أخبار اقتصادية- محلية

قمة الرياض تنعش آمال الشعوب وتعد بمستقبل أفضل

قمة الرياض تنعش آمال الشعوب وتعد بمستقبل أفضل

انطوت مسؤولية المملكة على إعداد برنامج شامل، يعبر عن القضايا الملحة.

"نرحب بكم باسم شعب المملكة وحكومتها، ونعلن للعالم تفاؤلنا وسعينا إلى أن نبني للمجموعة بيئة حيوية للخروج بمبادرات ومخرجات تحقق آمال شعوب العالم".. كان هذا ترحيب خادم الحرمين الشريفين بقادة دول مجموعة العشرين خلال قمتهم الافتراضية في الرياض.
وتحت عنوان "اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع"، وضعت المملكة عددا من الأولويات والأهداف لمناقشتها في اجتماعات القمة، التي تزيد على مائة اجتماع ومؤتمر، تشمل اجتماعات وزارية، واجتماعات ممثلي الحكومات، إضافة إلى اجتماعات لممثلي المجتمع المدني، فيما عقدت قمة القادة يومي السبت والأحد.
خدمة الشعوب
لأن المملكة لاعب رئيس في المنطقة، وتؤدي دورا محوريا في استقرار الاقتصاد العالمي، ركزت أثناء رئاستها على أن برنامجها للقمة مرتبط برؤية 2030، ومرتبط بجوهر أهداف مجموعة العشرين، من حيث التركيز على الاستقرار الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشري، وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات.
وانطوت مسؤولية المملكة على إعداد برنامج شامل، يعبر عن القضايا الملحة، التي تتطلب التكاتف العالمي للتغيير الإيجابي، وخدمة الشعوب من خلال تقديم نتائج ملموسة، تمهد الطريق للأجيال القادمة.
وركز عمل قمة مجموعة العشرين برئاسة الرياض على ثلاثة محاور، هي: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.
وكان الدكتور فهد بن عبدالله المبارك وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، "الشربا" السعودي لمجموعة العشرين، قال في لقاء تعريفي للإعلاميين بمناسبة استضافة المملكة مجموعة العشرين "إنه خلال رئاسة المملكة مجموعة العشرين ستكون نظرتنا طموحة حيث سنركز على فرص وتحديات القرن الـ21، وليس فقط الفرص والتحديات الملحة الحالية، كما سنعمل على تحقيق نتائج ملموسة للعالم أجمع، وسيكون بتعاون مع أعضاء المجموعة والتواصل مع جميع الأطراف ذات العلاقة مثل الدول غير الأعضاء والمنظمات الدولية وممثلي المجتمع المدني، وذلك بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فقد طورنا برنامج رئاسة المملكة بشكل شمولي ومتكامل، وقمنا بعمل بحوث مكثفة ومتعمقة في جميع المواضيع، وتباحثنا مع المنظمات الدولية والإقليمية ومراكز الفكر والخبراء وممثلي مجموعات التواصل على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي حول التحديات التي تواجه العالم والحلول التي يمكن للمجتمع الدولي تبنيها والتعامل معها، كما قمنا بالتشاور مع جميع أعضاء المجموعة وشركائنا في هذا المشوار حول هذه المواضيع، ورصدنا ما يفوق 180 مبادرة وتحديا يواجه العالم".تمكين الإنسان
هدفت مجموعة العشرين خلال عام الرئاسة إلى بناء إطار للسياسات وتعزيزه ليؤدي إلى تمكين الإنسان وإيجاد الفرص الاقتصادية، من خلال إتاحة الوصول إلى الفرص، وتهيئة الظروف التي تمكن جميع الأفراد، خاصة النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار، وستعالج الرئاسة السعودية هذه التحديات لضمان الازدهار لجميع الناس، وركزت مجموعة العشرين على السياسات التي تعزز تكافؤ الفرص للجميع خاصة للفئات الأقل حظوة بالفرص، وناقش أعضاء مجموعة العشرين الحلول في مجالات عدة، مثل: تمكين النساء والشباب، وتعزيز التعليم ورأس المال البشري، ودعم فرص العمل الجيدة والحماية الاجتماعية، وتعزيز التقدم في التنمية، بدعم من السياسات الاقتصادية الكلية التي تدعم النمو القوي والمستدام والشامل.
وواصلت مجموعة العشرين بذل الجهود لتوفير فرص العمل الجيدة والتكيف مع أنماط العمل المتغيرة مع ضمان الحماية الاجتماعية، وتمكين المرأة عبر معالجة أوجه التفاوت الاجتماعي والاقتصادي المستمرة بين الرجال والنساء، وتقديم مجموعة من المبادرات القطاعية للفئات الأقل حظوة بالفرص، مع وضع إجراءات تصب في مصلحة النساء والفتيات، وسيستمر أعضاء مجموعة العشرين في تعزيز المساواة بين الجنسين، بما في ذلك من خلال دعم المبادرات، مثل مبادرة "تمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة".
وتضمن برنامج الرئاسة، بحسب كتيب مجموعة العشرين الإعلامي الشامل، مضاعفة الجهود من أجل التنمية المستدامة، وتعزيز الربط الإقليمي لتسهيل زيادة فرص العمل، وتدفق السلع والخدمات، وتحسين التواصل بين الأفراد، وتعزيز آليات المساءلة، إضافة إلى تطوير التعليم لتطوير الكفاءات والمهارات اللازمة للازدهار في ظل العولمة.
وترى مجموعة العشرين مساهمة القطاع الصحي أهم الممكنات لإنشاء اقتصاد مستقر ومزدهر، إذ تدعم النظم الصحية الفاعلة والقوية رأس المال البشري والازدهار طويل المدى للدول، وتسعى إلى تطوير أنظمة صحية مستدامة متمركزة على الإنسان وتقديم تغطية صحية شاملة، وغالبا ما يحتاج تحقيق ذلك إلى الابتكار واعتماد تغيرات تحولية في الأنظمة، وبالتالي ستعمل الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين مع أعضاء المجموعة لزيادة واعتماد مناهج مبتكرة، مع التركيز على الرعاية الصحية القائمة على القيمة والحلول الصحية الرقمية.
ومن أبرز أهداف محور تمكين الإنسان، تعزيز الشمول المالي للنساء والشباب، حيث تشير التقديرات إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 1.7 مليار شخص بالغ لا تصلهم الخدمات المالية، أي نحو ثلث سكان العالم البالغين، ستركز مجموعة العشرين خلال عام الرئاسة على تسخير تقنيات جديدة ومبتكرة لتمكين الفئات الأقل حظوة بالفرص من الوصول إلى الخدمات المالية، وبالأخص النساء والشباب.
في الإطار ذاته، ستركز الرئاسة على التأثير الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للسياحة وكيفية الترويج لها لمصلحة الزائر والمجتمع المحلي وتعزيز التقارب بين المجتمعات المختلفة، وتشجيع التعاون التجاري والاستثماري.
الحفاظ على كوكب الأرض
الحفاظ على موارد الأرض المشتركة محور رئيس اختارته المملكة خلال رئاستها مجموعة العشرين، وستعمل على اعتماد إطار اقتصادي لخفض مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مع المحافظة على دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتحسين أوجه الترابط والتكامل بين إجراءات التكيف والتخفيف، بما في ذلك الحلول القائمة على الطبيعة مثل إعادة التشجير وحماية الموارد البحرية وإعادة تهيئتها.
يخسر العالم نحو 12 مليون هكتار من الأراضي سنويا بسبب تدهور الأراضي، ويشمل ذلك إزالة الغابات، ويؤثر تدهور الأراضي في أكثر من ثلاثة مليارات شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ويسهم في خسائر كبيرة في المواطن الطبيعية وفي النظام البيئي، فنحو 24 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة ناتجة عن إزالة الغابات واستخدام الأراضي، وتمتلك مجموعة العشرين القدرة على قيادة المجتمع الدولي في العمل نحو الحد من تدهور الأراضي وإزالة الغابات للحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق الأهداف المناخية.
كما تهدف المملكة من خلال هذا المحور إلى حماية المحيطات، وتعزيز استدامة ومتانة نظم المياه العالمية، وتعزيز الأمن الغذائي بأسعار معقولة للجميع وتكثيف الجهود لمعالجة فقد الغذاء وهدره وتشجيع الاستثمارات الزراعية المسؤولة، إضافة إلى دعم استخدام جميع مصادر الطاقة والتقنيات المبتكرة، الذي سيوفر فرصا لدفع عجلة التحول نحو طاقة أنظف.
تشكيل آفاق جديدة
المحور الثالث الذي ركزت عليه المملكة هو تشكيل آفاق جديدة، مثل تعزيز التعاون في مجال الفضاء، الذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في حماية المصالح العالمية المشتركة مثل، المناخ والمحيطات، إضافة إلى تمكين الاقتصاد الرقمي، وإيجاد حل عالمي مشترك لمعالجة التحديات الضريبية الناشئة عن رقمنة الاقتصاد، والاستفادة من التقنيات في البنية التحتية بما يعود على تحسين الجودة، وخفض التكاليف، والمساعدة على سد فجوة تمويل البنية التحتية، حيث يمثل الابتكار في البنية التحتية عاملا جوهريا لتعزيز النمو المستدام والشمولي.
ومن الملفات التي يتضمنها هذا الجانب تطوير المدن الذكية، لضمان المساواة في توفير التنقل للمواطنين، وتقديم حلول تنقل مبتكرة تعتمد على التقنية الرقمية، إلى جانب معالجة دخول الشركات التقنية الكبيرة في المجال المالي، ومناقشة الآثار المحتملة لإصدار العملات الخاصة على نطاق واسع.
وفي ملف أساسي، ناقشت المجموعة مكافحة الفساد، إذ يمثل الفساد تهديدا خطيرا للاستقرار الوطني والدولي، ويعوق النمو الاقتصادي ويضعف الثقة بين الحكومات والمواطنين، وسيتعاون أعضاء المجموعة على تعزيز النزاهة باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات، وتعزيزها في مجالات الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذلك تطوير وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية