الطاقة- النفط

«أوبك»: اعتماد العالم على النفط سيظل لعقود وعلى الصناعة الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون

«أوبك»: اعتماد العالم على النفط سيظل لعقود وعلى الصناعة الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون

مخاوف انخفاض الطلب على النفط في الصين دفعت أسعار الخام إلى التراجع.

استمرت التقلبات السعرية في سوق النفط الخام بسبب غياب حالة اليقين وسرعة مستجدات أزمة وباء كورونا بعد ظهور ثلاث سلالات خطيرة في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل، فيما أكد تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن العالم سيظل يعتمد على النفط والغاز لعقود مقبلة، مؤكدا دور الصناعة الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون.
وسجل خام برنت تراجعا بنحو 1.8 في المائة وخام تكساس هبوطا بأكثر من 2 في المائة في ختام الأسبوع الماضي بسبب مخاوف تعثر الطلب، إضافة إلى حدوث قفزة لمخزونات النفط الخام الأمريكية.
وتقاوم الارتفاعات السعرية قيود الإنتاج الصارمة التي تنفذها دول "أوبك+"، خاصة بعد التخفيضات الطوعية المفاجئة للسعودية، إضافة إلى تأثير انتشار اللقاحات الجديدة، والتفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة، وخطط التحفيز المالي المرتقبة.
وأكدت "أوبك" العلاقات الفعالة بين "أوبك" والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن تعاون "أوبك" مع منتجي النفط المستقلين في الولايات المتحدة نما على مر الأعوام.
ولفتت المنظمة إلى المساهمة الأمريكية المهمة في الجهود الدولية في نيسان (أبريل) 2020 للمساعدة على التخفيف من التأثير المدمر للوباء في سوق النفط، معربة عن تطلعها إلى تعميق علاقات دول أوبك مع المنتجين المستقلين في الولايات المتحدة.
وقال تقرير حديث للمنظمة - عن مشاركة محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي عبر الفيديو كونفرانس - "إن "إعلان التعاون" لمنتجي "أوبك+" أسهم بدور مهم في دعم استقرار سوق النفط لمصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي ككل.
وأوضح التقرير أن "أوبك" تضع نصب أعينها هدفا رئيسا هو بقاء أسواق النفط مستقرة وضمان استقرارها على أساس مستدام، لافتا إلى الحاجة المستمرة إلى المرونة والقدرة على التكيف مع متغيرات السوق.
وشدد التقرير على أنه سيظل العالم يعتمد على النفط والغاز لعقود مقبلة، لذلك يمكن لهذه الصناعة ويجب عليها أن تلعب دورا في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون.
ونقل عن باركيندو، قوله "إن المنتجين اتفقوا في الاجتماع الوزاري الـ13 في 5 كانون الثاني (يناير) الجاري، على العمل الدؤوب لضمان عدم السماح بإعادة ظهور اختلال التوازن في السوق، مشيرا إلى اتفاق الجميع على أن الانتعاش هش ولا تزال هناك شكوك، لكن المنتجين متفائلون بحذر بأن الانتعاش سيتحقق بالفعل هذا العام.
وأضاف أن "الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين سيعود إلى الانعقاد في الشهر المقبل لتقييم ودراسة أوضاع وتطورات سوق النفط"، مشيرا إلى الحاجة إلى بقاء الجميع يقظا وقابلا للتكيف مع التغيرات في الاقتصاد وسوق النفط، في مواجهة حالات عدم اليقين المستمرة بشأن فيروس كورونا.
وأوضح أن منتجي "أوبك+" يؤكدون للدول المستهلكة أنهم يضعون مصالح جميع الأطراف في الحسبان، منوها بأن دور "أوبك+" هو مساعدة السوق على العودة إلى الاستقرار. ونقل عن سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في الإمارات، قوله "إن تأثير كوفيد - 19 في العام الماضي استثنائي"، مضيفا أن "جهود دول (أوبك+) ساعدت على التخفيف من تأثير الوباء في سوق النفط"، مضيفا "إننا نعد هذا العام عام التعافي".
وأوضح التقرير أن الإمارات دعت كل دولة إلى صياغة استراتيجيتها الخاصة بتحويل الطاقة بناء على الموارد الوطنية المتاحة، منوها بتأكيد الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، تقديم بلاده دائما مساهمات إيجابية للمساعدة على مواجهة التحديات العالمية، وبخاصة تغير المناخ.
من جانب آخر، أشار تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي إلى تراجع أسعار النفط الخام بأكثر من 2.5 في المائة يوم الجمعة الماضي متأثرة بمخاوف من أن الطلب العالمي على النفط في أكبر مستورد للنفط في العالم وهي الصين قد يتعثر وسط ارتفاع حالات الإصابة بوباء كورونا وتوسيع عمليات الإغلاق في مدن عديدة في الصين والعالم.
ولفت إلى تراجع أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 52 دولارا للبرميل وتم تداولها بانخفاض 2.60 في المائة عند 51.73 دولار كما انخفض خام برنت إلى ما دون 55 دولارا مع انخفاض السعر 2.28 في المائة إلى 54.79 دولار.
وأشار إلى فقد أسعار النفط الخام قوتها من أعلى مستوى لها في 11 شهرا في الأسبوع الماضي استجابة لقرار التخفيض المفاجئ للسعودية لمستويات إنتاجها بنحو مليون برميل يوميا وهو القرار الذي لا يزال يدعم مكاسب النفط.
ولفت إلى ارتفاع سعر النفط، في وقت سابق الأسبوع الماضي، حيث توقعت السوق أن تتصرف الإدارة الأمريكية الجديدة بشكل كبير وسريع في إقرار حزمة الإغاثة التالية لمعالجة تداعيات فيروس كورونا.
ونوه التقرير بانخفاض الدولار الأمريكي بعد أن أخبرت جانيت يلين، المرشحة لوزيرة الخزانة اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء الماضي، بأن الولايات المتحدة يجب أن "تتصرف بشكل كبير" في حزمة التحفيز القادمة.
وأوضح التقرير أن ضعف الدولار الأمريكي أدى إلى جعل النفط الخام أرخص لحاملي العملات الأخرى، في حين أن معنويات السوق الصاعدة بشكل عام أرسلت المستثمرين والمضاربين إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والسلع.
وأشار إلى تراجع أسعار النفط، الخميس الماضي، بعد أن أعلن معهد البترول الأمريكي API زيادة مخزونات النفط الخام بمقدار 2.562 مليون برميل في منتصف الشهر الجاري، منوها بتعرض أسعار النفط لضغوط بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي، ما يجعل شراء النفط الخام أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
وأضاف التقرير أن "توسيع عمليات الإغلاق في الصين مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا أدبا إلى تحويل المعنويات إلى الاتجاه الهبوطي على المدى القريب، حيث تخشى السوق أن يكون الطلب العالمي على النفط في هذا الربع أضعف مما كان متوقعا قبل أسبوع واحد فقط".
وأوضح التقرير أن السلطات في الصين لا تشجع على السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة المقبلة، في حين قال بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، "إنه من السابق لأوانه الحديث عن كيفية تطور الوضع في المملكة المتحدة واقترح أن تظل بعض عمليات الإغلاق والقيود سارية حتى الصيف".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، سجل خام برنت تراجعا بنحو 1.8 في المائة، وسجل خام تكساس هبوطا بأكثر من 2 في المائة بعد قفزة لمخزونات الخام الأمريكية في أحدث أسبوع.
إذ قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية "إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت في الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات البنزين وزادت مخزونات نواتج التقطير، وصعدت مخزونات الخام 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 كانون الثاني (يناير) مقارنة بتوقعات محللين لانخفاض 1.2 مليون برميل".
وخلال الأسبوع سجل "برنت" ارتفاعا بنحو 0.4 في المائة، بينما تراجع خام تكساس بنحو 0.1 في المائة. وبالحديث عن الذهب، فقد تراجع المعدن الأصفر بـ0.57 في المائة في آخر تعاملات الجمعة، لكنه أنهى أسبوعه على ارتفاع قوي بنحو 1.4 في المائة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن إعادة انضمام بلاده إلى اتفاقية باريس للتغيرات المناخية، كما أن إدارته تدرس وقف اتفاقيات التنقيب عن النفط والغاز التي أبرمت في عهد سلفه دونالد ترمب.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسة بحلول الساعة 16:41 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.1 في المائة إلى 90.1 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 90.3 نقطة وأقل مستوى عند 90.05 نقطة.
وعلى صعيد التداولات، انخفضت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم شباط (فبراير) بحلول الساعة 16:39 بتوقيت جرينتش بنسبة 1.3 في المائة إلى 52.4 دولار للبرميل، وسجلت أعلى سعر اليوم عند 53.1 دولار وأقل سعر عند 51.4 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آذار (مارس) بنسبة 1.2 في المائة إلى 55.4 دولار للبرميل، وسجلت أعلى سعر عند 56.03 دولار وأقل سعر عند 54.8 دولار.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط