الطاقة- النفط

محللون: منتجو الشرق الأوسط يصمدون في وجه الجائحة .. يستحوذون على 46.3 % من السوق النفطية

محللون: منتجو الشرق الأوسط يصمدون في وجه الجائحة .. يستحوذون على 46.3 % من السوق النفطية

مؤشرات إيجابية على احتمال التغلب على صعوبات الفترة الراهنة بقيادة الطلب الصيني.


استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على خسائر بسبب الانتشار السريع للموجة الثانية من وباء كورونا في العالم، وتأثيرها الواسع في تدمير الطلب العالمي على الوقود، إضافة إلى تأثير الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الليبي بعد إعادة تشغيل جميع حقول النفط.
وتواصل السوق ترقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستعقد خلال أيام وسط منافسة شرسة بين المرشحين دونالد ترمب، وجو بايدن، التى ستكون لنتائجها انعكاسات على استقرار جميع الأسواق، خاصة النفط الخام، كما تتطلع السوق إلى قرار منتجي «أوبك +» في نهاية الشهر المقبل بشأن مستويات الخفض المطبقة في العام الجديد.
وقال لـ «الاقتصادية»، مختصون ومحللون نفطيون "إنه على الرغم من الأزمة العالمية المتفاقمة فإن الطلب الآسيوي تعافى على نحو جيد، حيث يقترب من استعادة مستويات ما قبل الجائحة"، مشيرين إلى أن الصين عززت من وارداتها من النفط الخام من الشرق الأوسط ، إذ قفزت الشحنات بنسبة 18.9 في المائة على أساس سنوي عند 5.16 مليون برميل يوميا في الأرباع الثلاثة الأولى، بحسب أحدث البيانات الاقتصادية في الصين.
ولفت المختصون إلى صمود منتجي الشرق الأوسط، رغم تداعيات الجائحة الواسعة في أوروبا وأمريكا، حيث تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 46.3 في المائة من حصة السوق مقابل 43.8 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح المختصون أن هناك توقعات واحتمالات بتحركات جديدة من قبل «أوبك +» خلال الفترة المقبلة، وذلك في ضوء تصريحات الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، الذي أكد أن سوق النفط تمر بأوقات عصيبة وخطيرة، وفي السياق نفسه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، "إنه لا يستبعد تأجيل زيادة الإنتاج المقررة لتحالف «أوبك +» في بداية العام المقبل".
وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن الطلب العالمي في مأزق حقيقي مع تزايد تأثير خسائر الموجة الثانية من الوباء لكن الصورة ليست قاتمة بالكامل، حيث هناك ضوء في نهاية النفق، إذ توجد مؤشرات على احتمال التغلب على صعوبات الفترة الراهنة بقيادة الطلب الآسيوي والطلب في الصين على وجه التحديد.
وأضاف أن "الإحصائيات الدولية تشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت رابع أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين في أيلول (سبتمبر) الماضي من حيث الحجم"، متوقعا أن تكون التدفقات النفطية للولايات المتحدة وافرة في الربع الرابع من العام الجاري مدفوعة من التزامات صفقة المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين بكين وواشنطن التي توفر قوة دفع لتدفق النفط الخام ومنتجات الطاقة إلى الصين.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل، المستشار في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية، "إن مشكلة تضخم العرض عادت لتلقي بظلال قوية على السوق في ضوء قيام أهم منتجي «أوبك» في إفريقيا وهي ليبيا بالتخطيط إلى مضاعفة الإنتاج إلى أكثر من مليون برميل يوميا في غضون أربعة أسابيع بعد توقيع اتفاق هدنة دائمة بوساطة الأمم المتحدة"، مبينا أن عائدات صناعة النفط تراجعت على نحو واسع بسبب البيئة السعرية الضاغطة عليه. وأوضح أن دراسة أجرتها مجموعة "بوسطن كابيتال" كشفت عن أن متوسط العائد على رأس المال المستخدم في أنشطة الاستكشاف والإنتاج بين شركات النفط الكبرى تهاوى إلى 3.5 في المائة مقابل أكثر من 27 في المائة عام 2006.
من ناحيته، أوضح ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة أن انهيار الطلب على النفط بسبب جائحة كورونا دفع الصناعة إلى إغلاق بعض الإنتاج، خاصة في الولايات المتحدة وكندا، مشيرا إلى تزايد القلق الدولي أيضا بشأن تغير المناخ، ومثال على ذلك واجهت شركات الرمال النفطية الكندية في ألبرتا انتقادات بشأن انبعاثات الكربون.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية "إن عودة البراميل الليبية الكثيفة إلى السوق تفرض صعوبات جديدة على خطة عمل «أوبك +» للفترة المقبلة، حيث تسعى المجموعة إلى دعم أسعار النفط الخام في ظل سوق مضطربة وضعيفة من جراء اشتعال الموجة الثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا، خاصة مع قيام عديد من الاقتصادات الكبرى بفرض الإغلاق مرة أخرى".
وفيما يخص الأسعار، هبطت عقود برنت 1.31 دولار، أو 3.14 في المائة، لتبلغ عند التسوية 40.46 دولار للبرميل، بينما سجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي عند التسوية 38.56 دولار للبرميل، منخفضة 1.29 دولار، أو 3.24 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط