أخبار اقتصادية- عالمية

انطلاقة بطيئة للملاحة الجوية .. ومصير مجهول ينتظر 7 ملايين وظيفة في قطاع الطيران

انطلاقة بطيئة للملاحة الجوية .. ومصير مجهول ينتظر 7 ملايين وظيفة في قطاع الطيران

رفعت أوروبا معظم قيود السفر داخل الاتحاد، وبات يُسمح لمواطني 15 دولة بالدخول إلى المنطقة.

بعد الإغلاق، الذي أوقف بالكامل تقريبا حركة الطيران المدني، تستأنف الملاحة الجوية ببطء في أوروبا مع إعادة فتح الحدود لكن عشرات آلاف الوظائف لا يزال مصيرها مجهولا، وفقا لـ"الفرنسية".
ويواجه القطاع صحوة بطيئة، ولا سيما بعد أن أدت إجراءات الإغلاق إلى انخفاض كبير في السفر الجوي بنسبة 94.3 في المائة، في نيسان (أبريل)، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، عند احتسابها بالكيلو مترات، التي قطعها الركاب.
ويعتقد اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) التجمع التجاري الرائد لصناعة الطيران، أن الانتعاش في السفر الجوي قد لا يرتبط بوتيرة رفع القيود المفروضة، بل بحجم المخاوف الصحية أيضا، التي تمنع الناس من السفر.
ويتوقع الاتحاد أن يبدأ الانتعاش في السفر الجوي الداخلي، ثم يمتد إلى السفر عبر القارات، وأخيرا، في نهاية العام، إلى الرحلات الطويلة بين القارات، إلى أن يعود السفر الجوي إلى مستويات ما قبل انتشار كورونا في 2023.
وقال برايان بيرس كبير الخبراء الاقتصاديين لدى "إياتا" إن انخفاض حجوزات الطيران في النصف الثاني من حزيران (يونيو) الماضي يعطي سببا للحذر بشأن آفاق القطاع في الشهور المقبلة مع معاودة حالات الإصابة بفيروس كورونا الارتفاع مجددا في بعض الدول.
وأضاف أنه على الرغم من أن يونيو أفضل في المتوسط من مايو، فإن النصف الثاني من الشهر شهد انخفاضا في الحجوزات، وإن استمرار قيود على السفر إلى الولايات المتحدة أو أمريكا اللاتينية قد يؤثر في توقعات الاتحاد بالنسبة للعام.
وأضاف "حدث انخفاض في الحجوزات في النصف الثاني من يونيو، مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا .. هذا يدفعنا لأن نتوخى الحذر نوعا ما بشأن الآفاق في الشهور القليلة المقبلة".
ورفعت أوروبا معظم قيود السفر داخل الاتحاد، ومنذ أمس بات يسمح لمواطني 15 دولة بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تم استبعاد الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل، حيث لا يزال الفيروس القاتل ينتشر بسرعة، من اللائحة.
وفي أوروبا، خلال الأسبوع من 15 إلى 21 حزيران (يونيو)، تم تسجيل 7706 رحلات طيران يومية في المتوسط، وهو انخفاض بنسبة 78 في المائة، مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، حسب ما ذكرت هيئة "يورو كنترول"، التي تدير المجال الجوي الأوروبي.
وكانت الخطوط الجوية، التي تشغل معظم الرحلات الجوية هي الخطوط الجوية التركية و"لوفتهانزا" و"ويز إير" و"الخطوط الجوية النرويجية" الإقليمية و"إير فرانس"، أما المطارات الأكثر ازدحاما فكانت شارل ديجول في باريس، وفرانكفورت وأمستردام شيبهول ولندن هيثرو وإسطنبول.
الوجهات الأكثر شعبية في أوروبا
كانت لشبونة الوجهة الأولى للتذاكر المحجوزة في النصف الأول من حزيران (يونيو)، متقدمة على باريس وأمستردام وأثينا وروما ومدريد وفرانكفورت وفيينا وبرشلونة ولندن، وفقا للبيانات الصادرة الإثنين عن "فورورد كيز"، وهي شركة تقدم استشارات في مجال السفر الجوي.
وخلال الفترة نفسها من العام الماضي، تصدرت لندن الحجوزات، ويعود انخفاضها راهنا إلى إجراءات الحجر الصحي، وفقا للشركة. وقال بريان بيرس كبير الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي الدولي إن الدول التي فرضت الحجر الصحي شهدت انخفاضا في حركة المرور، مماثلا لنتائج الحظر الكامل على الرحلات الجوية.
وأكد أنه عوضا عن ذلك، حث اتحاد النقل الجوي الدولي السلطات على تبني إجراءات صحية مثل مطالبة المسافرين بوضع كمامات وإجراء فحوص لدرجة الحرارة وطلب شهادات صحية.

الأسوأ لم يأت بعد؟
وقال رافائيل شفارتسمان النائب الإقليمي لرئيس اتحاد النقل الجوي الدولي لقارة أوروبا الشهر الماضي إن إجراءات الدعم الحكومية للصناعة "أنقذت الآلاف من الوظائف وتمكن شركات الطيران من مواصلة الرحلات".
وأضاف "لكنني أخشى أن الأسوأ لم يأت بعد، بينما تعتمد شركات الطيران على موسم السفر في العطلة الصيفية لكسب الأرباح، التي تمنحها الحياة خلال أشهر الشتاء العجاف، لن يكون هناك تخفيف صيفي هذا العام".
ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تتكبد شركات الطيران الأوروبية خسائر قدرها 21.5 مليار دولار هذا العام، مقارنة بأرباح قدرها 6.5 مليار دولار العام الماضي، ويعتقد أن بين ستة وسبعة ملايين وظيفة مرتبطة بالطيران معرضة للخطر.

خفض وظائف
بدأت شركات الطيران والشركات الأخرى في الصناعة بالفعل إلغاء آلاف الوظائف، ففي الأيام الأخيرة وحدها، كشفت شركة إيرباص العملاقة لصناعة الطائرات عن إلغاء 15 ألف وظيفة، بما يعادل11 في المائة، من قوتها العاملة، في سعيها للتكيف مع التراجع الكبير في مجال الطيران التجاري فيما تتطلع شركات الطيران إلى تأجيل استلام الطائرات الجديدة.
وقالت شركة "إس إس بي"، المالك البريطاني لمنافذ الطعام في محطات السكك الحديدية والمطارات حول العالم بما في ذلك سلسلة ساندويتش أبر كرست والوجبات الجاهزة الإيطالية كافيه ريتازا، إنها قد تلغي ما يصل إلى خمسة آلاف وظيفة في المملكة المتحدة لأن جائحة كوفيد - 19 أبعدت العملاء.
وأعلنت مجموعة خدمات المطارات "سويس سبورت"، التي توفر خدمات متنوعة لشركات الطيران أنها ستلغي أربعة آلاف وظيفة في بريطانيا، فيما تقول شركة دوفري السويسرية المشغلة للأسواق الحرة، التي لديها أكثر من 2400 متجر و31 ألف موظف في جميع أنحاء العالم، إنها تخطط لخفض إنفاقها على الموظفين بنسبة تصل إلى 35 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية