أخبار اقتصادية- عالمية

أكبر اقتصادات أوروبا على مشارف ركود حاد

أكبر اقتصادات أوروبا على مشارف ركود حاد

تراجع مؤشر الثقة في مناخ الأعمال في ألماني بشكل حاد في يناير الجاري.

أكد معهد إيفو الاقتصادي، أن الاقتصاد الألماني على مشارف تسجيل ركود حاد خلال الربع الأول من العام الجاري في أحدث مؤشر على التأثير السلبي لإجراءات العزل العام على أكبر اقتصاد في أوروبا.
ووفقا لـ"رويترز"، قال كلاوس فولرابه الخبير في المعهد، "إن الاقتصاد الألماني يبدأ العام بقليل من الثقة. والتأخير في تسليم لقاحات كوفيد-19 عزز الضبابية، مع انتشار الإصابات في ربوع البلاد".
وتراجعت ثقة الشركات الألمانية أكثر من المتوقع في كانون الثاني (يناير)، إذ عطلت موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا بحسب ما كشفه مسح أمس.
وقال معهد إيفو الألماني للبحوث الاقتصادية في مقره في ميونخ اليوم، إن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض إلى 90.1 من قراءة معدلة صعودا عند 92.2 في كانون الأول (ديسمبر). وأشار استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس، إلى قراءة عند 91.8 في كانون الثاني (يناير).
وأوضح كليمنس فوست رئيس معهد إيفو في بيان أن "موجة كورونا الثانية أتت مؤقتا على تعافي الاقتصاد الألماني". وأضاف: "ساعدت إجراءات الإنقاذ والتحفيز الحكومية، التي لم يسبق لها مثيل في تقليل صدمة الوباء في ألمانيا العام الماضي عندما انكمش الاقتصاد 5 في المائة، أي أقل من المتوقع ومما كان عليه خلال الأزمة المالية العالمية".
لكن المستشارة أنجيلا ميركل وزعماء الولايات اتفقوا الأسبوع الماضي على تمديد إجراءات العزل العام حتى منتصف شباط (فبراير) في مواجهة موجة ثانية من الإصابات.
ومن المقرر أن ينشر مكتب الإحصاءات الاتحادي أرقام الناتج المحلي الإجمالي الجمعة للربع الرابع، الذي جرى بالفعل خلاله تنفيذ بعض إجراءات الإغلاق.
وتراجع مؤشر الثقة بمناخ الأعمال في ألمانيا بشكل حاد في كانون الثاني (يناير) الجاري، ما يؤكد التهديد الذي يستشعر به أكبر اقتصاد في أوروبا بسبب القيود الجديدة الصارمة، التي تهدف إلى احتواء انتشار الجائحة. وأعلن معهد "إيفو" أن مؤشر مناخ الأعمال انخفض إلى 90.1 نقطة هذا الشهر، من قراءة معدلة بالزيادة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي عند 92.2 نقطة. وتوقع المحللون انخفاضا في كانون الثاني (يناير) إلى 91.4 من 92.1 المقدرة سابقا في الشهر الماضي.
وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها البالغ إزاء انتشار طفرة كورونا البريطانية في ألمانيا، وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة في برلين أمس: "لدينا في الخلفية سحابة سوداء من الخطر الجسيم". وظهر متغير كورونا المعروف باسم "B7.1.1."، والذي يرجح أنه سريع الانتشار، بالفعل عدة مرات في ألمانيا. وبسبب الإصابة بهذا المتغير، تم إيداع نحو 1500 موظف في أحد المستشفيات في برلين في الحجر.
بدوره، قال رئيس ديوان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المتغير الجديد من فيروس كورونا المكتشف في بريطانيا سيصبح السلالة المهيمنة للفيروس في ألمانيا.
وأوضح هيلجه براون في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية إن المتغير الجديد "سيوجد مشكلات" في ألمانيا، ما يجعل من المهم للغاية خفض معدل الإصابة بشكل كبير.
وأضاف براون: "نحن نتعامل بالفعل مع المتغير في عدة مستشفيات، وهذا يعني أنه وصل إلى بلدنا، وفي مرحلة ما - كما هو الحال في بلدان أخرى - سيهيمن ويسبب مشكلات". وقال: "أنا متأكد من ذلك، نريد أن نبقي هذا المتغير خارج البلاد لأطول فترة ممكنة ونحتويه حيثما يوجد بالفعل".
ووفقا للخبراء، فإن هذا المتغير أكثر عدوى، ومع ذلك، لم يحسم الخبراء حتى الآن ما إذا كان المتغير أكثر فتكا. ويشهد معدل الإصابة في ألمانيا حاليا تراجعا تدريجيا في ظل تدابير الإغلاق المشددة، إذ أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح أمس، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، التي تم تسجيلها خلال الساعات الـ24 الماضية، بلغ ستة آلاف و729 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وأظهرت التجربة أن الأرقام المسجلة يومي الأحد والإثنين عادة ما تكون أقل، بسبب عدم تسليم بعض الإدارات الصحية بيانات الإصابات الجديدة لمعهد "روبرت كوخ" في عطلة نهاية الأسبوع.
ومن جهة أخرى، تزايد الحديث بشأن توفير جوازات سفر وحزم للسفر، خاصة بالسائحين، الذين حصلوا على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة حملات التطعيم في دول العالم، إلا أن صناعة السياحة في ألمانيا ترفض بصورة قاطعة منح أي امتيازات للسفر للسائحين، الذين حصلوا على اللقاح.
ويقول ميشائيل فرينتسل، رئيس الاتحاد الألماني لصناعة السياحة، في حديثه لوسائل إعلام ألمانية، إن "جعل السفر امتيازا للأشخاص الذين حصلوا على اللقاح بشكل عام، هو في رأينا، نهج سياسي خاطئ".
وأوضح في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية، أن "المرور الحر للسائحين الحاملين لجواز السفر الصحي الخاص بالأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، قد يؤدي- في أسوأ الأحوال- إلى حظر سفر الأشخاص الذين لم يحصلوا عليه".
كما أكد فرينتسل أن اللقاحات غير متاحة حاليا لجميع المواطنين، وبالتالي فسيكون من غير العدل منح امتيازات للنخبة التي حصلت على اللقاح، ومن المتوقع أن تستمر حملات التطعيم في ألمانيا وفي أجزاء أخرى من أوروبا، حتى النصف الثاني من 2021.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية