أخبار

كورونا يجمد أوضاع اللاجئين في العالم

كورونا يجمد أوضاع اللاجئين في العالم

عندما غادرت ميشيل ألفارو مكتبها في مقر الأمم المتحدة بجنيف يوم 13 مارس كان عملها في إيجاد موطن جديد للاجئين المعرضين للخطر أكثر من غيرهم في العالم يسير على ما يرام.

لكن بعد أربعة أيام فحسب دبت الفوضى في عملها بسبب فيروس كورونا المستجد. فقد أعلنت الحكومات في مختلف أنحاء العالم إغلاق حدودها وفرض العزل العام وإلغاء الرحلات الجوية. واضطرت الأمم المتحدة إلى تعليق العمل بالبرنامج.

قالت ألفارو التي تدير نشاط إعادة التوطين في مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين "كل شيء انهار في ذلك الأسبوع".

تجمدت أوضاع الملايين بفعل فيروس كورونا. كان من تعمل معهم ألفارو قد تلقوا وعودا بالنجاة من الحرب والعنف والصراع والاضطهاد. وبعد الخضوع لعملية مراجعة ربما تستغرق سنوات والفوز بفرصة لبدء حياة جديدة في دول مثل الولايات المتحدة وكندا علم الآلاف فجأة، من خلال اتصال هاتفي في كثير من الأحيان، أن رحلاتهم الجوية لن تنطلق بعد الآن، بحسب "رويترز".

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن حركة إعادة توطين اللاجئين تراجعت في النصف الأول من العام الجاري 69 في المئة عن مستوياتها في 2019 ليصل إجمالي الحالات إلى ما يزيد قليلا على عشرة آلاف. واستؤنف البرنامج في يونيو حزيران لكن بوتيرة أبطأ كثيرا من ذي قبل.

وجاءت الجائحة في وقت كانت المواقف قد بدأت تتصلب فيه من المهاجرين.

وبدأت النزعات القومية والخوف من العدوى والمخاوف الاقتصادية وكذلك مقاومة الناخبين للتغيير في تقويض توافق ترسخ بعد الحرب العالمية الثانية يقوم على أن المعرضين للاضطهاد وسوء المعاملة والعنف يستحقون منحهم المأوى.

وهذا الشهر طلبت الحكومة البريطانية من القوات المسلحة المساعدة في التعامل مع زيادة في عدد القوارب التي تحمل مهاجرين قادمين من فرنسا. وفي اليونان صدت الحكومة آلاف المهاجرين من تركيا هذا العام وشددت الدوريات لمنع وصول المهاجرين بالقوارب.

وضخ الاتحاد الأوروبي مليارات الدولارات في دول أفريقية في محاولة لوقف سيل المهاجرين إلى شواطئه الجنوبية.

وتستقبل الولايات المتحدة القسم الأكبر من اللاجئين في برنامج إعادة التوطين الذي شكل في السنوات الأخيرة غالبية الأعداد التي تستقبلها أمريكا من اللاجئين.

وقد انخفض عدد القادمين إلى الولايات المتحدة بمقتضى البرنامج أكثر من النصف في عهد الرئيس دونالد ترمب الذي تولى السلطة في 2017 ببرنامج مناهض للهجرة ويسعى الآن لإعادة انتخابه بوعود مماثلة. ورغم أن أمريكا استقبلت ثلث اللاجئين الذين أعادت الأمم المتحدة توطينهم في العام الماضي فإنها ستقلص العدد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز إن الولايات المتحدة توقفت عن استقبال اللاجئين من 19 مارس حتى 29 يوليو بسبب قيود السفر. ونتيجة لذلك توضح البيانات أن أمريكا أعادت توطين أقل من 3000 لاجيء بموجب برنامج الأمم المتحدة في النصف الأول من العام 2020 بالمقارنة مع أكثر من 21 ألفا خلال العام الماضي كله.

وتقول الأمم المتحدة إنها كانت تواجه صعوبات حتى قبل انتشار كوفيد-19 في جمع التمويل وإيجاد موطن جديد لعدد 1.4 مليون لاجيء تقدر أنهم في أمس الحاجة للمساعدة.

وخلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة تقول المفوضية إنها ساعدت مليون لاجيء من مناطق الاضطرابات في العالم بما فيها سوريا والعراق والسودان وميانمار. وتستقبل عشرات الدول اللاجئين بمقتضى هذا البرنامج.

وعندما انتشرت جائحة كوفيد-19 أجلت الدول العاملين في السفارات ولم يعد باستطاعة مسؤولي الأمم المتحدة المساعدة في تنظيم عمليات السفر والوصول. وقالت عدة دول للأمم المتحدة إنها ستعلق عمليات استقبال اللاجئين كليا أو جزئيا.

وفي مارس انقضت أيام ألفارو في مؤتمرات هاتفية طويلة وهي تحاول إقناع الحكومات بالإبقاء على حدودها مفتوحة أمام الحالات الاستثنائية وقبول إجراء المقابلات عبر الانترنت للحالات الجديدة التي تتم إحالتها إليها.

وقالت ألفارو إنه تم توطين بضع مئات من أصحاب الحالات الحرجة خلال فترة التعليق وإن بعض الدول قبلت إجراء المقابلات بالفيديو. غير أن دولا أخرى من بينها الولايات المتحدة لا تزال تشترط إجراء المقابلات وجها لوجه.

واستقبلت الولايات المتحدة اللاجئين بوتيرة أبطأ كثيرا من ذي قبل وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه لا توجد رحلات طيران أو أن الرحلات قليلة العدد من كثير من الدول التي ترسل اللاجئين.

ويعكف العاملون في منظمة أممية أخرى تعمل مع المفوضية هي منظمة الهجرة الدولية على تفقد نظم حجز تذاكر الطيران بحثا عن وسائل لنقل الحالات الاستثنائية حتى خلال فترة التعليق. وتظهر رحلات ثم يتم إلغاؤها.

وقالت رنا جابر رئيسة عمليات إعادة التوطين بالمنظمة والتي عملت مع اللاجئين من العراق من 2015 إلى 2017 إن المنظمة ألغت 11 ألف تذكرة طيران بسبب الجائحة.

قالت رنا "أحسست وكأنني في العراق من جديد. يا إلهي! أعصابي احترقت".

* ضياع أماكن بسبب بطء وتيرة المقابلات انخفضت عمليات الإحالة على مستوى العالم من 40 ألفا إلى 20 ألفا في النصف الأول من العام وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وهذا يعني تراكم عشرات الآلاف من الحالات وثمة مخاوف أن تضيع هذه الأماكن إلى أجل غير مسمى.

والآن يقع اللاجئون فريسة لمرض كوفيد-19. ففي العراق قالت ألفارو إن المفوضية ترعى "عددا كبيرا" من اللاجئين ذوي الاحتياجات الطبية العاجلة الذين عجزوا عن السفر بسبب قيود الطيران. وتوفي اثنان على الأقل بكوفيد-19 وهما في انتظار السفر.

وفي أوغندا انتشر المرض في الأحياء الفقيرة في العاصمة كمبالا حيث يعيش كثيرون ممن ينتظرون إعادة توطينهم في أماكن سكن مزدحمة دون مياه شرب نقية أو كهرباء على حد قول العاملين في مجال الإغاثة.

وقد أعادت الأمم المتحدة توطين حوالي 2100 لاجيء منذ استئناف الرحلات الجوية وقالت رنا جابر إن هذا يقل كثيرا عن متوسط الأعوام السابقة. ولا تزال الإلغاءات مستمرة.

 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار