أخبار اقتصادية- عالمية

«ترمب» .. علامة تجارية وعائدات مليارية باتت في خطر لارتباطها بالفوضى والعنصرية

«ترمب» .. علامة تجارية وعائدات مليارية باتت في خطر لارتباطها بالفوضى والعنصرية

عائدات إمبراطورية ترمب بلغت حوالى ملياري دولار بين 2017 و2019.

بنى دونالد ترمب إمبراطوريته الاقتصادية على اسمه، واستخدم لاحقا هذا الاسم لتحقيق طموحاته السياسية، غير أن العلامة التجارية “ترمب” باتت في خطر، وسيواجه كثيرا من الصعوبات لإنقاذها حين يغادر البيت الأبيض بعد غد، بعدما باتت رديفا لكل أنواع الترف.
ووفقا لـ”رويترز”، أوضحت ميليسا أرونتشيك أستاذة الاتصالات في جامعة روتجرز في نيوجيرسي أن “العلامة التجارية “ترمب” كانت قوية جدا، قبل أن يصبح رئيسا، مضيفة أنها “كانت رديفة للترف والثراء والنجاح”.
فمن الفنادق الفخمة إلى المنازل والأملاك الفاخرة مرورا بملاعب الجولف، يتصدر اسم ترمب جميع المباني التابعة لمنظمة ترمب التي تتخذ مقرا في برج “ترمب تاور” على الجادة الخامسة في نيويورك.
لكن بعد أربعة أعوام في السلطة اتخذ فيها ترمب مواقف قصوى أثارت الجدل، خصوصا في الأسابيع الأخيرة التي شهدت هجوما عنيفا شنه أنصاره على مقر الكونجرس في واشنطن، باتت أعمال عائلة ترمب في خطر.
ولخص تيم كالكينز أستاذ التسويق في كلية كيلوج لإدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن، الوضع بالقول “إن العلامة التجارية “ترمب” باتت سامة، لأنها ترتبط بالفوضى والعنصرية”، مشككا في إمكانية ترميمها نظرا إلى جسامة الأضرار التي لحقت بها.
وتراكمت الأنباء السيئة لترمب منذ أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني (يناير)، فقطعت شركات عديدة كل روابطها به وبشركته العائلية، أو أخذت مسافة عنهما.
كما بدأ مصرف “سيجنانشر بنك” إغلاق حسابات الرئيس، وفق ما أوضحت متحدثة باسمه، فيما رفض “دويتشه بنك” التعامل معه بعد الآن، على ما أوردت وسائل إعلام أمريكية.
وفي نيويورك، أنهى بيلا دي بلازيو رئيس البلدية الديمقراطي عقودا موقعة مع منظمة ترمب لإدارة مراكز ملاه في المدينة، خصوصا في متنزه سنترال بارك.
وفي ضربة شديدة لترمب المولع بالجولف، أعلنت جمعية لاعبي الجولف المحترفين الأمريكية أنها لن تنظم بطولتها لعام 2022 في نادي ترمب الوطني للجولف في بيدمينستر في نيوجيرسي. وأوضح سيث وو المدير العام للجمعية الأسبوع الماضي “كانت علامتنا على المحك”. هل يمكن أن تضع هذه النكسات منظمة ترمب في خطر، ولا سيما أن فنادقها تضررت بشدة جراء وباء كوفيد - 19؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال من شدة الغموض المحيط بعالم ترمب وأعماله.
فالمنظمة غير مدرجة في البورصة، وبالتالي لا تكشف حساباتها، وبحسب مجلة “فوربز”، فإن عائدات إمبراطورية ترمب بلغت نحو ملياري دولار بين 2017 و2019، وجاء القسم الأكبر منها من منتجعات الجولف والفنادق والنوادي الخاصة الفخمة وإتاوات التراخيص الممنوحة، والعقارات التجارية في نيويورك وسان فرانسيسكو.
ومن المؤكد أن المجموعة تواجه ديونا تقارب 400 مليون دولار، غير أن ترمب أكد في أكتوبر أن “هذه نسبة مئوية ضئيلة جدا من ثروتي الصافية”، على ما نقلت عنه صحيفة “واشنطن بوست”.
وقدرت مجلة “فوربز” ثروته الجمعة بـ2.5 مليار دولار، مقارنة بـ3.7 مليار في نهاية 2016 قبيل دخوله البيت الأبيض.
ومهما بلغت المصاعب، يمكن للرئيس المنتهية ولايته الاعتماد على أنصار شديدي الولاء، إذ قال كابري كافارو الأستاذ في الجامعة الأمريكية “ستكون هناك على الدوام مجموعة تدعم دونالد ترمب مهما قال ومهما فعل”.
وأثبتت الأحداث في الكونجرس في نهاية المطاف أن أنصاره مستعدون لدعمه مهما كلف الأمر. ويظهر التاريخ أن العلامات التجارية تتخطى على الدوام الفضائح والسجالات مع الوقت، على ما لفتت ميليسا أرونتشيك موردة مثل شركة فولكسفاجن وفضيحة التلاعب بمحركات الديزل.
بالطبع، سيواجه الملياردير سيلا من الدعاوى القضائية في المدى القريب، لكن أرونتشيك ترى “من المحتمل أن تتعافى علامته التجارية”، وأشارت إلى أن مستقبلها يتوقف أيضا على المكانة التي ستعطيها وسائل الإعلام لترمب بعد الآن. وقال كابري كافارو “لم يكن ترمب رئيسا مؤسساتيا، ولن يكون رئيسا سابقا مؤسساتيا”، ويمكن للرئيس المراهنة على ابنته إيفانكا لدعم علامته التجارية، خصوصا أنها حرصت على البقاء بمنأى عن الفضائح الأخيرة.
وأوضحت ميليسا أركونتشيك في هذا الصدد أن علامتها التجارية “لم يمسها شيء”. لكن النهضة المالية لعلامة ترمب قد تمر عبر إنشاء وسيلة إعلام جديدة، في رأي مايكل دانتونيو، الذي أصدر سيرة لرجل الأعمال الثري. ويمكنه رؤية ترمب في دور مبشر سياسي على شبكة خاصة ينشئها، تبث برامجها من فلوريدا، وتمكن مشاهدتها بموجب اشتراك بقيمة 4.99 أو 9.99 دولار في الشهر.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية