الناس

الغذامي: التقنية أسهمت في نشر الكتاب المطبوع ووصوله إلى القارئ

الغذامي: التقنية أسهمت في نشر الكتاب المطبوع ووصوله إلى القارئ

د. عبدالله الغذامي.

أكد الناقد الأدبي الدكتور عبدالله الغذامي، أن التقنية الحديثة لا تقلل من أهمية الكتاب المطبوع، بل أسهمت في سرعة انتشاره، ووصوله إلى القارئ النهم.
وشدد الدكتور عبدالله الغذامي، على عدم صحة أن الناقد الأدبي هو من يوصل النص للجمهور، مستشهدا بالجماهيرية الكبيرة لعدد من الشعراء كـ"أمرئ القيس"، الذي لا يزال شعره يتداول حتى اليوم، وفي مثال آخر الشاعر محمود درويش، الذي اضطر منظمو إحدى أمسياته الشعرية لإقامتها في ستاد رياضي، في تأكيد أن الأسلوب البسيط الخالي من التعقيد يحظى بالقبول لدى المتلقي. وقال الدكتور الغذامي، خلال اللقاء الحواري الافتراضي الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، البارحة الأولى، وأداره الإعلامي محمد الطميحي، إنه كان لديه محاولات لكتابة الشعر في بداياته، حيث كتب إحدى القصائد ونشرت في الصحافة، فيما تسبب عدم نشر قصيدة أخرى له في فقدانه حماسة كتابة الشعر. وقال، "اكتشفت بأني لست شاعرا عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة عام 1983- 1984 وكنت منهمكا في دراسة النظريات، حينها تركت مصارعة الشعر وذهبت إلى النقد، ولو لم أفعل ذلك لكنت اليوم نصف شاعر".
وأوضح الدكتور الغذامي، أنه منذ إصدار كتابه الأول "الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية" عام 1985 وهو يحاول الوصول إلى أبسط وأسهل أسلوب للمتلقي، حيث كان يعتقد بأن الكتاب واضح جدا إلى أن سمع بعض الردود من الزملاء والقراء بأنه يحتوي على لغة صعبة.
وبين، أنه اتخذ قرارا في محاولة تسهيل اللغة المستخدمة في كتبه، وساعده على ذلك أمران، الأول سعيه إلى تبسيط النظريات لطلبته في الجامعة، والآخر كتابته المقالات في صحيفة "الرياض" بطريقة تكون مفهومة لدى جميع القراء.
وعن العوامل المؤثرة في فاعلية القارئ، تطرق الدكتور الغذامي إلى عنصر التفاعلية، الذي غير كثيرا من أنظمة القارئ خصوصا، والتلقي عموما، مستشهدا بظهور الإذاعة في ثلاثينيات القرن الـ 20، وظهور المذيع الذي يقرأ نصا ليس له، ويقدمه لجمهور ليس له أيضا، ليدخل بعدها التلفزيون وينتقل المذيع إلى تلك الشاشة ليقرأ بالطريقة والأسلوب نفسيهما نصوص الأخبار بنبرة تخفي مشاعره الخاصة، في وقت كان الجمهور فيه يتسم بالجهل وعدم الاطلاع على ثقافات العالم، "فيما أصبح القارئ في هذا الزمن مطلعا ويعلم بشكل دقيق ما يحدث حول العالم، ويشاهد الأخبار التلفزيونية ربما بحثا عن المصداقية، أو للتأكد وتأويل ما يطرح من خلال النشرات، وهو ما جعل القارئ، أو بمعنى أصح المتلقي، العنصر الأساس في التحكم بقوة القنوات الإعلامية، رغم الكم الهائل من المعلومات التي يتلقاها من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تفوق طاقة الاستيعاب، وهو ما تسبب في انتشار ظاهرة النسيان لدى مختلف شرائح المجتمع".
وأشار إلى أن المشاهد للتلفزيون "هو في الحقيقية يستمع ولا يشاهد"، مضيفا "ربما أختلف مع من يقول، إن الصورة أبلغ من الكلام، لأن الحقيقة هي أن الصوت أبلغ من الصورة، وذلك حدث من أول صوت يسمعه الطفل عند الولادة، ليبدأ بعدها تمييز الأصوات القريبة، والبحث عن الصوت الأقرب إلى قلبه، لينتقل بعدها لمرحلة تعلم اللغة من خلال الاستماع".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس