FINANCIAL TIMES

التفريق بين المهارة والحظ مشكلة صناديق التحوط الأزلية

التفريق بين المهارة والحظ مشكلة صناديق التحوط الأزلية

45% من المستثمرين الذين شملهم استطلاع أجري أخيرا يخططون لزيادة التعرض لصناديق التحوط.

يعود المستثمرون الآن إلى صناديق التحوط بعد أن حقق القطاع في 2020 أكبر مكاسبه خلال عقد من الزمن. لكن اختيار المديرين الذين سيحققون أداء جيدا هذا العام لن يكون أمرا سهلا.
بعد أن شعر المستثمرون بالاستياء من العوائد البطيئة لصناديق التحوط خلال السوق الصاعدة في الأعوام الأخيرة، أصبح بعضهم ينجذب الآن مرة أخرى بسبب ما يدعي بعض المعلقين أنه أحد أفضل أعوام القطاع. أعجب العملاء بأن كثيرا من الصناديق لم تتضرر من جائحة كوفيد - 19 وتقلبات السوق. نحو 45 في المائة من المستثمرين الذين شملهم استطلاع أجرته أخيرا جمعية إدارة الاستثمار البديل وبيت الأبحاث HFM، يخططون لزيادة التعرض لصناديق التحوط.
لكن تأتي المشكلة عندما يتعين على المستثمرين تحديد الصناديق التي يضعون أموالهم فيها. على نحو أكبر بكثير مما كان عليه الحال في معظم الأعوام، فإن الوجود في المكان المناسب في الوقت المناسب تماما في 2020 هو الذي يحدد في الواقع حظوظ شركة الإدارة، بدلا من القدرة على تشريح الميزانية العمومية وبناء أنموذج تسعير.
في عام متقلب اضطرت الصناديق إلى مواجهة أسرع هبوط لمؤشر إس آند بي 500 في سوق هابطة وانتعاش مذهل، إضافة إلى تفوق الأسهم باهظة الثمن مع توقعات نمو أسرع من الأسهم ذات القيمة المنخفضة.
وسواء كان الصندوق قد وقت لتلك الموجات بدقة أم لا، فقد قطع شوطا طويلا في تحديد ما إذا كان مديروه يحتفلون بأكبر مكافأة لهم أو يشاهدون سجلهم المبني بشق الأنفس وهو يتحول إلى أشلاء. وفقا لمجموعة البيانات HFR، فإن الفجوة بين صناديق التحوط الأعلى والأدنى أداء فتحت على أكبر مدى لها منذ 2009.
مثلا، يبدو شراء تسلا في أواخر 2019 - كما فعلت ويل روك كابيتال Whale Rock Capital التي يوجد مقرها في بوسطن – وكأنه قرار رائع عندما ينظر إليه من على بعد فترة زمنية، على الرغم من أن جميع معجبي إيلون ماسك، باستثناء أكثرهم حماسة، ربما لم يتوقعوا زيادة بنسبة 743 في المائة في سعر سهمها العام الماضي. واصلت ويل روك تحقيق مكاسب بنسبة 71 في المائة في صندوقها ذي المراكز الدائنة والمدينة. على العكس من ذلك، إذا كنت قد ركزت على شراء الأسهم الرخيصة، لكان حتى أفضل منتقي الأسهم في العالم سيواجهون رياحا معاكسة تتمثل في تدني الأداء بنسبة 23 في المائة لمؤشر رسل 2000 لأسهم القيمة مقارنة بمؤشر رسل 2000 لأسهم النمو.
قال بروس هارينجتون، رئيس الاستراتيجيات طويلة المدى في شركة ستينهام لإدارة الأصول، التي تستثمر في صناديق التحوط: "من الصعب بالتأكيد تقييم المهارة في الوقت الحالي".
مع تحرك الأسواق بسرعة كبيرة، كانت تقلبات توقيت السوق مهمة. خذ شركة هليكون للاستثمارات ـ مقرها لندن. بعد أن ترك كيروس إنفيستمنت مانيجمنت في نهاية أيلول (سبتمبر)، أراد الشريك المؤسس فريدريكو ريجيو إطلاق صندوقه بمجرد انتهاء صلاحية شرط عدم المنافسة الذي يستمر مفعلوه لستة أشهر. نتج عن ذلك تاريخ إطلاق في الأول من نيسان (أبريل)، بالضبط بعد أكثر من أسبوع بقليل من وصول مؤشر ستاندرد آند بورز إلى أدنى مستوى منذ ثلاثة أعوام – وبالتأكيد واحدا من أكثر الأوقات حظا لإطلاق صندوق في الذاكرة الحديثة. وفي حين توقعت الشركة بحق الانتعاش في الأسهم، يعترف ريجيو أن توقيت الإطلاق ساعد أيضا. قال: "كنا محظوظين".
ما الذي ينبغي أن يفعله المستثمرون في العام الفظيع الذي شهدته بعض الشخصيات الأكثر خبرة في صناعة صناديق التحوط؟ كان ينظر إلى مؤسس CQS، مايكل هينتز، لأعوام على أنه أحد كبار المتداولين في السندات مع سجل مكاسب بأرقام من خانتين قبل أن يتعرض لخسارة مفاجئة بلغت 1.4 مليار دولار العام الماضي. وقد استعاد بعض الخسائر لينهي العام بانخفاض يبلغ نحو مليار دولار، 35 في المائة.
تحليل السبب وراء خسارة المديرين للمال وما إذا كان بإمكانهم تصويب الأوضاع يصبح أكثر صعوبة بالنسبة للصناديق الكمية، التي ينظر المستثمرون إلى كثير منها على أنها صناديق سوداء. تكبدت شركة رينيسانس تكنولوجيز التي يملكها جيم سيمونز، التي ربما تكون أفضل علامة تجارية في الصناعة، خسائر بأرقام من خانتين في بعض الصناديق. حتى ديفيد هاردينج من مجموعة وينتون، الذي عانى صندوقه الرئيس أسوأ عام له على الإطلاق، قال لـ"فاينانشيال تايمز" العام الماضي "لم يكن هناك سبب واحد لسوء أدائنا".
التفريق بين مهارة المدير وحظه هو مشكلة قديمة للغاية. ديكسون بوردمان، المخضرم في الصناعة، هو من بين الذين يعتقدون أن المديرين الماهرين حقا سيحققون نتائج جيدة في نهاية المطاف، مع أن 2020 كان صعبا للغاية.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة أوبتيما لإدارة الأصول: "هل يمكن أن يصبح الأذكياء أغبياء بين عشية وضحاها؟ من الواضح أن هذا غير صحيح. هل سينجح المديرون الجيدون في النهاية؟ بكل تأكيد".
يمكن للمستثمرين الذين يدفعون الرسوم العالية للصناديق أن يجادلوا، بنوع من التبرير، بأن مهمة المدير هي التنقل في الأسواق، مهما كانت الظروف.
لكن الخطر الذي يواجه المستثمرين هو أن اختيار مدير للأصول يمكن أن يتحول بسهولة ليكون قرارا حول الأسواق، أو حول الاستثمار في القيمة مقابل الاستثمار في النمو، أو حتى حول سعر سهم تسلا المستقبلي. أكثر من أي وقت مضى، من غير المرجح أن يكون الأداء في الماضي القريب مؤشرا موثوقا للعوائد المستقبلية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES