FINANCIAL TIMES

رسالة صريحة من سوق الأسهم .. التكنولوجيا التكنولوجيا

رسالة صريحة من سوق الأسهم .. التكنولوجيا التكنولوجيا

مؤشر ناسداك 100 الذي يضم نسبة كبيرة من شركات التكنولوجيا سجل رقماً قياساً آخر الأسبوع الماضي. "جيتي"

بعد ثلاثة أشهر من سقوط الأسهم العالمية العنيف، كان انتعاشها مثيرا للإعجاب بالقدر نفسه. بالحكم على الأفضل أداء، ترسل سوق الأسهم رسالة واضحة: على المستثمرين الالتزام بشركات التكنولوجيا والشركات الأخرى التي لديها نمو إيرادات ونماذج أعمال لمواصلة القتال.
منذ تدخل البنوك المركزية في آذار (مارس) للحؤول دون أن يؤدي تعطيل الاقتصاد بسبب كوفيد - 19 إلى أزمة مالية كاملة، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي المركب لأسهم عموم دول العالم أكثر من الثلث. وحتى عندما نستبعد وول ستريت، نجد أن الأسهم العالمية ارتفعت بشكل حاد وفي جميع المجالات. شركات التكنولوجيا قادت الطريق: مؤشر ناسداك 100، المؤشر الأمريكي الذي يضم نسبة كبيرة من مثل هذه الشركات، سجل رقما قياسا آخر الأسبوع الماضي.
قوة التجارة المنتعشة، وتعطيل كوفيد - 19 لأرباح الشركات، أديا إلى ارتفاع تقييمات الأسهم الإجمالية بشكل حاد. معدل السعر إلى الأرباح الآجلة للأسهم الأمريكية، وهو معيار شائع الاستخدام، ارتفع إلى نحو 24، ما يعيده إلى مستويات عصر الدوت كوم. هذا يشير إلى أن الأسهم تحتاج إلى انتعاش اقتصادي - يؤدي إلى انتعاش في أرباح الشركات - للحفاظ على موقفها. وهذا يساعد على تفسير سبب قلق المستثمرين من النمو في عدد الإصابات وخطر إعادة تطبيق تدابير الإغلاق.
المسار المحتمل للنمو الاقتصادي، وبالتالي أرباح الشركات، موضوع مثير للجدل. يعتقد بعضهم، مثل شركة أموندي لإدارة الأصول، أن "الإدراك الواقعي لنمو الأرباح يجب أن يؤخذ في الحسبان" في وقت لاحق من هذا العام، بالنظر إلى الإشارات الواضحة بأن المستهلكين مترددون في الخروج والإنفاق.
في الوقت نفسه، التشاؤم بشأن النمو واضح في سوق السندات. لا تزال تكاليف الاقتراض الحكومية قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية، ما يعكس رغبة المستثمرين في الأصول الآمنة. يبدو أن البنوك المركزية مصممة على إبقاء العوائد منخفضة، بالنظر إلى ارتفاع نسب الديون إلى الناتج الاقتصادي. الديون الزائدة يغلب عليها أن تلقي بثقلها على آفاق النمو. العائد الحقيقي على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاما - المعدل حسب التضخم - يبلغ أقل من الصفر، ما يشير إلى توقعات قاتمة.
إذا كان تحقيق النمو سيكون أمرا صعبا، فليس من المستغرب أن يركز المستثمرون على الشركات والقطاعات ذات التدفقات النقدية القوية والفرص الجيدة لزيادة الإيرادات. أداء التكنولوجيا المتفوق في سوق الأسهم - الذي يتجاوز أمثال أبل وأمازون – دلالة على اعتقاد المستثمرين بأن الوباء، واستجابة صناع السياسة له، سيعززان الاتجاهات الهيكلية طويلة الأجل.
السؤال بالنسبة للمستثمرين هو ما إذا كان بالإمكان الحفاظ على العلاوة التي تتمتع بها التكنولوجيا حاليا، إضافة إلى خدمات الاتصالات وشركات الرعاية الصحية.
لجنة الاستثمار البحثي التابعة لـ"بانك أوف أمريكا" تشير إلى أحد الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى الحفاظ على العلاوة: انتعاش في الإنفاق المدعوم من الحكومة الأمريكية على البحث والتطوير، الذي انخفض من نحو 11 في المائة من الميزانية الفيدرالية في منتصف الستينيات وأصبح 3 في المائة فقط اليوم. يفكر المشرعون الآن في سياسة صناعية تدعم البحث والتطوير والصناعات الحيوية، واضعين في الحسبان أن التحدي يأتي من الصين بقدر ما هو آت من كوفيد -19.
يسلط محللو البنوك الضوء على السجل القوي منذ آذار (مارس) لمختلف الصناديق التي يتم تداولها في البورصة، التي تتعقب الشركات في قطاعات مثل الأجهزة الطبية، والتكنولوجيا الحيوية، والروبوتات. هذه الصناعات هي من بين تلك التي من المتوقع أن تستفيد من إنفاق مزيد من المال على التكنولوجيا عبر الجيش والوكالات الحكومية ومختبرات الجامعات، وفقا لـ"بانك أوف أمريكا". ويشير المحللون إلى أن "كل مكون رئيس للهواتف الذكية موجود (الآن) بسبب التمويل المقدم للوكالات الحكومية والجامعات والمؤسسات غير الربحية".
لكن هذا ليس مجرد فصل آخر في قصة التكنولوجيا الأمريكية. يعمل هذا الاتجاه على تحويل مؤشرات الأسهم في أماكن أخرى. خلال العقد الماضي تحولت التكنولوجيا من لا شيء تقريبا إلى نحو نصف سوق الأسهم الصينية، وفقا لجولدمان ساكس.
في الوقت نفسه، يمثل قطاع التكنولوجيا في أوروبا الآن حصة من مؤشر ستوكس 600 الإقليمي أكبر من حصة الطاقة. الرعاية الصحية، وهي مستفيد كبير آخر من الإنفاق على البحث والتطوير، تمثل نسبة مؤثرة تبلغ 17 في المائة، أكثر من ضعف نسبة البنوك.
بالنسبة للمستثمرين الذين يشعرون بالقلق من تعرضهم الشديد للولايات المتحدة، هناك حجة جذابة للاستثمار في التكنولوجيا على أساس عالمي. يعتقد المحللون في جولدمان أن مجالات النمو التالية - مثل التكنولوجيا الطبية، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا التعليمية والتكنولوجيا الخضراء أو المتجددة - ينبغي أن تفيد الشركات خارج أمريكا.
لكن سيتعين على المستثمرين القيام بالعناية الواجبة بعناية، بالنظر إلى المهمة الصعبة المتمثلة في التدقيق في شركات التكنولوجيا في دول ذات متطلبات الإبلاغ الأضعف، مثل الصين.
قد تكون أوروبا خيارا أكثر أمانا. صحيح أن أداء سوق الأسهم في المنطقة لطالما تخلف عن وول ستريت، لكن الحكومات تخرج من مرحلة الوباء هذه مع خطط لإنفاق كبير يعزز البحث والتطوير في مجالات مثل الطاقة النظيفة.
تجادل جيرالدين ساندستروم، مديرة محفظة في شركة بيمكو، بأن "الرسائل الخضراء والرقمية تزيد ويصعب تجاهلها". هذا يمثل، كما قالت، تحولا من استجابة الحكومات التقليدية للكساد الاقتصادي، وهو تحول لصالح مشاريع البنية التحتية. بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المستقبل "الرقائق هي المهمة، وليس الطوب".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES