FINANCIAL TIMES

المستثمرون يتدافعون للمشاركة في حفل الأسهم

المستثمرون يتدافعون للمشاركة في حفل الأسهم

متداولون في بورصة نيويورك التى تخطى مؤشرها الرئيسي فيها مستوى ثلاثة آلاف نقطة للمرة الأولى منذ أوائل آذار (مارس).

بدأت الموجة العالية في سوق الأسهم الأمريكية في تحويل المتشككين إلى مؤمنين بالصعود، ما أضاف دفعة جديدة إلى انتعاش وضع المستثمرين المخضرمين في حال غير متوقع، وجذب المتداولين الأفراد، وتحدى التوقعات الاقتصادية الأليمة الناجمة عن الجائحة العالمية.
مؤشر إس آند بي 500 للأسهم الممتازة في الولايات المتحدة ارتفع أكثر من الثلث، عائدا من أعماق عمليات بيع كثيف هوت به إلى مستويات دنيا قبل شهرين بسبب فيروس كوفيد - 19. الأربعاء، أغلق المؤشر فوق ثلاثة آلاف نقطة للمرة الأولى منذ أوائل آذار (مارس)، ليصبح بذلك على بعد 10 في المائة فقط من مستواه المرتفع القياسي المسجل في شباط (فبراير).
الانتعاش بنى حشدا من المشككين الذين يخشون من أن السوق مدفوعة بالكامل بتحفيز الاحتياطي الفيدرالي، وأن المستثمرين المتفائلين واثقون تماما أن لقاحا سيظهر لإحياء أرباح الشركات. لكن الآن حتى المنتقدين ينضمون على مضض إلى الشراء.
قالت إميلي رولاند، الرئيسة الاستراتيجية المشاركة في "جون هانكوك إنفيستمنت مانيجمنت" في بوسطن: "هناك عنصر من الخوف من تفويت شيء ما في وقت بدأ فيه المستثمرون يرون قوة الدفع". وشبهت عمليات الشراء الأخيرة من قبل المؤمنين الجدد بالصعود بعبور طريق سريع مزدحم. "إنهم يبحثون عن منفذ، وهم يعلمون أن من الممكن أن يتأذوا، لكنهم يقدمون عليه".
المكاسب لا تقتصر على الولايات المتحدة بقيادة مؤشر إس آند بي 500. كل من "يورو ستوكس" 600 و"فاينانشيال تايمز 100"، المؤشر الرئيس في المملكة المتحدة، ارتفعا بنحو الربع، في حين ارتفع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية أكثر من 30 في المائة منذ بدء الانتعاش في 23 آذار (مارس).
الانتعاش بدأ أيضا في التوسع إلى ما وراء أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة التي برزت باعتبارها ملاذا للمستثمرين خلال الاضطرابات هذا العام - وهي إشارة على انضمام مجموعة أوسع من المشترين إلى التدافع للشراء.
تمتعت الأسهم الدورية والأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة بمكاسب كبيرة خلال الأسبوع الماضي، بعدما أظهر المستثمرون دعما جديدا للشركات الحساسة اقتصاديا.
مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في شركة بوسطن بارتنرز لإدارة الصناديق، لاحظ أن أسهم المصارف حظيت في يوم الثلاثاء بأفضل يوم لها منذ أوائل نيسان (أبريل)، ما يشير إلى أن الانتعاش قد يستمر. قال: "لا يمكنك ترك القطاع المالي بعيدا في الخلف وتتوقع أن يستمر الانتعاش - المصارف هي العمود الفقري للاقتصاد".
روب ألميدا، الخبير الاستراتيجي في الاستثمار العالمي لدى شركة إم إف إس إنفيستمنت مانيجمنت في بوسطن، احتفظ بوجهة نظر متشائمة خلال الانتعاش، لكنه قال إن إضاعة المكاسب أمر مؤلم. "إم إف إس" انضمت إلى الانتعاش بحذر، موسعة حيازاتها من مجموعات التكنولوجيا التي تعتقد أنها ستزدهر خلال أزمة كوفيد - 19 وما بعدها، مثل مجموعات الدفع وشركات الملابس الرياضية، إذ يستبدل المهنيون العالقون في المنازل البدل بالبناطيل الرياضية.
قال ألميدا: "ما رأيته في الأسابيع القليلة الماضية هو قدر هائل من الافتراضات. أعتقد أن السوق مندفعة".
مضاعف السعر/الأرباح الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 - مقياس تقييم شائع - تجاوز الآن 23، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وفقا لـ"كابيتال آي كيو".
ربما يكون هناك لقاح مضاد لفيروس كورونا بعد عدة أعوام. لكن علماء كبار حذروا من أن الأشهر الأكثر برودة في الولايات المتحدة وأوروبا قد تجلب تفشيا جديدا يؤدي إلى مزيد من عمليات الإغلاق، ما يعيق التعافي.
حتى الآن، أثبت الشراء المستدام أن المشككين على خطأ. قبل أسبوعين قال ستانلي دروكينميللر، مدير صندوق التحوط الذي ساعد جورج سوروس على "تركيع" بنك إنجلترا وإخراج الجنيه الاسترليني من آلية الصرف الأوروبية عام 1992، إن مكافأة شراء الأسهم "سيئة كما رأيت". ديفيد تيبر، مؤسس "أبالوسا مانيجمنت"، وهو صندوق تحوط أمريكي، ردد وجهة النظر هذه بعد يوم واحد. ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسهم الأمريكية نحو 7 في المائة.
حذر النقاد أيضا من أن المستثمرين الأفراد الذين يفتقرون إلى التحليلات من المختصين في وول ستريت، يدعمون الانتعاش - من المحتمل أن يرفعوا أسعار الأسهم المتراجعة بشكل خطير.
وفقا لحسابات "مورجان ستانلي"، مستخدمو تطبيق روبن هود لتداول الأسهم زادوا مراكزهم أكثر من الضعف في شركات مؤشر رسل 3000 للمجموعات الكبيرة المدرجة في الولايات المتحدة. تشمل الأسهم العشرة الأكثر شعبية التي يمتلكها مستخدمو "روبن هود" شركة أمريكان إيرلاينز و"كارنفال"، مشغلة الرحلات البحرية – وهما شركتان تضررتا من فيروس كورونا قد لا تتغير حظوظهما في وقت قريب.
رولاند، من "جون هانكوك "، أشارت إلى أن التداول عبر الإنترنت وعقلية "الشراء عند الانخفاض" ساعدا على جذب سلالة جديدة من المستثمرين الأفراد. قالت: "سألني ابني البالغ من العمر عشرة أعوام عما إذا كان يمكنه فتح حساب في منصة إي تريد ETrade حتى يتمكن من شراء أسهم شركة تسلا". لقد تعلم عن أجزاء السهم الواحد، التي تمنح المستثمر القدرة على شراء حصة من السهم وتسمح له بشراء جزء من أسهم شركة صناعة السيارات التي يتم تداولها حاليا بسعر 820 دولارا. "لم يكن لديه سوى 150 دولارا - كان ذلك أول مال يشارك به".
قال ستيفن دي سانكتيس، محلل الأسهم في مجموعة جيفريز، إن التداول اليومي في أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة ارتفع في الأسابيع الأخيرة، متجاوزا في الغالب إجمالي الأسهم التي يمتكلها المستثمرون. وأرجع ذلك إلى التداول اليومي النشط، الذي يذكرنا بشراء المستثمرين الأفراد لأسهم الإنترنت خلال طفرة الدوت كوم، بأسعار بعيدة عن قيمتها الجوهرية. أضاف: "هناك شيء من النشوة في السوق، ما يجعلني متوترا". في هذه الحالة "أنت تعرف كيف تنتهي الأمور بشكل سيئ".
أولئك الذين يستعدون لعمليات كبيرة أخرى من البيع الكثيف قد يكون عليهم الانتظار. أشار صانعو السياسة في الولايات المتحدة إلى أنهم على استعداد لتوسيع المبالغ القياسية للدعم المالي والنقدي، وجميع الولايات إما تخفف من إغلاقها أو تفتح من جديد.
قالت رولاند: "لا أعتقد أن السوق يمكن أن تسقط بشكل كبير هذه الأيام. ما رأيناه مدمر للغاية، لكن الأسواق تبدو محصنة ضده تماما".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES