FINANCIAL TIMES

تحديث كتاب سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية

تحديث كتاب سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية

عندما قام مارشال فيشر أخيرا بمراجعة ملخص سلسلة المحاضرات المخطط لها حول إدارة سلسلة التوريد العالمية في كلية وارتون للأعمال التي تبدأ هذا الشهر، أدرك أنها بحاجة إلى إعادة صياغة شاملة.
يقول فيشر، وهو بروفيسور في شعبة العمليات والمعلومات والقرارات: "لقد ابتلعتها بصعوبة، وقررت التخلص من المقرر والبدء من جديد".
منذ ذلك الحين قام بتحديث نصف الفصول المقررة، البالغ عددها 13 تقريبا، بأمثلة جديدة مرتبطة بفيروس كورونا. " اعتقدت أنني لن أستطيع تدريس المقرر نفسه مرة أخرى. في كل مرة تفتح الصحيفة ترى كوفيد وسلاسل التوريد".
ساعد الارتباك بشأن الجائحة على تحويل موضوع كان متخصصا في السابق إلى موضوع يثير قلقا متزايدا للشركات وكليات إدارة الأعمال والمجتمع الأوسع، تأتي على رأس ذلك الشكوك حول الحروب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ومفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفقا للبروفيسور فيشر، التجارة عبر الحدود كانت تشكل 5 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي في منتصف القرن الـ20، لكنها اليوم تشكل ما يقارب 50 في المائة. كان هذا مصحوبا بتوسع سريع في سلاسل التوريد العالمية من خلال منتجات صنعت محتوياتها غالبا في عديد من المدن، مدفوعة بعمالة رخيصة وسهولة النقل والتواصل.
قال: "لقد ضغط العالم زر الإيقاف المؤقت على الأقل بشأن العولمة". أضاف: "ترمب وبريكست فعلا الكثير والآن مع (...) وجود نقص في جميع الأشياء ومع وجود القومية الاقتصادية. يرى المرء حشدا متزايدا يصرخ ضد العولمة".
وفقا لجيرمي جاليان، من كلية لندن للأعمال، اعتادت إدارة سلسلة التوريد أن ينظر إليها على أنها "محتوى متخصص إلى حد ما" في مناهج تعليم إدارة الأعمال. مع ذلك، شهدت كليته نموا في الطلب على دوراتها التي تركز على هذا التخصص وأصدرت برنامجا تعليميا تنفيذيا جديدا حول إتقان مرونة التشغيل.
يقول: "في أعقاب الموجة الأولى من كوفيد كثير من الشركات وجدت أنها إما أن تحارب من أجل البقاء وإما أن تدرك أهمية زيادة مرونتها لتقليل التكاليف التي ستتكبدها خلال الاضطراب التالي".
إذا كان التركيز منذ فترة طويلة على إنشاء سلاسل توريد صغيرة وفعالة، الآن هناك تركيز جديد على سلاسل التوريد "القصيرة" لتقليل مخاطر الاضطراب بين الدول، وفقا لبراشانت ياداف، بروفيسور التكنولوجيا وإدارة العمليات المنتسب لكلية إنسياد. أدت عمليات الإغلاق المرتبطة بكوفيد - 19 إلى إبراز هذا الأمر بشكل أكبر.
يقول ياداف: "من الصعب جذب اهتمام الطالب إذا كان الشخص يقوم بتدريس مفاهيم سلسة التوريد من دون القدرة على ربطها بكوفيد - 19". من ناحيته، درس ياداف تطبيقات الأدوية الوبائية وإمدادات اللقاحات منذ مدة طويلة، وكتب دراسات حالة كانت إحدها عن الضغوط على شركة الأدوية السويسرية "روش"، عندما واجهت زيادة هائلة في الطلب على عقارها المضاد للفيروسات، تامفيلو، خلال وباء إنفلونزا الطيور H5N1 في 2009.
إذا كان الطلاب والمديرون التنفيذون المخضرمون قد أصبحوا أكثر اهتماما بدراسة هذا المجال، فإن الأكاديميين يعملون أيضا على تحسين أبحاثهم. قال البروفيسور جاليان هناك الكثير من الاهتمام يتركز بشكل تقليدي على استخدام النماذج الرياضية لتحليل مقايضات الشركات الفردية، وبين مستويات خدمات المستهلكين والتكلفة. بعد ذلك يستكشفون نظرية اللعبة لفهم الفوائد المتبادلة الناتجة عن التعاون وتحسن الربحية عبر سلسلة التوريد بأكملها.
الآن، كما يقول، هناك فحص أكبر للمرونة والاستدامة والتحول نحو البحث القائم على الممارسة، إذ يعمل الأساتذة مع الشركات مباشرة، مع بيانات تفصيلية لحل التحديات التي تواجهها وتطوير الأساليب واختبارها من خلال الممارسة العملية.
إلى جانب أهمية خفة الحركة والمرونة في عمل سلسلة التوريد، يقول ياداف إن فيروس كورونا لفت الانتباه إلى موضوعين تم إهمالمها سابقا: التركيز بشكل أكبر على دور الحكومة والقطاع العام في أخذ القرارات، ونطاق "التعاون الأفقي" بين المنافسين التقليديين مثل مصنعي اللقاحات وتجار الأغذية بالتجزئة.
يحذر البروفيسور فيشر من أن الدعوات أثناء الجائحة إلى التحول عن الإنتاج "في الوقت المناسب" إلى الإنتاج المحلي في سلاسل التوريد إنما هي دعوات مضللة. "كم يمكنك الاحتفاظ بالمخزون؟ ربما يكفي لمدة شهر لمساعدتك خلال مرحلة الانتقال"، كما يقول. "إذا كنت تقتصر على الموردين في الولايات المتحدة، مثلا، فكل ما فعلته هو تقييد قاعدة التوريد الخاصة بك".
يقول البروفيسور جاليان إن القرار الرئيس بالنسبة للمنظمات ينبغي أن يكون فحص مرونتها التشغيلية، لاستيعاب مدى استمرار سلسلة التوريد في العمل بأقل تكلفة في مواجهة الاضطرابات. "التحدي الأكبر الذي يجب على الشركات أخذه في الحسبان الآن هو النقص النسبي في الوعي - ناهيك عن المقاييس - بالمخاطر المالية للأعمال المرتبطة بموردين مختلفين".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES