FINANCIAL TIMES

الشركات المتعثرة تحاول فتح أبواب سوق السندات الموصدة

الشركات المتعثرة تحاول فتح أبواب سوق السندات الموصدة

الشركات ذات التصنيف الأقل في الولايات المتحدة تعاني في سبيل جمع الأموال التي تشتد الحاجة إليها، على الرغم من عودة النشاط إلى سوق السندات، ما يشير إلى أن المستثمرين يبتعدون عن المقترضين الذين دخلوا في أزمة كوفيد - 19 مع ميزانيات عمومية ضعيفة للغاية.
من بين السندات ذات العائد المرتفع، أو "غير المرغوبة" التي تم طرحها بقيمة 140 مليار دولار في السوق بين بداية آذار (مارس) وأواخر الأسبوع الماضي، تم تصنيف 57 في المائة في الفئة BB، أي درجة واحدة فقط دون الفئة الاستثمارية، وفقا لبيانات من شركة رفينيتيف. هذا يزيد على 42 في المائة في الشهرين الأولين من العام، قبل أن يثير فيروس كورونا عمليات بيع حادة في الأصول الخطرة.
السندات ذات الجودة الأعلى، من جهات إصدار حصلت على تصنيف BB+، تمثل نحو 15 في المائة من الإصدارات منذ آذار (مارس)، مقارنة بـ5 في المائة فقط في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير). هذه تشمل شركات لديها عادة ميزانيات عمومية ذات رفع مالي أكبر من الشركات ذات التصنيف الأعلى، أو ربما تدفقات نقدية أقل قليلا، لكنها بعيدة جدا عن الإفلاس.
مع ذلك، الشركات التي تأتي في مرتبة منخفضة في سلم التصنيفات، وغالبا ما تكون ذات رفع مالي مرتفع للغاية ومدعومة من شركات الأسهم الخاصة، حظيت بدعم أقل بكثير. السندات المصنفةB- تمثل نحو 3 في المائة من السندات ذات العائد المرتفع المبيعة منذ آذار (مارس)، مقارنة بنحو 10 في المائة في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، التي تبعت بشكل عام مستويات العام الماضي.
"الشركات المتعثرة أمامها باب مغلق بالفعل في الوقت الحالي"، حسبما قال توم كراسنر، المؤسس المشارك لشركة كونسايس كابيتال الاستشارية الاستثمارية ـ مقرها ميامي.
آنا لاي، رئيسة قطاع السلع الرأسمالية في وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني، قالت: "لم نشهد كثيرا من الحالات التي حاولت فيها جهات الإصدار ذات التصنيف المنخفض الاستفادة من السوق. الشهية للمخاطرة محدودة إلى حد ما".
أحد الأمثلة للشركات الحريصة على التمويل شركة بريجز آند ستراتون، وهي صانع لمحركات جزازات العشب عمرها قرن من الزمان. محللون يشيرون إلى أن الشركة التي يقع مقرها في ميلووكي تحتاج إلى إعادة تمويل سندات بقيمة 175 مليون دولار يجب سدادها في أيلول (سبتمبر)، لتجنب سداد فوري لقرض مصرفي منفصل وأكبر. لكن أشخاصا مطلعين على وضع الشركة يقولون إن سوق السندات مغلقة حاليا أمامها.
قالت الشركة: "من خلال العمل عن كثب مع المقرضين والمستشارين والأطراف المعنية الأخرى، فإننا نركز على تأمين مستقبل شركة بريجز آند ستراتون في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة".
لكن الخيارات بدأت تنفد. في 15 حزيران (يونيو) تخلفت الشركة عن دفع الفوائد، ما دفع وكالة ستاندرد آند بورز العالمية إلى تخفيض التصنيف الائتماني للشركة بناء على توقعات بتخلفها عن السداد عندما تنتهي فترة سماح في الشهر المقبل. سعر السندات انخفض إلى نحو 30 سنتا للدولار، بعد أن كان يتم تداولها بالقيمة الاسمية في بداية العام.
الصعوبات التي تواجهها الشركة تعكس الفجوة التي فتحت في أسواق السندات. كثير من الشركات التي تسارع إلى جمع الأموال من أجل التغلب على الجائحة قوبلت بمستثمرين متحمسين راغبين في إقراضها، لضمانهم دعم بنك الاحتياطي الفيدرالي للشركات عالية الجودة من خلال برنامج شراء سندات الشركات - وهو جزء من سلسلة إجراءات دعم في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) ساعدت على دعم الأسواق. في كل شهر من الأشهر الثلاثة حتى أيار (مايو) باعت الشركات ذات التصنيف الاستثماري سندات غير مسبوقة بقيمة تزيد على 200 مليار دولار.
لكن ثمة شركات مقترضة أخرى تم تجاهلها، خاصة الشركات ذات التصنيف الأقل والأصغر، إذ يخشى المستثمرون أن تصبح هذه الشركات ضحايا للانكماش الاقتصادي. وفقا لوكالة ستاندرد آند بورز، تخلفت أكثر من 100 شركة أمريكية عن سداد ديونها حتى الآن هذا العام.
على الرغم من دعم "الاحتياطي الفيدرالي" رفعت وكالة التصنيف توقعاتها لنسبة الشركات الأمريكية التي ستتخلف عن السداد خلال العام المقبل، نتيجة للركود الناتج عن كوفيد - 19، إلى 12.5 في المائة الشهر الماضي من 10 في المائة في آذار (مارس).
يجادل مصرفيون بأن التمويل متاح حتى بالنسبة لأخطر الشركات، لكنه لا يكون دائما بالسعر المرضي. أشاروا على وجه الخصوص، إلى أن أعدادا متزايدة من الشركات المصدرة للسندات الأقل جودة جمعت أموالا في الأسبابيع الأخيرة.
في الوقت نفسه، السندات ذات التصنيف المتدني CCC تمكنت من اللحاق بنظيرتها ذات التصنيف الأعلى BB التي ارتفعت من أدنى مستوى لها في آذار (مارس).
جون ماكلين، مدير المحافظ في شركة دايموند هيل كابيتال مانيجمنت، قال إن المستثمرين يرغبون بشكل متزايد في شراء سندات الشركات ذات التصنيف الأقل، لتجنب تفويت الانتعاش.
لكن محللين ومديري صناديق، وحتى المصرفيين المتفائلين، يقرون بأنه بالنسبة لكثير من الشركات ربما تكون شروط التمويل الأخف قليلة جدا، ومتأخرة جدا.
أليكس فيرود، كبير مسؤولي الاستثمار في قسم أمريكا الشمالية في شركة إنسايت إنفيستمنت في نيويورك، قال: "كنا ننظر إلى محافظنا من أسفل إلى أعلى"، مشيرا إلى أن أسعار السوق لبعض السندات ارتفعت كثيرا منذ آذار (مارس)، لدرجة أن الفريق تساءل عما إذا كان ينبغي له خفض توقعاته بالتخلف عن السداد. "لكننا استنتجنا أنه لا ينبغي لنا ذلك. موجة حالات التخلف عن السداد لن تلغيها أنشطة مجلس الاحتياطي الفيدرالي – ستحدث بالتأكيد".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES