الطاقة- النفط

أسواق النفط تستهل تعاملات الأسبوع على تقلبات .. والتحفيز الأمريكي يكبح تدهور الأسعار

أسواق النفط تستهل تعاملات الأسبوع على تقلبات .. والتحفيز الأمريكي يكبح تدهور الأسعار

التأثيرات الجيدة لقرار السعودية بخفض الإنتاج لازال ممتدة على المعروض النفطي العالمي حتى الآن.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل تقلبات متتالية، بسبب المخاوف المتعلقة بالطلب جراء الإغلاق والانتشار السريع لسلالات فيروس كورونا الجديدة، إضافة إلى نمو المخزونات والشكوك المحيطة بقدرة الاقتصاد العالمي على التعافي في الأمد القصير بخاصة في سوق النفط الخام.
ويكبح تدهور الأسعار إجراءات التحفيز المالية الأمريكية وجهود نشر اللقاحات الدولية، وتكثيف عملية التطعيم في سباق مع الزمن في أغلب دول العالم، علاوة على تخفيضات إنتاج "أوبك+"، التي تقيد المعروض النفطي خاصة بعد التخفيضات الطوعية السعودية، إضافة إلى الانكماش في الإنتاج الأمريكي بسبب قيود فرضتها الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط تقاوم الانخفاضات، خاصة مع تعهد العراق بخفض الإنتاج في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) بعد ضخ أكثر من حصتها في "أوبك+" العام الماضي وإيقاف ليبيا بعض صادرات الخام، كما تتلقى أسعار النفط دعما من الارتفاع المتجدد في أسواق الأسهم العالمية وترقب وجود تحفيز إضافي.
وأوضح المختصون أن فرص نمو المعروض النفطي حاليا ضعيفة في ظل تركيز منتجي النفط الصخري الأمريكي على تحسين أوضاعهم المالية، إضافة إلى قرار السعودية الطوعي بخفض إنتاج النفط في الشهرين المقبلين للمساعدة في إعادة التوازن إلى السوق.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية إن المكاسب السعرية توقفت مؤقتا عقب عودة ظهور الفيروس في الصين، ما أدى إلى اتساع عمليات الإغلاق المحلية، كما تم تمديد الإغلاق في أوروبا.
وأشار إلى سعي "أوبك+" لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وتمثل ذلك بشكل أساسي في تخفيضات الإنتاج الطوعية من جانب السعودية بنحو مليون برميل يوميا على مدى شهرين، وأضيف إلى ذلك تثبيت الإنتاج لدى أغلب دول "أوبك+" كما ضخت دول مثل العراق أدنى مستوى في إنتاجها منذ أوائل 2015.
ويرى ألكسندر بوجل المستشار في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية أن تحديات الاقتصاد العالمي تفاقمت مع بداية العام الجديد بسبب زيادة الإصابات بفيروس كورونا والاحتياج لمزيد من الوقت لمعاينة نتائج اللقاحات الجديدة، مشيرا إلى أن النمو العالمي يكافح من أجل التعافي من الركود، لافتا إلى توقعات صادرة عن البنك الدولي ترجح أن يسجل النمو 4 في المائة، في 2021.
ونوه بنجاح خطة "أوبك+" في خفض الإنتاج ودعم أسعار النفط، التي تتضرر بسبب انتشار فيروس كورونا خاصة بعدما حثت السعودية العراق ونيجيريا وأعضاء آخرين على وقف تجاوز الحصص وإجراء تخفيضات تعويضية للحفاظ على تماسك المجموعة والتمكن من تحقيق أهدافها في الوصول إلى سوق متسقة ومتوازنة.
ومن ناحيته، يقول لوكاس برتريهر المحلل فى شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز إن قرار السعودية بخفض الإنتاج في شباط (فبراير) وآذار (مارس) بمقدار مليون برميل يوميا كان بمنزلة خطوة إيجابية مفاجئة تسببت في ارتفاع أسعار النفط وما زالت تأثيراتها الجيدة ممتدة على المعروض النفطي العالمي، خاصة بعدما تقلصت الصادرات النفطية السعودية إلى السوق الأمريكية إلى أدنى المستويات لتسريع السحب من فائض المخزونات النفطية.
وأشار إلى أن السوق وعلى الرغم من التقلبات السعرية تسير بخطى جيدة على طريق التعافي، حيث تضاعفت أسعار خام برنت ثلاث مرات تقريبا إلى نحو 55 دولارا للبرميل منذ أن بدأت "أوبك+" في تقييد الإمدادات في أبريل الماضي.
وتوضح نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن حزمة التحفيز المالي، التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستسهم في دعم سوق النفط هذا العام والعام المقبل على الرغم من توجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو دعم قطاع الطاقة المتجددة.
ونوهت إلى تقارير صادرة عن "جولدمان ساكس" ترجح أن تأجيل رفع العقوبات عن إيران والقيود المفروضة على صناعة الطاقة في أمريكا الشمالية كلها تتضافر لدعم أسعار النفط فى الأمد القصير موضحة أن التحفيز المالي سيوفر دفعة للطلب، ما يسمح لأسعار النفط بالحفاظ على زخمها الصعودي.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، تذبذبت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي بعد تراجع على أثر تجدد إجراءات العزل العام لمكافحة كوفيد-19 مخاوف جديدة بشأن الطلب العالمي على الوقود.
وخسرت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات أو ما يعادل 0.1 في المائة، إلى 55.38 دولار للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.26 دولار للبرميل منخفضا بمقدار سنت.
وقال محللو "إيه.إن.زد" "المؤشرات على طلب أضعف تضغط على السوق" في إشارة إلى إجراءات العزل العام في هونج كونج والصين وربما فرنسا في ظل ارتفاع الإصابات بكوفيد - 19، ما يقيد أنشطة الشركات واستهلاك الوقود.
وأعلنت الصين قفزة في الإصابات الجديدة بكوفيد - 19 اليوم، ما يلقي بظلاله على آفاق الطلب في أكبر مستهلك في العالم للطاقة، والركيزة الأساسية لقوة استهلاك النفط العالمي.
وتعرضت الأسعار الجمعة الماضي، لمزيد من الضغوط بعد بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت على نحو مفاجئ 4.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 15 كانون الثاني (يناير) مقابل توقعات بانخفاض 1.2 مليون برميل.
وكشفت بيانات من بيكر هيوز أن شركات الطاقة الأمريكية أضافت منصات حفر للتنقيب عن النفط والغاز في الأسبوع المنتهي في 22 كانون الثاني (يناير)، وذلك للأسبوع التاسع على التوالي، لكن عددها ما زال منخفضا 52 في المائة، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وتلقت الأسعار بعض الدعم في الأسابيع الأخيرة من تخفيضات إنتاج إضافية تنفذها السعودية أكبر مصدر في العالم، لكن المستثمرين يترقبون استئناف محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، ما يحتمل أن يؤدي لرفع واشنطن عقوبات عن صادرات إيران النفطية ويعزز الإمدادات.
إلى ذلك تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 54.69 دولار للبرميل الجمعة مقابل 55.14 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأول، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي وإن السلة استقرت تقريبا عند مستوى اليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 54.68 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط