الطاقة- النفط

رئيس «أرامكو»: نعمل على 5 مجالات لخفض الانبعاثات .. بينها الوقود «الكيميائي» وابتكار أنظمة المحركات

رئيس «أرامكو»: نعمل على 5 مجالات لخفض الانبعاثات .. بينها الوقود «الكيميائي» وابتكار أنظمة المحركات

المهندس أمين الناصر.

طرح المهندس أمين حسن الناصر رئيس شركة أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، أمس، في قمة مجموعة الأعمال السعودية B20 التابعة لمجموعة العشرين، عددا من الحلول المقترحة لمواجهة التحديات التي تواجهها المشاريع الصغيرة والمتوسطة حول العالم بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إضافة إلى الدور الذي يضطلع به قطاع الطاقة في التصدي لظاهرة التغير المناخي، والمبادرات ذات الصلة التي اتخذتها "أرامكو السعودية".
وفي وقت بحثت القمة الافتراضية بحضور قادة الأعمال في العالم، مواضيع "التحول بهدف النمو الشامل"، والسياسات والممارسات التجارية اللازمة لتحقيق ذلك الهدف، أشار الناصر إلى خمسة مجالات تعمل عليها الشركة لتحقيق خفض الانبعاثات منها. وأكد المهندس الناصر خلال مشاركته في جلسة نقاش بعنوان "حشد الجهود لإنقاذ الكوكب" أن جائحة فيروس كورونا المستجد، كوفيد - 19 تسببت في أكبر نكسة عرفها العالم منذ أزمة الكساد الكبير، وكان من أبرز عواقبها الآثار التي طالت الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة أكثر من غيرها من الشركات، وكذلك فرص العمل، وخاصة للشباب والشابات وشعوب الدول النامية.
وأشار إلى أن المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تمثل النسبة الأكبر من الشركات التجارية في جميع أنحاء العالم، وتحظى باهتمام خاص في الدول النامية، مبينا أنه يمكن للشركات الكبرى مع زيادة تبنيها للحلول الرقمية إنشاء منصات جديدة لإسناد مزيد من الأعمال للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
وأضاف، "أنه يتم مساعدة المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال معالجة قضايا مثل فقر الطاقة، وتلوث الهواء في المنازل، وبذل مزيد من الجهد للحد من هذه المشكلات أو القضاء عليها.
وأوضح الناصر، أن كثيرا من الحكومات سارعت إلى التعامل مع تداعيات الجائحة، وقدمت الدعم الاقتصادي والمالي، كما اتخذت هذه الحكومات أيضا إجراءات مهمة من خلال تنفيذ استثمارات ترمي إلى بناء مستقبل أكثر استدامة وحفاظا على البيئة.
وقال رئيس "أرامكو السعودية"، "يجب أن تكون الاستثمارات واسعة النطاق ومتوازنة، وينبغي لهذه الاستثمارات أن تستهدف الطاقة المتجددة، والمشاريع المتعلقة بالمناخ، والاقتصاد القائم على التدوير، وموارد الطاقة القابلة للاستخدام حاليا، لأنها ستكون جزءا من مجموعة مصادر الطاقة العالمية على مدى عقود مقبلة".
وتحدث عن أهمية الاستثمارات في مجال البيئة مثل تحسين جودة المياه، والمحافظة على نظافة الهواء، وتطوير نظم أكثر كفاءة وفعالية لإدارة النفايات، وتعزيز التنوع الأحيائي، مؤكدا أن هذه الاستثمارات ستسهم في تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة الأزمات، وتحسين مستويات الاستدامة فيها، وتوفير فرص العمل، إضافة إلى الطاقة النظيفة ويسيرة التكلفة، والمياه النظيفة، والصرف الصحي، والإنتاج والاستهلاك بالطرق المسؤولة، وذلك بهدف القضاء على الفقر والجوع، والحد من عدم تكافؤ الفرص.
وأضاف، أن السياحة تمثل أحد أهم القطاعات التي تأتي ضمن اهتمامات المملكة بحسبانها توفر كثيرا من الوظائف في قطاع الخدمات، وتؤدي دورا في خطط تعافي الاقتصاد لعديد من الدول، مشيرا إلى أن هناك فرصا للتدريب والتطوير، وتوفير فرص العمل في الدول النامية، مع بقاء البيئة محور التركيز في كل ذلك.
وأوضح، أن قضية التغير المناخي تأتي على رأس الأولويات، كما أن الاستثمارات في البنية التحتية السياحية الذكية مناخيا أو غير الضارة بالمناخ باتت من أهم الضرورات، في الطرق والمطارات والسكك الحديدية والشبكات الكهربائية الذكية، على سبيل المثال". وأكد، أن مسألة حماية المناخ تتصدر قائمة الأولويات، ويجب أن تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، لافتا إلى أن التركيز ينبغي ألا ينصب فقط على مصادر الطاقة وتقنياتها الجديدتين، وإنما على خفض الانبعاثات الكربونية لمصادر الطاقة الحالية لأنها تمثل جزءا كبيرا من نظام الطاقة العالمي، وستظل كذلك لعقود مقبلة.
وأبان المهندس الناصر، أن "أرامكو السعودية" تعمل على خمسة مجالات رئيسة لتحقيق خفض الانبعاثات، منها أولا، تقليل الانبعاثات الناجمة عن إنتاج النفط الخام واستخداماته، حيث تعد كثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة من قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة هي بالفعل من بين الأقل عالميا، كما أن كثافة الانبعاثات الناتجة عن أعمال الغاز في الشركة أيضا من بين الأقل في قطاع الطاقة، وستواصل الشركة خفض كثافة الانبعاثات الكربونية إلى أقل من ذلك.
وأكد، أن الشركة تعمل على ابتكار أنظمة وقود متطورة للمحركات تناسب استخدامات المستقبل وتقلل بشكل كبير الانبعاثات الناتجة من السيارات وتعمل حاليا على تحسين التقنيات المتقدمة لاحتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه. وأشار، "ثانيا تعمل الشركة على تعزيز استخدامات النفط في مجالات بعيدة عن إنتاج المحروقات، من بينها تحويل النفط الخام إلى كيماويات ومواد أخرى تنتج عنها انبعاثات كربونية أقل بكثير من استخدامه وقودا، ووصلت الشركة أيضا إلى مرحلة متقدمة في تطوير تقنيات لتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيماويات، كما تمثل المواد غير المعدنية المشتقة من النفط الخام أولوية قصوى بالنسبة للشركة".
وأكد أن تلك المواد ستحل محل المواد كثيفة الانبعاثات الكربونية مثل الخرسانة وصناعة الفولاذ وغيره من المعادن المستخدمة في قطاعات الاستهلاك النهائي مثل صناعة السيارات والبناء والتشييد والإسكان، والمعدات المستخدمة في مجالات الطاقة المتجددة، وكذلك في قطاع النفط الخام والغاز.
وأكمل، "ثالثا، تعمل الشركة على المدى البعيد لإنتاج أنواع وقود "كيماوي" من النفط مثل الهيدروجين والأمونيا، إضافة إلى أنواع الوقود النظيف المنتج في المصافي، وبالتكامل مع تقنيات احتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه، فإن مسار إنتاج أنواع جديدة من الوقود المشتق من النفط سيساعد الشركة في إنتاج أنواع وقود خال من الكربون".
وأضاف، أن الشركة صدرت الشهر الماضي شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان لاستخدامها في إنتاج الكهرباء دون أي انبعاثات، كما تعمل على زيادة إمدادات الغاز بشكل كبير من خلال المشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة.
وأكد، أن "أرامكو السعودية" تهدف إلى أن تصبح الرائدة عالميا في تبني التقنيات الرقمية في مجال الطاقة، ولا سبيل إلى تحقيق هذا الهدف دون مواصلة الاستثمار في هذا المجال، وهدفها الاستراتيجي هو إنتاج مزيد من الطاقة بانبعاثات كربونية أقل، وهذا ما تعمل عليه الشركة في مركز الثورة الصناعية الرابعة في مقرها في الظهران.
ودعا إلى التوسع في تبني مفهوم تدوير الكربون وتطبيقه على الاقتصاد العالمي بأكمله بمختلف الوسائل، وبالإمكان تقليص الغازات المسببة للاحتباس الحراري بصورة أكبر، ومن الأمثلة على ذلك إعادة استخدام المواد الطبيعية وإعادة تدويرها مثل المعادن والسبائك وغيرهما الكثير.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط