الطاقة- النفط

منتجو النفط يخففون قيود خفض الإنتاج .. ضخ مليوني برميل إضافية في الأسواق

منتجو النفط يخففون قيود خفض الإنتاج .. ضخ مليوني برميل إضافية في الأسواق

الطريق أمام المنتجين ممتلئ بالكثير من الشكوك المحيطة بالاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.

بدأ منتجو "أوبك +" في تخفيف قيود خفض الإنتاج اعتبارا من أمس، ليصل خفض الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل يوميا بدلا من مستوى 9.7 مليون برميل يوميا الذي كان مطبقا على مدار الشهور الثلاثة الماضية، إلا أن الزيادات من المرجح أن تقل عن مليوني برميل يوميا بسبب التعويضات التي يقوم بها المنتجون المتعثرون سابقا من خلال تحسين مستوى الامتثال لخفض الإنتاج اعتبارا من الشهر الجاري خاصة العراق، نيجيريا، وكازاخستان وهو ما يمكن أن يهبط بالزيادات إلى نحو مليون برميل يوميا فقط.
وتحسنت معنويات السوق نسبيا مع تسجيل خام برنت صعودا للشهر الرابع على التوالي بينما سجل الخام الأمريكي ارتفاعا للشهر الثالث على التوالي إذ زاد كلاهما من أدنى المستويات التي سجلت في نيسان (أبريل) الماضي عندما كانت أغلبية مناطق العالم في حالة إغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا.
وترجع المكاسب السعرية إلى تخفيضات الإنتاج في "أوبك +" إلى جانب التهاوي الحاد في الإنتاج الأمريكي وبحسب تقرير شهري أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية هوى إنتاج النفط الخام الأمريكي في أيار (مايو) الماضي إذ نزل بمقدار قياسي بلغ مليوني برميل يوميا إلى مستوى عشرة ملايين برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن الجهد التعاوني والتواصل المستمر بين منتجي النفط سواء في "أوبك" أو "أوبك +" أو خارجهما يسهم في تحقيق الأمان في وضع الطاقة العالمية، لافتة إلى تأكيد محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة أن دعم انتعاش السوق يتحقق دوما من خلال التعاون والحوار والبحث المستمر ومراقبة أداء السوق النفطية بشكل يومي.
وأوضح تقرير المنظمة الدولية أن ماتياس سيباستيان كولفاس وزير التنمية الإنتاجية الأرجنتيني أعرب عن تقديره الشديد للجهود التي قدمها إعلان التعاون للمساعدة على استقرار سوق النفط العالمية عقب الانخفاض الحاد الذي حدث في نيسان (أبريل) الماضي، وأنه بالرغم من أن هناك بعض التقارير التي شككت قبل الاجتماعات الوزارية الحاسمة لمنظمة "أوبك" وغير الأعضاء في 9 نيسان (أبريل) الماضي في فاعلية النتائج الصادرة عنها إلا أن النتائج جاءت إيجابية للغاية.
ولفت إلى قول باركيندو أن دول الإنتاج محظوظة بأنها دشنت قبل أعوام من الجائحة هذه المنصة المشتركة "إعلان التعاون" الذي يضم 23 دولة ما سهل التشاور والتوافق على آليات مؤثرة لمواجهة تبعات الجائحة والتعامل معها بسرعة وحزم. كما نقل عن الأمين العام تأكيده على الدور المحوري لأذربيجان في تعزيز انتعاش صناعة النفط الخام بالتعاون مع بقية الدول المنتجة مثمنا جهود إلهام علييف رئيس الجمهورية في دعم "إعلان التعاون" والمشاركة بفاعلية في تحالف المنتجين منذ تأسيسه في عام 2016.
وأوضح أن العالم مدين بكثير لأذربيجان لترويجها للتعاون الدولي في مجال الطاقة حيث كانت الدولة الداعمة بقوة لجهود ضمان الاستقرار المستدام في سوق النفط الخام، لافتا إلى أن تنسيق المواقف بين المنتجين وتبادل الخبرات أسهم في وقف الانزلاق الدرامي للسوق وتوفير منصة تحقق الاستقرار والانتعاش والنمو.
وأشار التقرير إلى أنه في 12 نيسان (أبريل) الماضي وافق المنتجون في "أوبك +" على إجراء أكبر تعديلات في الإنتاج على الإطلاق بدأت بمستوى 9.7 مليون برميل يوميا واستمرت ثلاثة أشهر بعد تمديدها شهرا إضافيا وتستمر التخفيضات بشكل تدريجي في التقلص حتى نيسان (أبريل) 2022، مؤكدا تعزيز آلية الرصد من خلال التوافق على عقد الاجتماع الوزاري لمراقبة خفض الإنتاج بشكل شهري لتقييم تطورات السوق حيث تم عقد اجتماعين شهريين في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) ويعقد الثالث في منتصف آب (أغسطس) الجاري.
وأكد أن الطريق أمام المنتجين ممتلئ بكثير من الشكوك المحيطة بالاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة، لكن على الرغم من عديد من المخاطر السلبية نشهد بالفعل أدلة ومؤشرات على تطورات إيجابية، بحسب تقديرات باركيندو.
ونقل التقرير عن الأمين العام تشديده على دور القادة الحكوميين ووزراء الطاقة في مجموعة العشرين والمنظمات الدولية المعنية بصناعة النفط في دعم جهود "أوبك +" وتوظيف الخبرات المشتركة في مواجهة مخاطر السوق وأهمها جائحة كورونا التي تحتاج إلى توسعة التعاون رفيع المستوى ومتعدد الأطراف.
وذكر أن تحالف "أوبك +" يبذل كل جهد ممكن للمساعدة على استقرار سوق النفط، كما أنه في حاجة إلى إجراء توسعات وضم مزيد من الدول المنتجة حيث تجرى اتصالات مكثفة مع عديد من الدول في هذا الشأن مثل أذربيجان وجورجيا، وذلك من منطلق أهمية التعاون الدولي في أوقات الأزمات العالمية خاصة في ظل جائحة كورونا.
وأكد أهمية محادثات أخرى جرت في حزيران (يونيو) الماضي هاتفيا بين محمد باركيندو أمين عام "أوبك" وبينتو البوكيرك وزير الطاقة في البرازيل حيث تطرقت إلى آخر تطورات سوق النفط والقرارات التاريخية التي تم التوصل إليها في "أوبك +" أخيرا، مشيرا إلى أن التفاهمات بين "أوبك" والبرازيل ركزت على ضرورة الصمود في ظل الأزمة الراهنة ودعم التزام وامتثال المنتجين لخفض الإنتاج من أجل المساعدة في تسريع موازنة سوق النفط العالمية لدعم الاقتصاد العالمي.
وترى المنظمة في تقريرها، أن قرارات خفض الإنتاج منحت ثقة متجددة في الصناعة، لكنها شددت على ضرورة الاستمرار في حالة اليقظة وضرورة الحفاظ على الزخم الحالي ودعم جهود السعي لمعالجة الانكماش المتوقع في الطلب العالمي على النفط بنحو تسعة ملايين برميل يوميا لعام 2020.
وسلط التقرير الضوء على تأكيد باركيندو على أهمية البرازيل باعتبارها منتجا رئيسا للنفط الخام والغاز في جميع أنحاء العالم حيث قال، "البرازيل لاعب طاقة رئيس في القارة ليس فقط كمنتج للنفط والغاز، لكن كمستهلك للطاقة".
وأكد أهمية دعم التعاون في مجال استقرار أسواق الطاقة العالمية وتعزيز إمدادات النفط المستدامة، لافتا إلى أهمية انضمام البرازيل إلى إعلان التعاون وميثاق التعاون على المدى الطويل وقبول البرازيل الدعوة لحضور ندوة "أوبك" الدولية العام المقبل، لافتا إلى قول باركيندو إنه في نهاية المطاف نحن جميعا ننتمي إلى سوق نفط عالمية واحدة وصناعة نفط عالمية واحدة حيث يمكن اعتبار البرازيل اليوم واحدة من قادة دول العالم في هذا المجال.
وأشار التقرير إلى مباحثات أخرى مثمرة أجراها باركيندو مع ماريا فرناندا سواريس لوندونيو وزيرة المناجم والطاقة في كولومبيا حيث ناقشا آخر أوضاع سوق النفط، لافتا إلى أن كولومبيا تدعم دعما كاملا جهود "أوبك +" الجارية للتوصل إلى حل دائم نحو الاستقرار في صناعة النفط العالمية وتعزيز الاستثمار في الصناعة على المستوى الدولي.
وفي إطار الاتصالات المكثفة نفسه التي تجريها "أوبك" توصلت المنظمة إلى تفاهمات أخرى جيدة مع تينا برو وزيرة البترول والطاقة النرويجية حول تطورات سوق النفط وتأثير جائحة كورونا في الصناعة، مشيرا إلى دور النرويج البناء في دعم الجهود المبذولة لتحقيق ضمان استقرار سوق النفط.
وأكد التقرير قناعة النرويج أن استقرار سوق النفط العاملة هو عنصر مهم ورئيس على المدى الطويل ويخدم مصالح المستهلكين والمنتجين على السواء، لافتا إلى أن النرويج خفضت الإنتاج المحلي بنحو 250 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) كما يؤخر منتجو الدولة عديدا من الشركات الناشئة حتى العام المقبل ونتيجة لذلك سيكون إنتاج النرويج في كانون الأول (ديسمبر) المقبل هو 300 ألف برميل يوميا وذلك أقل مما كان مخططا له مسبقا.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط أمس الأول، لتحقق مكاسب شهرية، مدعومة بأنباء عن أن تخفيضات إنتاج النفط الأمريكي في أيار (مايو) كانت الأكبر على الإطلاق.
وجرت تسوية خام برنت بزيادة 37 سنتا، أي ما يعادل 0.9 في المائة، إلى 43.31 دولار للبرميل، فيما صعد الخام الأمريكي 35 سنتا، أو 0.9 في المائة، إلى 40.27 دولار بعد نزوله 3.3 في المائة، في الجلسة السابقة، ليرتفع أيضا عن مستويات متدنية لم يشهدها منذ العاشر من تموز (يوليو).
وسجل خام برنت صعودا للشهر الرابع على التوالي وسجل الخام الأمريكي ارتفاعا لشهر ثالث، إذ زاد كلاهما من قاعين في نيسان (أبريل) عندما كانت أغلبية مناطق العالم في حالة إغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا.
وبحسب تقرير شهري أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية البارحة الأول، هوى إنتاج النفط الخام الأمريكي في أيار (مايو)، إذ نزل بمقدار قياسي بلغ مليوني برميل يوميا إلى عشرة ملايين برميل يوميا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط