ثقافة وفنون

مدن الضجر

مدن الضجر


ما بين لحظتنا، التي التقطتنا من عوالم مختلفة، وغيابك ردح مليء بالحياة، بآمال، وصور، أحلام، ‏وانتصارات، وما بين غيابك وحضورك تلاشت آمال وضحكات، وبدا واقع فيه كثير من القسوة والغربة مرة ‏أخرى.‏ لماذا مرة أخرى؟... لأن إحساس الغربة اعتراني حين غادرت أهلي وبدأت وحيدا في المدن الغريبة، لكن ‏إحساسي اليوم أشد مرارة في مدينة لم تعد غريبة، يمتزج العجز بالوحدة بالغربة، الضعف والوهن والغرابة ‏والإعياء، أرض رخوة وقدمان ضعيفتان.‏ ملأ حضورك اللغز فضاءاتي كأنني كنت أبحث عنك، وتوقفت عن البحث حين وجدتك.‏ امتلأت بالمفاجأة، امتلأت بك، حضورك، وجودك، وغيابك.. غيابك اللغز لم يكن نهاية مقنعة للزمن الرائع، ‏لماذا جعلت منه سرا غامضا؟ لا أحب الخواتيم المفتوحة، لكنك جعلت منها جزءا من حياتي تصبغ زمني.‏ أصابني الهلع وأنا أركض في اتجاهات مختلفة هربا من الموت، الذعر يملأ الأجواء، وكنت جزءا من هذا ‏الكم المصاب بالخوف، ترتعد فرائصي لما يحصل، وأذكرك وأنت قابعة هناك في لغزك العجيب.‏
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون