FINANCIAL TIMES

لا توجد معركة بين الأسواق والدولة .. كل يتغذى على الآخر

لا توجد معركة بين الأسواق والدولة .. كل يتغذى على الآخر

راجورام راجان يدعو إلى إلى إيجاد طرق للحفاظ على روح المجتمع التي تأثرت سلبا بآليات السوق.

لا توجد معركة بين الأسواق والدولة .. كل يتغذى على الآخر

مدينة مومباي ساعة الغروب.

لا توجد معركة بين الأسواق والدولة .. كل يتغذى على الآخر

كتاب «الركن الثالث»، وهو واحد من مجموعة مؤلفات لراجورام راجان.

الاقتصادي راجورام راجان لديه نصيحة لجميع الذين يساورهم قلق بشأن حالة العالم في الوقت الحالي: "ثقوا بالناس".
محافظ البنك المركزي الهندي السابق، والأستاذ في كلية بوث في جامعة شيكاغو حاليا، كان أحد الأشخاص القلائل الذين حذروا مسبقا من الأزمة المالية عام 2008.
يقول إن العالم لا يمر في هذه الأيام بمعركة بين الأسواق والدولة، وإنما يشهد عودة إلى نظام ثلاثي الأقطاب يتقاسم فيه جميعهم السلطة مع المجتمعات المحلية.
يرى أن بعض مؤيدي دونالد ترمب، والمتعصبين القوميين الهنود، والبريطانيين المؤيدين لـ"بريكست"، يكافحون من أجل الشيء نفسه – إحساس بالسيطرة في عالم تتدفق فيه القرارات عادة من أعلى إلى أسفل، تتخذها الحكومات المركزية القوية أو الشركات التي هي أكبر من أن تفشل.
من خلال تمكين المنظمات المحلية ومنح الناس القدرة على اتخاذ مزيد من الخيارات بشكل فردي، يعتقد أنه يمكننا المساعدة في التخفيف من الشعبوية، وإيجاد مجتمعات أكثر حيوية واستدامة خارج مراكز القوة الوطنية المعتادة.
يناقش كتابه الأخير "الركن الثالث" The Third Pillar الحاجة إلى تقوية الركن الثالث للمجتمع المحلي والمجتمع المدني من أجل إيجاد طريقة للتغلب على التعطيل الاقتصادي والتكنولوجي الحالي.
يكتب: "عندما يضعف أي من الأركان الثلاثة أو يتقوى بشكل كبير، عادة نتيجة للتقدم التكنولوجي أو محنة اقتصادية رهيبة، يضطرب التوازن، ويتعين على المجتمع إيجاد توازن جديد". اليوم يتضمن ذلك إيجاد طرق لإضفاء اللامركزية على السيطرة، حتى في الوقت الذي تكون فيه السياسة والاتجاه نحو اقتصاد رقمي متفوق للغاية يجعل القوة أكثر تركيزا.
في هذه المقابلة مع رنا فوروهار، كاتبة عمود الأعمال العالمية في "فاينانشيال تايمز"، يشارك قصصا شخصية حول كيفية توصله إلى أفكاره غير التقليدية، وكيفية تعامله مع بعض الأفكار والعادات الراسخة (مثل الضمان الاجتماعي)، ويوضح الأدوات التي تحتاج إليها المجتمعات لتمكين نفسها وتجد طريقة للنمو – بالطريقة التي تفضلها – في وقت تسوده الفوضى.
رنا: انتهيت لتوي من قراءة "الركن الثالث". لدي فضول لمعرفة كيف توصلت إلى فكرة المحلية الشاملة على مستوى شخصي؟
راجان: الفكرة في الواقع نابعة من ملاحظتي للقرية الهندية. كان هناك جدل كبير في الهند في وقت قريب من الاستقلال حول ما إذا كان ينبغي أن تركز الهند على القرية، ومسألة لامركزية الحكم الذاتي. كان غاندي إلى حد كبير يؤيد أن تكون القرية مركزا للنشاط.
كان هناك من يعتقد أن القرية هي وكر للقيل والقال، والتقاليد المخفية والتقسيم الطبقي. أمبيدكار، الذي كتب الدستور الهندي، كان ضد القرية تماما. كان يعتقد أنها ستعمق التقاليد القديمة وتعيق تقدم أشخاص مثله.
الشخص الذي فاز في النهاية كان نهرو. كان ربيب غاندي، لكنهما اتفقا على الاختلاف حول هذه المسألة. كان نهرو يؤيد الحاجة إلى التحديث وجلب الناس إلى المدن والحكومة المركزية.
بعد الاستقلال مباشرة، ولأن الهند كانت مقسمة، كان هناك كثير من الدعم للمركزية. في الآونة الأخيرة فقط بدأنا بالانتقال إلى السلطة اللامركزية، إلى مجلس القرية. لكن، (نحن) نحقق اللامركزية دون تزويد القائمين عليها بأي تمويل.
انظري إلى حالة المدن الهندية. قارنيها بالمدن الصينية حيث السلطات المحلية مسؤولة وتتجاوز صلاحياتها لتخريب القواعد الوطنية لتمكين أصحاب المشاريع المحليين من القيام بعمل جيد.
يتم تقييمهم إلى حد كبير بناء على مقدار النمو الذي يحققونه محليا ويتم تمكينهم للقيام بذلك. لا تتمتع البلديات في الهند بصلاحيات كثيرة. لذلك مومباي مدينة غنية جدا، فهي تدفع مبلغا ضخما من الضرائب ولكن انظري إلى البنية التحتية المحلية – إنها في حالة انهيار تام.
رنا: هذا الموضوع مهم جدا في الوقت الحالي في الولايات المتحدة، من حيث كيفية تعامل الدول المختلفة مع كوفيد - 19، وإدارة التعليم، وما إلى ذلك. حدثني عن مشكلات العولمة في 30 أو 40 عاما الماضية كما تراها.
راجان: إذا فكرت في الطريقة التي كانت توصف بها العولمة في القرن الـ20، فقد تم تصويرها في الواقع على أنها معركة بين الأسواق والدولة. لكن في الواقع، إذا نظرنا إلى ما حدث، من حيث البيانات الأولية، فسنرى أن السوق توسعت جنبا إلى جنب مع الدولة. كل منهما يتغذى على الآخر.
إلى حد ما، هذا أمر مفهوم لأنه في الوقت الذي تتكامل فيه الأسواق، يريد الناس داخل تلك الأسواق المزيد من الحوكمة المشتركة. يريدون العمل عبر السوق بأكملها. هذا يمنحهم الحجم والكفاءة ويريدون التأكد من أن القواعد متشابهة إلى حد كبير.
تاريخ القرن الـ20، بغض النظر عن النظام الذي ننظر إليه، هو نمو الأسواق والدولة معا. وإلى حد ما، الدولة الفائقة، لأننا أصبحنا خارج قدرة عواصم البلدان على تحديد كل شيء. ولكن عندما يتم إخراج السلطة من الدولة القومية، فإن المشكلة هي أن هذا يترك الشخص الموجود في القاع دون قوة كبيرة.
رنا: هذه دورة تاريخية تتحرك مثل المد والجزر.
راجان: أود أن أقول إن أحدث عملية لإزالة العولمة بدأت في الأعوام العشرة الماضية، ربما كانت الأزمة المالية العالمية هي المؤشر الأول. الآن، في كل مرة نتقدم، ونصبح أكثر تكاملا، تكون هناك مقاومة. هذه المقاومة نابعة من الاختلالات بين الأسواق والدولة و"الركن الثالث". لديك محاولة من جانب المجتمعات المحلية لاستعادة السيطرة، على طريقة أنصار "بريكست".
هناك عامل مشترك في كثير من هذه المحاولات هو الدفع القوي لمزيد من المساواة. في الهند، الطبقات الدنيا هي التي ليست على استعداد لقبول وضع الدرجة الثانية. ويمكننا أن نرى شيئا مشابها يحدث للأقليات في الولايات المتحدة، سواء كانوا من الأمريكيين السود أو اللاتينيين، يطالبون بدور أكبر.
ثم لديك رد فعل الأغلبية الحاكمة، التي تقول ربما نحن نسير بسرعة كبيرة. فوق الحد، ولسنا مستعدين لذلك.
رنا: أنت تطالب بقدر معين من نقل السلطة إلى المجتمعات المحلية، وهي فكرة محافظة. لكنك تتناول أيضا أشياء يهتم بها الليبراليون (مثل عدم المساواة والفقر والعرق). هنا تداخل مثير للاهتمام.
راجان: إذا سألت لماذا تنمو بعض البلدان وبعض آخر لا ينمو؟ لا توجد وصفة سحرية. يحاول البنك الدولي منذ عقود تقديم وصفة سحرية. لكنها لا تعمل بهذه الطريقة. نستهين ببعض المجتمعات ونعتبر أنها فقيرة أو محرومة تاريخيا. لكن يأتي وقت، يأتي مكان، تأتي مجموعة من الناس تقول، "نحن بحاجة إلى إحداث تغيير". ودائما ما يكون داخليا. إنه ليس شيئا خارجيا.
لدي، مثلا، وجهة نظر متحفظة بشأن المساعدات لأن هذا ما تشير إليه البيانات. إذا واصلت دفع المساعدات إلى البلدان، فلن يكون لذلك أي تأثير على الإطلاق على النمو. لا تفهموني خطأ. إذا كانت هناك مجاعة، فعلينا بالتأكيد مساعدة الناس عن طريق إرسال المال، لكن هل هذه طريقة لهم لكي يحققوا التنمية؟ عادة لا. المجتمعات المحلية ستجد طريقها، وهذه العملية التي تتوصل بها المجتمعات المحلية لإيجاد طريقها هي بحد ذاتها تعزز روحها الديمقراطية وإحساسها بالسيطرة والتمكين. هل سيجد كل مجتمع محلي طريقه؟ بالطبع لا. لكن كثيرا منها ستجد طريقها، والمجتمعات التي تفعل ربما تكون في وضع أفضل بسبب ذلك.
رنا: إذا كنت تكتب الخطة الاقتصادية لرئيس الولايات المتحدة القادم، فماذا ستدرج في خريطة الطريق الخاصة بك لإعادة البناء؟
راجان: إحدى الميزات المستفادة من كوفيد - 19 هي أنه أخبرنا أنه يمكننا العمل عن بعد. هذا مهم للغاية لتقليل أهمية المكان. كان الاتجاه قبل هذا هو التجمع في المدن. الآن العاملون لديهم إمكانية العيش على بعد 200، 300 ميل من المدينة، ونشر المجتمعات هناك. يمكنك دفع هذه العملية قليلا ربما عن طريق مساعدة الأشخاص الذين لديهم دخل جيد ودرجات عالية على البقاء في أماكن غير جذابة، من خلال نوع من مزايا ضريبة الدخل. الآن سيتعين عليك مراقبة هذا الأمر بعناية حتى لا ينتهي بنا المطاف جميعا بدفع ضرائب مقدارها 750 دولارا.
رنا: هذه الفترات التي نتحول فيها من العولمة والنمو إلى تراجع العولمة وربما توزيع الثروة، أحيانا تكون متقلقلة ولدينا حروب وهناك نزعة حمائية. في الوقت نفسه، لدينا الانقسام الديموغرافي الذي يأتي ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في عدد من البلدان حيث سيكون جيل الألفية قريبا أكبر كتلة عمل، أكبر كتلة تصويت.
كيف ستغير هذه التحولات المقبلة طريقة تفكيرنا بشأن الأسواق وكيفية تقسيم الكعكة بين الشباب، مع كل هذه الديون الطلابية، ويملك مواليد ما بعد الحرب العالمية الأكبر سنا كثيرا من الثروة؟
راجان: هذا يأتي بنا إلى الانقسام الذي خلقه كل من السوق والحكومة داخل المجتمعات، أليس كذلك؟ هناك بعض الأدلة على أنه قبل الضمان الاجتماعي كان كبار السن يعتمدون بالتأكيد على بقية المجتمع للحصول على الدعم، بالتالي كانوا ميالين لأشياء مثل تمويل التعليم العام. كان هناك تدفق طبيعي للأموال ضمن المجتمع المحلي.
بمجرد أن يتم حماية كبار السن من خلال الضمان الاجتماعي، وأن تكون لديهم مواردهم الخاصة المنفصلة، وثرواتهم الخاصة، في هذه المرحلة لن يكونوا معتمدين على أطفالهم أو أحفادهم وربما يكونوا أقل تعاطفا مع احتياجات الآباء الصغار.
كلنا نعرف مجتمعات محلية لا ينطبق عليها هذا الكلام. لكنني أعتقد أن قطع الروابط الأسرية من خلال إنشاء آليات السوق، أو الآليات الحكومية، هي عملية لا هوادة فيها، ولها فوائد، لكننا نحتاج أيضا إلى إيجاد طرق للحفاظ على روح المجتمع.
رنا: أنت تعمل في جامعة شيكاغو، الموطن السابق لميلتون فريدمان، وهي بالتأكيد مركز للفكر الليبرالي الجديد. هل تتطلب المحلية الشاملة الابتعاد عن الليبرالية الجديدة؟ يبدو أن هناك صراعا متأصلا عندما يمكن لرأس المال أن يتحرك بحرية أكبر من السلع أو معظم الناس.
راجان: شيكاغو هي خيمة كبيرة. لا نذهب ونصلي كل صباح عند مذبح ميلتون فريدمان. أعتقد أن ما هو أساسي في شيكاغو هو المنافسة: المنافسة الاقتصادية والمنافسة السياسية. المجتمعات الخالية من المنافسة يغلب عليها الجمود وتقضي على نفسها في نهاية المطاف.
لكن هناك قضية أعتقد أن شيكاغو لم تعطها كثيرا من الوقت، وهي كيف ينمو الفرد في دولة يستطيع فيها المنافسة فعليا؟ نحن نأخذ شيئا على أنه أمر مسلم به، مثلا في سن 21 يصبح الشخص فجأة قادرا على المنافسة. رائع. لكن كيف بدأ؟ ماذا تعلم حتى بلغ سن 21؟ الأطفال لا يبدأون بالمنافسة. أنت ترعاهم إلى أن يتمكنوا من المنافسة.
وهذا مفقود في السرد. ما مسؤولية مختلف اللاعبين هنا لمساعدتك في الوصول إلى حالة يمكنك أن تكون فيها مشاركا بكامل قدرتك؟
هذا، إلى حد ما، سبب الحاجة إلى التركيز على المجتمع لأن تلك الطفولة المبكرة، وهذا هو أهم ما في الأمر، تأتي من داخل المجتمع.
رنا: دعنا نجلب المسألة الجيوسياسية إلى هذا. من يدري ما الذي سيحدث بعد تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن دعنا نفترض استمرار مستوى معين من الفصل بين الولايات المتحدة والصين. يبدو أيضا أن أوروبا تعمل على تطوير مجموعة قيم منفصلة إلى حد ما، وأفكار مختلفة حول الحوكمة الرقمية والخصوصية. هل هذا يقلقك؟ هل تعدها فرصة؟
راجان: التنوع جيد. في الواقع، مع تكنولوجيا الكمبيوتر لدينا القدرة على التعامل مع التنوع بتكلفة منخفضة نسبيا. يمكن برمجة كثير من القواعد في الآلات للتعامل معها. إذا كانت لديك ضرائب مختلفة عبر الولايات القضائية، حسنا، لست بحاجة إلى معرفة كل ضريبة. أنا فقط بحاجة إلى البحث عنها أو أنها تتم تلقائيا تقريبا.
أعتقد أن لدينا الفرصة للتنوع والتجريب التي ستقودنا في اتجاهات لم نفكر فيها من قبل وسيتبين أن بعضها جيد.
ما حاولناه مع العولمة هو وقف ذلك بالقول "الانتظام، التجانس". نحن جميعا بحاجة إلى القواعد نفسها، وما إلى ذلك. هذا المستوى من التنسيق ليس مطلوبا وهو في الواقع ينتقص من شعور الناس بأنهم يتحكمون.
أعتقد أن ما يمكننا فعله هو عزل المجالات التي يوجد حولها نزاع، الملكية الفكرية والتكنولوجيا، وعزل المجالات التي يوجد فيها اتفاق واسع. إذا كنت تريد أن تبيعني مكانس كهربائية، فأنا أرغب في شرائها (...) أو أريد أن أبيعك سلعا رائعة. يمكننا السماح لذلك بالازدهار، ما يمنحنا أساسا للمناقشة والقواسم المشتركة، وفي الوقت نفسه فصل المجالات التي يوجد فيها كثير من القلق، ومحاولة العمل مع مرور الوقت على ما قد يكون إجابات معقولة لهذه القضايا.
نحن بحاجة إلى إتاحة أقصى قدر من المرونة لكل بلد لاتخاذ القرار، لكن مع بعض القواعد الدنيا للعبة. الآن هذا يتطلب كثيرا من التفكير.
رنا: أجد صعوبة في أن أرى في هذا النوع من نموذج العالم الواحد ونظامين كيف يمكن أن يكون لديك بلد مثل الصين التي اختارت أن تكون لديها شركات في خدمة الدولة، ومناطق مثل الولايات المتحدة وأوروبا حيث يكون العكس. يبدو أن هذا يؤدي إلى مواقف كموقف كوالكوم، مثلا، حيث يكون لديك مبتكر أمريكي يقاتل أحد عمالقة التكنولوجيا الأمريكية (أبل، على براءات الاختراع) في ثلاث قارات بينما يتم معاقبتهم لممارسة الأعمال في الصين (من كلا البلدين). كيف تعمل مثل هذه المواقف؟
راجان: هذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى القليل من الإيمان بأن المنافسة على المدى الطويل ستنجح. هل تذكرين عندما اعتقدنا أن النظام الياباني سيدمر أي شخص آخر؟ كان هذا في التسعينيات.
رنا: أتذكر! والدي مهندس تركي كان يدير شركة تصنيع يابانية في ريف الغرب الأوسط. جعلني آتي وأخذ دروسا في اللغة اليابانية معه.
راجان: صحيح. هل تذكرين عندما كنا جميعا نتعلم اللغة اليابانية؟ ثم بدأنا جميعا في تعلم اللغة الصينية. يسمي بعض الناس هذا "ذروة وقت الصين". الصين مجتمع متقدم في السن وستحتاج إلى بيع الكثير خارج حدودها مع تقدم العمر. الطلب المحلي لن يكون كافيا، خاصة مع تقدمه في السن. هذا شيء رأيناه في اليابان.
لنفكر في الخدمات التي تكون فيها البيانات مهمة، وما مدى الثقة في نظام الحزب الواحد، مع القدرة على فرضه على القطاع الخاص وإدارته للبيانات؟ ما مدى استعدادك لأن يتم الاحتفاظ ببياناتك الخاصة في الصين وربما تتعرض لرحمة الحزب الشيوعي؟ إحساسي أن هذا النظام سيصل إلى حدوده.
أحد الأسباب التي تجعل علي باي تجد صعوبة أكبر في التوسع في جميع أنحاء العالم، بمعنى ما، هو أنها يجب أن تظل تحافظ على علاقات جيدة مع الحكومة داخل الصين.
الأمر المذهل بالنسبة لي هو أن الحكومة الأمريكية تفرض نفسها في بعض الأحيان بالطريقة ذاتها التي تعمل بها الحكومة الصينية في محاولة لتحقيق تكافؤ الفرص، وعدم إدراك أن أعظم قوة للشركات الأمريكية قد تكون قدرتها على أن تطلب من الحكومة أن تغرب عن وجهها.
رنا: هذا يتماشى مع وجهة نظرك بأن الأسواق والدولة تتحركان جنبا إلى جنب لأن لديك أكبر الشركات، التي تدعي أنها "أبطال وطنيون"، وتدفع هذا التكتيك في بعض الحالات.
راجان: بالضبط، لأن لديهم ميزة في وضع القواعد جنبا إلى جنب مع الحكومة. لننظر إلى اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR في أوروبا (لائحة خصوصية البيانات)، أحد المخاوف هو أن بعض متطلبات الامتثال مرهقة حقا، حيث إنها تحابي الشركات الكبيرة بدلا من الشركات الصغيرة.
مرة أخرى، من المرجح أن اللوائح التي أعقبت الأزمة المالية تحابي البنوك الكبيرة التي كانت على الطاولة وقت كتابة القواعد، جنبا إلى جنب مع المنظمين.
يغلب على كثير من التغييرات الاقتصادية والسياسية القادمة أن تتجه نحو المزيد من المركزية. نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة يمكننا من خلالها أيضا تحقيق اللامركزية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES