الطاقة- النفط

بين ضغوط إصابات الصين ودعم التحفيز الأمريكي .. تقلبات متوقعة لأسعار النفط الأسبوع الجاري

بين ضغوط إصابات الصين ودعم التحفيز الأمريكي .. تقلبات متوقعة لأسعار النفط الأسبوع الجاري

خطة التحفيز المالي الأمريكية ستساهم في تعزيز مكاسب الأسعار في أسواق الطاقة.

توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار تقلبات الأسعار خلال الأسبوع الجاري بعد تراجع بنحو 2 في المائة في نهاية الأسبوع الماضي على أثر ارتفاع الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الصين والانتشار السريع للسلالة الجديدة في أوروبا.
وأوضح لـ"الاقتصادية"، مختصون أن خسائر الأسعار تلقى مقاومة من خطط التحفيز المالي الأمريكية مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة، إضافة إلى تأثير القرار السعودي بخفض الإنتاج طوعيا بنحو مليون برميل يوميا وتثبيت إنتاج بقية أعضاء "أوبك+" عند المستوى نفسه لإمدادات يناير الجاري.
وذكروا أن تراجع أسعار النفط تحت ضغوط مخاوف بشأن الطلب العالمي نتيجة الوضع المتأزم للوباء، الذي ضرب مجددا الصين، حيث أبلغت بكين عن أعلى عدد لحالات الإصابة بالفيروس في شهور، ما أثر بالسلب في معنويات السوق.
وأوضح المختصون أن "أوبك" تتوقع حدوث انتعاش في إمدادات النفط الصخري بسبب توقعات عودة المكاسب لأسعار النفط الخام مما قد يؤدي إلى ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، لافتين إلى أحدث بيانات "أوبك"، التي تتوقع زيادة قدرها 370 ألف برميل يوميا في إنتاج النفط الأمريكي ارتفاعا من التوقعات السابقة البالغة 71 ألف برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" الدولية للطاقة إن الإصابات المرتفعة بالجائحة تكبح تداعياتها حالة التفاؤل بتولي الإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستكثف الحوافز المالية وهو ما يرجح معه تأرجح الأسعار بين المكاسب والتراجعات المتتالية في سوق النفط الخام.
وأضاف أن خطة التحفيز المالي الأمريكية والبالغة 1.9 تريليون دولار، التي اقترحها الرئيس الجديد جو بايدن تشمل جهود التطعيم وشيكات بقيمة 1400 دولار للأمريكيين وإجراءات تحفيز أخرى، ومن المتوقع أن تساهم في تعزيز مكاسب الأسعار في سوق النفط، كما أن الحزمة التكميلية في الربيع المقبل يمكن أن تكون أكبر وستستهدف في الأساس ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة النظيفة.
ويرى، دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن استمرار قيود الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+" يساهم حثيثا في تضييق الفجوة بين العرض والطلب والحفاظ على تماسك الأسعار عند مستويات ملائمة ومعززة للمراكز المالية للمنتجين على الرغم من أنها تشمل بعض التضحيات بالحصص السوقية، وتمثل فرصة لانتعاش الإنتاج الأمريكي المنافس، مرجحا استمرار تقلبات الأسعار نتيجة حالة عدم اليقين المهيمنة على السوق.
ولفت إلى البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي تؤكد أن إنتاج النفط سيرتفع إلى 11.49 مليون برميل يوميا في 2022 بزيادة 3 في المائة، عن مستويات هذا العام، وذلك على الرغم من الانكماش الواسع السابق، الذي تفاقم في أبريل من العام الماضي عندما انهارت الأسعار إلى المنطقة السلبية جراء تخمة المعروض وفائض المخزونات.
ومن ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن السعودية تؤكد دوما دورها الريادي كقدوة في السوق، حيث بدأت على الفور بالوفاء بتعهداتها بخفض مليون برميل يوميا من إنتاجها لشهري فبراير ومارس المقبلين، مشيرا إلى خفض السعودية مبيعاتها من النفط إلى 11 مصفاة على الأقل في آسيا.
ولفت إلى تقارير دولية تؤكد اتساع هامش ربح تكرير البنزين إلى أقصى حد له منذ يوليو الماضي، حيث تتوقع الأسواق انتعاشا في الطلب العالمي بحلول منتصف العام بفعل الآمال المحيطة باللقاحات الجديدة وبقدرتها على السيطرة على الوباء.
وتوضح أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن التقلبات السعرية ستظل مهيمنة على الأسواق مع تزايد المخاوف على الطلب، لافتة إلى تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يؤكد أن إيرادات "أوبك" من تصدير النفط الخام لعام 2020 انخفضت إلى 323 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا أدنى مستوى إيرادات في 18 عاما منوهة إلى أن هذا يقارن بـ 595 مليار دولار عائدات نفطية لعام 2019.
وذكرت أن "أوبك" متفائلة بحذر بشأن المستقبل القريب، مشيرة إلى توقع المنظمة أن يبدأ الطلب على النفط في الانتعاش هذا العام، موضحة أن "أوبك+" متفائلة إلى حد ما بشأن اتجاهات الطلب في أمريكا الشمالية على الرغم من تفشي الوباء، مشيرة إلى توقعات انتعاش الطلب الأوروبي على النفط أقل تفاؤلا، حيث تكافح أوروبا لاحتواء انتشار العدوى وإنهاء عمليات الإغلاق، التي قلصت الطلب على النفط بشكل حاد.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، نزلت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة الجمعة، وسجل كلا العقدين خسائر أسبوعية، إذ كبحت مخاوف بشأن خضوع مدن صينية لإجراءات عزل عام بسبب تفشي فيروس كورونا موجة صعود مدفوعة ببيانات واردات قوية من أكبر مستهلك في العالم للخام.
وهبط برنت 1.32 دولار، بما يعادل 2.3 في المائة، لتجري تسويته عند 55.1 دولار للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.21 أو 2.3 في المائة، إلى 52.36 دولار للبرميل.
وسجل كلا الخامين، اللذين بلغا أعلى مستوياتهما في نحو عام في وقت سابق هذا الأسبوع، أول تراجع أسبوعي لهما في ثلاثة أسابيع، إذ خسر برنت 1.6 في المائة، هذا الأسبوع وهبط الخام الأمريكي نحو 0.4 في المائة.
وبينما يواجه المنتجون تحديات لا مثيل لها لموازنة معادلات العرض والطلب في ظل حساب متغيرات تنطوي على توزيع اللقاح مقابل إجراءات العزل العام، فإن العقود المالية تلقى الدعم بفضل أداء قوي للأسهم وضعف الدولار، ما يقلص تكلفة النفط، بجانب طلب صيني قوي، وصارت هذه العوامل الإيجابية محل شك اليوم مع ارتفاع الدولار وتكثيف الصين إجراءات الإغلاق.
وربما تزيد حزمة إنقاذ بقيمة تريليوني دولار تقريبا تهدف للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، التي كشف عنها الرئيس جو بايدن الطلب على النفط من أكبر مستهلك في العالم للخام. لكن بعض المحللين يقولون إن الخطوة قد تكون غير كافية لرفع الطلب. وقال جون كيلدوف الشريك في "أجين كابيتال مانجمنت" في نيويورك "من حيث القدرة على الحديث عن الطلب، كانت آسيا هي البقعة المضيئة الوحيدة... هذا التجدد لإجراءات الإغلاق يضرب آفاق الطلب بآسيا في مقتل".
وأظهرت بيانات جمارك يوم الخميس أن واردات الصين من النفط الخام زادت 7.3 في المائة في 2020، إذ استقبلت كميات قياسية في فصلين من الأربعة فصول في العام الماضي مع زيادة المصافي لمعدلات التشغيل وتحفيز انخفاض الأسعار لعمليات التخزين.
لكن الصين أعلنت تسجيل أكبر عدد يومي للإصابات بكوفيد-19 في أكثر من عشرة أشهر يوم الجمعة لتتوج أسبوعا شهد خضوع ما يزيد على 28 مليونا لإجراءات عزل عام وأول وفاة في البلاد بسبب فيروس كورونا منذ أيار (مايو).

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط