الطاقة- النفط

«الصخري» الأمريكي على أعتاب موجة جديدة من الكساد .. ومخاوف تعثر الطلب تضغط على الأسعار

«الصخري» الأمريكي على أعتاب موجة جديدة من الكساد .. ومخاوف تعثر الطلب تضغط على الأسعار

قفزة المخزونات النفطية غير المتوقعة أعطت مؤشرات على تعثر تعافي الطلب العالمي على الخام.

قال مختصون ومحللون نفطيون، إن شركات النفط الأمريكية تواجه تحديات واسعة في الفترة المقبلة، مع عودة قضية تغير المناخ إلى صدارة أجندة عمل الإدارة الأمريكية، مشيرين إلى أن النفط الصخري قد يكون على أعتاب موجة جديدة من الكساد.
وتوقعوا استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد انخفاضه في نهاية الأسبوع الماضي على إثر طفرة غير متوقعة في نمو المخزونات النفطية الأمريكية، ما دفع إلى خسائر بنحو 2 في المائة، على أساس أسبوعي نتيجة مخاوف التباطؤ والركود الاقتصادي في أكبر اقتصادات العالم.
وقال لـ "الاقتصادية"، المختصون إن أسعار النفط الخام - إلى جانب نمو المخزونات - تواجه ضغوطا أكثر ضراوة من الانتشار السريع لسلالات فيروس كورونا الجديدة القادمة من بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا علاوة على اشتداد المخاوف من تعثر الطلب بعد اتساع نطاق حالات الإغلاق العام، التي تجددت في الصين إلى جانب أغلب دول أوروبا.
وذكر المختصون أن عوامل أخرى في المقابل تكبح تسجيل خسائر سعرية أوسع ومنها خطة "أوبك+" لتقييد المعروض النفطي العالمي، خاصة بعد القرار السعودي بإجراء تخفيضات طوعية مؤثرة بنحو مليون برميل يوميا إلى جانب انتشار اللقاحات الجديدة ضد فيروس كورونا في محاولة للسيطرة على انتشار الوباء، إضافة إلى ترقب حزمة التحفيز المالي الأمريكية الجديدة، التي أقرها الرئيس جو بايدن.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" الدولية للطاقة إن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن تعكف على اختيار قيادات جديدة وبارزة في قطاع الطاقة من أجل خدمة أهدافها الرئيسة، وأهمها إحراز تقدم كبير في الانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة، معتبرا أن قطاع الوقود الأحفوري سيواجه تحديات واسعة في الفترة القادمة مع إلغاء تراخيص الحفر وإيجار الأراضي الفيدرالية وتعطيل مشروع نقل النفط الثقيل من ألبرتا إلى المصافي الأمريكية "كيستون إكس إل".
وتوقع أن تؤدي توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة إلى مزيد من ارتفاع أسعار النفط بسبب تقليص المعروض النفطي وتحجيم الإمدادات الأمريكية، التي عاشت انتعاشا غير عادي في ظل الإدارة السابقة، وهو ما يفسره المراقبون بعودة قريبة للمصافي الأمريكية للاعتماد على منتجي "أوبك" في تلبية احتياجاتها من إمدادات النفط الخام.
ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس أعاد قضية تغير المناخ إلى صدارة أجندة عمل الإدارة الأمريكية، حيث عدلت مسار الإدارة السابقة، التي لم تنظر إلى علاج أزمة تغير المناخ.
وأضاف أن النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة قد يكونان على أعتاب موجة جديدة من الكساد والانكماش، وهو ما أدى إلى هبوط أسهم شركات النفط الصخري في البورصات الدولية، إضافة إلى تحفظ البنوك على تقديم تمويل للمشاريع الجديدة.
ويقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن قفزة المخزونات النفطية غير المتوقعة أعطت مؤشرات على تعثر تعافي الطلب العالمي على النفط الخام، خاصة مع تجدد الإصابات في الصين، وهي محور نمو الطلب إضافة إلى تمديد الإغلاق العام في ألمانيا، وهي أبرز الاقتصادات الأوروبية إلى جانب عديد من دول العالم، مشيرا إلى تحورات الفيروس الأخيرة التي أربكت الحسابات وأضافت الأعباء على الأوساط الطبية والاقتصادية وهددت بفقد مزيد من فرص العمل.
وذكر أن تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها سيواصل لعب دوره الريادي والمؤثر في حشد الجهود لاستعادة التوازن في السوق وتضييق الفجوة بين العرض والطلب، مشيرا إلى تأهب وزراء الدول المنتجة في "أوبك+" لعقد اجتماع المراجعة الشهرية في أوائل فبراير المقبل وسط توقعات باستمرار تثبيت الإنتاج للشهر الثاني بالتوازي مع التخفيضات السعودية الطوعية، التي تستمر حتى نهاية آذار (مارس) المقبل.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إن شركات النفط الأمريكية تواجه تحديات واسعة في الفترة المقبلة، حيث من المفترض أن تقلص الإنفاق الرأسمالي على الاستكشاف والإنتاج واستبدالها بمشاريع الطاقة المتجددة، ولكن المشكلة تكمن في تفرد كل مجال ببعض الخصائص، ما يصعب القيام بمهمة الاستبدال، خاصة أن موارد الطاقة المتجددة ما زالت محدودة، مقارنة بموارد الوقود الأحفوري.
وتوقعت أن تلعب طاقة الرياح والطاقة النووية دورا أكبر في توليد الطاقة الكهربائية في المستقبل القريب، حيث ستعيد شركات الطاقة الأمريكية– في ظل توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة– جدول أولوياتها، كما ستقوم بإعادة هيكلة مزيج ومشاريع الطاقة لديها لمصلحة موارد الطاقة المتجددة لتخفيف الضغوط عليها والنجاة من فخ الركود والتعثر، لافتة إلى أن أكبر خمس شركات نفطية في الولايات المتحدة بدأت بالفعل في المشاركة في إنشاء محطات للطاقة النووية لتعزيز قدرة توليد الكهرباء العالمية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، سجل خام برنت تراجعا بنحو 1.8 في المائة، وسجل خام تكساس هبوطا بأكثر من 2 في المائة بعد قفزة لمخزونات الخام الأمريكية في أحدث أسبوع.
إذ قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت في الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات البنزين وزادت مخزونات نواتج التقطير.
وصعدت مخزونات الخام 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 يناير كانون الثاني، مقارنة بتوقعات محللين لانخفاض 1.2 مليون برميل.
وخلال الأسبوع سجل برنت ارتفاعا بنحو 0.4 في المائة، بينما تراجع خام تكساس بنحو 0.1 في المائة، وبالحديث عن الذهب، فقد تراجع المعدن الأصفر بـ 0.57 في المائة في آخر تعاملات الجمعة، ولكنه أنهى أسبوعه على ارتفاع قوي بنحو 1.4 في المائة.
وكان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قد أعلن إعادة انضمام بلاده لاتفاقية باريس للتغيرات المناخية كما أن إدارته تدرس وقف اتفاقيات التنقيب عن النفط والغاز، التي أبرمت في عهد سلفه "دونالد ترمب".
وارتفع مؤشر الدولار (أمام سلة من العملات الرئيسة) بحلول الساعة 16:41 بتوقيت جرينتش 0.1 في المائة إلى 90.1 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 90.3 نقطة وأقل مستوى عند 90.05 نقطة.
وعلى صعيد التداولات، انخفضت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم شباط (فبراير) بحلول الساعة 16:39 بتوقيت جرينتش 1.3 في المائة إلى 52.4 دولار للبرميل، وسجلت أعلى سعر اليوم عند 53.1 دولار وأقل سعر عند 51.4 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم آذار (مارس) بنسبة 1.2 في المائة إلى 55.4 دولار للبرميل، وسجلت أعلى سعر عند 56.03 دولار وأقل سعر عند 54.8 دولار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط