر موطن في الجزيرة العربية شوهد فيه المها العربي، وجرى تنفيذ برنامج مكثف لإعادة توطينه إلى جانب غيره من الحيوانات النادرة مثل ظباء الريم، والغزال الجبلي، والوعل، والنعام العربي، التي كانت موجودة سابقا في المنطقة، وتم العمل على توطينها؛ حتى تأقلمت تلك الحيوانات وتكاثرت طبيعيا في بيئة المحمية، وباتت تتنامى بشكل متواصل.
وتعد محمية "عروق بني معارض" بيئة ذات أنماط حماية متعددة، ومحمية حرة غير مسورة، ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إدراجها ضمن المناطق المحمية العالمية، إضافة إلى ترشيحها ضمن برامج المحافظة العالمية، مثل برنامج التراث العالمي الطبيعي التابع لمنظمة اليونسكو، وبرنامج المناطق المحمية الخضراء التابع للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
ونظرا لمميزات المحمية وثرائها الطبيعي والحيوي في مجال السياحة البيئية، أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة بالتعاون مع عدد من شركات القطاع الخاص التي تعمل في المجال السياحي ضمن تجاربها المميزة في موسم "شتاء السعودية"، الذي أطلقته أخيرا، ويستمر حتى نهاية آذار (مارس) من العام الجاري 2021، عبر أكثر من 17 وجهة على مستوى المملكة، ومن خلال أكثر من 300 تجربة وباقة سياحية متنوعة.
وعلى الرغم من البيئة الصحراوية للمحمية إلا أنها تتمتع بأجواء شتوية رائعة؛ ما يحفز على الاستمتاع بعديد من الأنشطة السياحية والترفيهية، من بينها رحلات السفاري بالسيارات عبر مسارات محددة، والهايكنق، ومنطاد الهواء الساخن، والتخييم، والتزلج على الكثبان الرملية، وركوب الجمال، ورصد النجوم بالتليسكوب، وغيرها من التجارب والأنشطة الممتعة، التي يمارسها السائح وهو يشاهد من حوله الحياة الفطرية والحيوانات والطيور النادرة التي تتعايش في بيئتها الطبيعية، وتزخر بها المحمية مثل: المها العربي، النعام، الظباء، والوعول، ومراقبة طيور الحبارى، القطا، الحجل، الرخمة والقنبر، وغيرها كثير، علاوة على النباتات الصحراوية المختلفة. وتعكس تجربة زيارة محمية "عروق بني معارض" ما تحفل به المملكة من تنوع سياحي غني بالاكتشاف والمغامرة، وبالتراث والثقافة أيضا؛ فعلى مقربة من المحمية تقع قرية الفاو الأثرية الزاخرة بكثير من الآثار والمنحوتات، التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد؛ ما يفتح المجال لعديد من الخيارات والتجارب السياحية والتاريخية الشيقة، وهو ما يحرص عليه موسم "شتاء السعودية" عبر وجهاته وباقاته المتنوعة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس