الطاقة- النفط

رغم توقف موجة الصعود .. نشوة سوق النفط قوية والعوامل داعمة لارتفاعات سعرية جديدة

رغم توقف موجة الصعود .. نشوة سوق النفط قوية والعوامل داعمة لارتفاعات سعرية جديدة

حزمة الإنقاذ الأمريكية من شأنها أن ترفع الطلب على النفط من قبل أكبر مستهلكي العالم.

هبطت أسعار النفط أمس بعد أن كبحت مخاوف بشأن خضوع مدن صينية لإجراءات عزل عام بسبب تفشي فيروس كورونا موجة صعود مدفوعة ببيانات واردات قوية من أكبر مستهلك في العالم للخام وخطط أمريكية لحزمة تحفيز.
وعلى الرغم من ذلك قالت "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" "نشوة سوق النفط قوية بشكل لا لبس فيه، لكن مؤشرات السوق من آسيا متباينة، مضيفة أن الصين، المحرك العالمي لنمو الطلب على النفط، تصارع تفشيا جديدا لكوفيد".
وقال جيم ريتربوش، رئيس ريتربوش وشركاه، "في ظل تعزز أسعار الطاقة مع تراجع الدولار، استطاعت سوق النفط أن ترتفع أواخر الجلسة بالتوازي مع صعود الأسهم". وارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية البارحة الأولى، إلى مستويات قياسية وتقدمت عوائد السندات الأمريكية أمس في ظل تركيز المستثمرين على مقترح بايدن التحفيزي المنتظر.
وقال ريتربوش "العوامل الأساسية للنفط ما زالت تبدو داعمة بما يكفي لدفع السوق إلى مستوى مرتفع جديد خلال الجلستين المقبلتين".
وهبط برنت 46 سنتا أو ما يعادل 0.8 في المائة، إلى 55.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 0544 بتوقيت جرينتش، بعد أن ربح 0.6 في المائة، أمس الأول، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 29 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة، إلى 53.28 دولار للبرميل، بعد أن زاد أكثر من 1 في المائة، في الجلسة السابقة.
ووفقا لـ"رويترز"، يواجه المنتجون تحديات لموازنة معادلات العرض والطلب في ظل حساب متغيرات تنطوي على توزيع اللقاح مقابل إجراءات العزل العام، فإن العقود المالية تلقى الدعم بفضل أداء قوي للأسهم وضعف الدولار، ما يقلص تكلفة النفط، بجانب طلب صيني قوي.
وتزيد حزمة إنقاذ بقيمة تريليوني دولار تقريبا تهدف للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة والتي كشف عنها الرئيس جو بايدن، الطلب على النفط من أكبر مستهلك في العالم للخام لكن بيانات للوظائف جاءت أسوأ من التوقعات ألقت بظلالها على الخطط.
وزادت واردات الصين من النفط الخام 7.3 في المائة، في 2020، إذ استقبلت كميات قياسية في فصلين من الأربعة فصول في العام الماضي مع زيادة المصافي لمعدلات التشغيل وتحفيز انخفاض الأسعار لعمليات التخزين.
ووفقا لـ"رويترز"، أظهرت بيانات جمارك أمس الأول، أن أكبر مشتر للنفط في العالم استقبل في 2020 كمية غير مسبوقة بلغت 542.4 طن من الخام في اليوم، أي ما يعادل 10.85 مليون برميل يوميا.
وجاءت التدفقات القوية بعد شراء كثيف من المصافي، وكذلك شركات التخزين المستقلة، وذلك في أعقاب تهاوي أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في عقود في وقت سابق من العام، إذ استفادت من قوة الطلب المحلي مع تعافي الاقتصاد سريعا من جائحة فيروس كورونا.
وقفزت "ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم" قفزت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا لأعلى مستوى في أكثر من عشرة أشهر مع تضاعف الإصابات في مقاطعة "هيلونججيانج" الشمالية الشرقية ثلاث مرات تقريبا.
وفي الإطار نفسه، أعلنت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا الأربعاء عمليات إغلاق أكثر صرامة للحد من تفشي السلالة الجديدة لفيروس كورونا "سريعة الانتشار"، التي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا.
وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 8 كانون الثاني (يناير)، في خامس انخفاض أسبوعي على التوالي، طبقا لتوقعات معظم خبراء الطاقة.
وعلى حسب تلك البيانات انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 482.18 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 27 آذار (مارس) 2020، في علامة إيجابية لمستويات الطلب المحلي في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
لكن الصين أعلنت تسجيل أكبر عدد يومي للإصابات بكوفيد-19 في أكثر من عشرة أشهر أمس الجمعة، لتتوج أسبوعا شهد خضوع ما يزيد على 28 مليونا لإجراءات عزل عام وأول وفاة في البلاد بسبب فيروس كورونا في ثمانية أشهر.
بدوره، أكد إحسان عبد الجبار، وزير النفط العراقي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أمس الأول إنه يتوقع استقرار أسعار النفط، وأن تبلغ نحو 57 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام. وأضاف أن خفض الإنتاج الطوعي السعودي البالغ مليون برميل يوميا سيساعد على استقرار السوق.
وقال الوزير إن العراق يجري محادثات مع "أوبك" ومنتجي النفط المتحالفين معها للسماح له بتأجيل التعويض عن زيادة إنتاج سابقة، مضيفا أن هناك تفهما لوضع العراق وأزمته المالية. وتابع أن طلب التأجيل لا يعني أن العراق لن يمتثل إلى التزاماته حيال اتفاق "أوبك+" وأنه ملتزم بخفض إنتاجه لصيانة استقرار السوق.
وأفاد بأن عدم التزام إقليم كردستان العراق بحصته من خفض الإنتاج هو السبب الرئيس في مستوى الامتثال المتدني في الآونة الأخيرة والبالغ 79 في المائة، من التخفيضات المتعهد بها في إطار اتفاق "أوبك+".
وقال إن الإقليم لم يلتزم باتفاق أولي مع الحكومة المركزية على خفض إنتاجه 20 في المائة، بنحو 80 ألف برميل يوميا، مضيفا أنه واصل الإنتاج عند 430 ألف برميل يوميا.
وخفضت "أوبك+" المعروض 9.7 مليون برميل يوميا العام الماضي، لكنها تضخ 500 ألف برميل يوميا إضافية في كانون الثاني (يناير) بموجب خطة لتقليص التخفيضات تدريجيا. ويبقي معظم المنتجين الإنتاج دون تغيير في شباط (فبراير)، بينما تخفضه السعودية مليون برميل يوميا إضافية الشهر المقبل وفي آذار (مارس).
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 55.81 دولار، للبرميل الأربعاء مقابل 55.41 دولار، للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سادس ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 53.29 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط