الطاقة- النفط

زيادة مفاجئة للمخزونات النفطية الأمريكية تتراجع بالأسعار .. وتثبيت متوقع لإنتاج «أوبك +»

زيادة مفاجئة للمخزونات النفطية الأمريكية تتراجع بالأسعار .. وتثبيت متوقع لإنتاج «أوبك +»

زيادة مفاجئة للمخزونات النفطية الأمريكية تتراجع بالأسعار .. وتثبيت متوقع لإنتاج «أوبك +»

أسعار النفط لازالت تحت الضغوط بعد ارتفاع غير متوقع للمخزونات الأمريكية.

سجلت أسعار النفط الخام أمس، تقلبات بعد تراجعات ملموسة بتأثير من زيادة مفاجئة في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية، في وقت يستعد تحالف "أوبك +" لمراجعة جديدة لوضع الإمدادات في بداية الشهر المقبل وسط ترجيحات بتثبيت الإنتاج.
وتراجع الأسعار عزز حالة المخاوف بشأن تباطؤ تعافي الطلب خاصة في ضوء الانتشار السريع والإصابات الجديدة بسلالة كورونا المتحورة التي أدت إلى توسيع دائرة الإغلاق العام في أوروبا وعديد من دول العالم.
وتقاوم التراجعات السعرية حالة التفاؤل النسبي بتولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن وترقب حزم تحفيز مالي مؤثرة تعين الاقتصاد الأمريكي على تجاوز تداعيات أزمة كورونا كما تميل الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة إلى الاستقرار بعد انتهاء المخاوف المرتبطة بتأمين حفل تنصيب الرئيس بايدن.
ويقول لـ«الاقتصادية»، مختصون ومحللون نفطيون: إن حالة من التخوف والترقب تحيط بصناعة الوقود الأحفوري الأمريكية التي على الأرجح لن تكون محظوظة في فترة ولاية بايدن، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن استهل ولايته بإلغاء التصريح الخاص بمشروع خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل" ما أثار مخاوف بشأن صناعة النفط في الولايات المتحدة وكندا.
وأوضح المختصون أن الاقتصاد الأمريكي أمام تحولات مهمة خاصة في ضوء ما يسمى خطة الوظائف الخضراء للرئيس جو بايدن، لافتين إلى أن إدارة بايدن تأخذ تحديات تغير المناخ على محمل الجد.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن أسعار النفط ما زالت تحت ضغوط تقلبات سعرية متتالية خاصة بعد تسجيل ارتفاع غير متوقع في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية، وهو ما يعد مؤشرا قويا على تباطؤ الطلب خاصة مع استمرار حالات الإغلاق وانتشار السلالات الجديدة من الوباء.
وذكر أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري قد يواجه موجة من الانكماش الواسع في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي تركز على إعطاء الدعم الأكبر إلى موارد الطاقة النظيفة، مرجحا أن تشهد الفترة المقبلة اعتمادا متزايدا لمصافي تكرير ساحل الخليج الأمريكية على واردات النفط الخام من دول "أوبك".
ويرى فيتوريو موسازي، مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن تحالف "أوبك +" يستعد لمراجعة جديدة لوضع الإمدادات في بداية الشهر المقبل، وهو على الأرجح سيستمر في تثبيت الإنتاج خاصة في ضوء القرار السعودي بخصم مليون برميل يوميا من إنتاج البلاد على مدى الشهرين المقبلين.
وأضاف أن مشروعا نفطيا مهما بين الولايات المتحدة سيتم إلغاؤه، وهو ما سيؤثر دون شك في التكامل النفطي والعلاقات الاقتصادية الحالية بين الولايات المتحدة وكندا مرجحا تراجع الطلب على النفط الخام الثقيل في مصافي التكرير الأمريكية في المستقبل.
ومن ناحيته، يقول ماثيو جونسون، المحلل في شركة "اوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن المخزونات الأمريكية عادت إلى الارتفاع بشكل مفاجئ ما بث معنويات سلبية حول تعافي الطلب العالمي على النفط في الأمد القصير.
ولفت إلى أن أغلب التوقعات تذهب إلى تراجعات حادة في الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري في عهد بايدن، ما سيؤدي بدوره إلى زيادة اعتماد أمريكا على واردات النفط الخام من "أوبك" بدلا من الواردات من كندا إلى ساحل الخليج الأمريكي خاصة بعد إلغاء المشروع الأمريكي الكندي المشترك.
وتضيف ويني أكيلو، المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن التجارة النفطية بين الولايات المتحدة وكندا ستتأثر في الأرجح بشكل كبير في الفترة المقبلة خاصة في ظل رغبة الإدارة الأمريكية في تقليل استيراد النفط الثقيل والتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة الخالية من الانبعاثات للإسهام بقوة في دعم جهود مكافحة تغير المناخ خاصة مع عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس.
ولفتت إلى إحصائيات وتقارير دولية تؤكد أن أغلب واردات الولايات المتحدة من النفط الخام تأتي في الأغلب من كندا بما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا، بينما تقلص الواردات من دول "أوبك" إلى 686 ألف برميل يوميا بسبب خفض الإنتاج والقيود السعودية الطوعية.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، نزل النفط الخميس بعد أن أظهرت بيانات للقطاع زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية ما أوقد مجددا جذوة مخاوف حيال الطلب مدفوعة بجائحة فيروس كورونا، لكن آمال التحفيز في الولايات المتحدة كبحت تراجع الأسعار.
وبحلول الساعة 07:25 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 19 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 53.12 دولار للبرميل، بعد يومين من المكاسب التي حققها الخام بفضل توقعات بإنفاق ضخم للتخفيف من تداعيات كوفيد - 19 في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المائة إلى 55.92 دولار للبرميل.
وبحسب بيانات من معهد البترول الأمريكي، ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 كانون الثاني (يناير)، مقارنة بـتوقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" بانخفاضها 1.2 مليون برميل.
وقال رافيندرا راو، نائب الرئيس المعني بالسلع الأولية لدى "كوتاك سيكيوريتيز"، "الخام منخفض على نحو هامشي اليوم بفعل زيادة مفاجئة لمخزونات النفط الأمريكية، لكن على الجانب الآخر، يلقى الخام الدعم أيضا من دولار أضعف واحتمال ضخ تحفيز أمريكي أكبر".
وأضاف "مخزونات الخام الأمريكية تنخفض على مدى الأسابيع الخمسة الماضية وهذا أحد العوامل الرئيسة التي تبقي الأسعار منذ مستويات مرتفعة. إذا أكدت إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات الخام، ربما نشهد مزيدا من التصحيح في الأسعار".
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 55.75 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 54.85 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الخميس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة استقرت تقريبا عند مستوى اليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 55.81 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط