FINANCIAL TIMES

هل تتعافى «التفاحة الموبوءة» من قضمة الفرار المسعور؟

هل تتعافى «التفاحة الموبوءة» من قضمة الفرار المسعور؟

الواجهة البحرية لنيويورك وقد أُضئ برج إمباير ستيت

هل تتعافى «التفاحة الموبوءة» من قضمة الفرار المسعور؟

الجائحة تحيل نيويورك إلى محجر صحي ضخم

هل تتعافى «التفاحة الموبوءة» من قضمة الفرار المسعور؟

قبل أكثر من عام بقليل، قبل أن ينشأ الطاعون الحديث، أقامت بلدة هدسون ياردز في مانهاتن حفلا على غرار احتفالات فرساي من حيث كثرة المحار، وحضور كبار الطهاة والمدعوين وزخارف مدينة رائعة. في عصر أحد الأيام الأخيرة، تحولت هدسون ياردز إلى مدينة أشباح، إذ تم إغلاق مركز تسوق مساحته مليون قدم مربعة، وكانت مجموعة نيمان ماركوس، مستأجره الرئيس، على وشك إعلان إفلاسها.
هناك منحوتة فنية عامة على شكل سفينة - شبهها أحد المشاهدين بكباب دونر عملاق، وعادة ما تكون مزدحمة بالسياح - فارغة باستثناء رجل أمن لحراستها.
حركة المشاة الوحيدة كانت تدفقا مستمرا للجنود، الذين كانوا يعالجون مرضى فيروس كوفيد - 19 في مستشفى ميداني، أقيم على عجل في مركز جافيتس للمؤتمرات. اصطفوا على مسافة ستة أقدام للحصول على الوجبات المجانية في واجهة أحد متاجر هدسون ياردز، كان قد تم تحويله إلى مطعم لتوزيع وجبات طعام للفقراء في نيويورك، أو التفاحة الكبرى، حسب اللقب الشائع لها.
إلى جانبهم كان هناك سائقو التوصيل وعمال البريد وعمال تنظيف المكاتب وغيرهم، ممن يديرون الخطوط الأمامية في كفاح مدينة نيويورك ضد فيروس كورونا.
الصورة تذكرة بمدى تحويل الفيروس لمدينة نيويورك بشكل كبير، التي ربما عانت وفيات أكثر من أي مدينة أخرى في العالم، في غضون أسابيع فقط.
في الوقت الذي يتقدم فيه سكان نيويورك ببطء نحو إعادة فتح للاقتصاد، ربما الشهر الجاري، وذلك وفقا للعمدة بيل دي بلاسيو، يفكرون بذعر حول كيف ستخرج مدينتهم من الوباء، وما نوع المستقبل الذي ستجده على الجانب الآخر.
تجسد نيويورك أكثر من المدن الكبيرة الأخرى خصائص حضرية حولها الفيروس إلى نقاط ضعف - الكثافة السكانية، وارتفاع تكاليف المعيشة، والاعتماد على تجارة التجزئة والثقافة والسياحة والاعتماد على وسائل النقل العام المزدحمة.
التاريخ الحديث لمدينة نيويورك تاريخ مليء بالكوارث الدورية التي يخيم عليها الخوف من الهجرة الجماعية إلى مدن أخرى أرخص وأكثر أمانا وأكثر ملاءمة.
كانت هناك الأزمة المالية في السبعينيات والانهيار الذي أعقبها؛ وانهيار سوق الأسهم عام 1987؛ والهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001؛ والأزمة المالية عام 2008 - ناهيك عن الكوارث المختلفة من الأعاصير والفيضانات وانقطاعات الكهرباء. مع ذلك في كل حالة، ثبت أن المتشائمين مخطئون. عادت المدينة أقوى من قبل، وبطريقة ما أعادت ابتكار نفسها.
هجمات الحادي عشر من سبتمبر، على سبيل المثال، حدثت وسط مدينة أكثر حيوية، وأطلقت بلدة هدسون ياردز مشروع تطوير بقيمة 25 مليار دولار هو الأكبر في أمريكا الشمالية. بعد 2008، تحولت العاصمة المالية العالمية إلى مركز تكنولوجيا ينافس سيليكون فالي وعززت جاذبيتها لجيل جديد من المواهب.
تقول ماري آن تيجي، الرئيسة التنفيذية لمنطقة الولايات الثلاث في مجموعة الخدمات العقارية: "لا أحد يعمل في نيويورك لأنها أرخص أو أسهل. لا أحد. يفعلون ذلك لأن الموهبة هنا".
كارل وايزبرود، المخضرم في حكومة المدينة الذي قاد إحياء تايمز سكوير في أواخر الثمانينيات، في عهد إد كوتش وتم تعيينه من قبل العمدة دي بلاسيو في فريق عمل جديد لتوجيه انتعاش المدينة، يعترف بأن الأشهر الـ18 المقبلة ستكون صعبة، لكنه يستنتج أنه "طالما أن نيويورك تتمسك بمواهبها، فليس لدي أدنى شك باعتبارها مسألة اقتصادية، في أن تنتعش".
يغلب على قادة مدنيين آخرين تكرار صدى ذلك الإيمان الذاتي بمستقبل نيويورك، حتى إن البعض يتحدث عن فرصة فريدة لإعادة تصور المدينة - إزالة الأنظمة التجارية المزعجة التي تراكمت على مدى أجيال، أو جذب صناعات جديدة، أو تصحيح الفوارق الاجتماعية التي كشفتها الأزمة.
كما قال دي بلاسيو: "إذا كانت هناك لحظة على الإطلاق، لحظة توقف في تاريخ المدينة فهذه هي. حان الوقت للنظر من جديد إلى كل شيء نفعله ونرى ما الذي ينجح، وما لا ينجح".

لا يوجد حل سريع

قبل أن تتمكن نيويورك من إعادة ابتكار نفسها هناك عدم يقين حتى بين أكثر مؤيديها المتحمسين، حول كيف يكون وقف الكارثة المباشرة. يعاني كثيرون شعورا مثيرا للقلق أن الأمرمختلف هذه المرة.
تقول كارول كيلرمان، الاستشارية التي أدارت الصندوق الخيري الذي أنشئ بعد الهجوم الإرهابي في الحادي عشر من سبتمبر، وقادت أيضا المجموعة: "هذا أكثر تعقيدا بكثير. أعتقد أنه ستكون لها آثار أعمق تدوم لفترة أطول".
أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت وحشية ومدمرة، لكن العالم احتشد حول المدينة واستأنف اقتصادها في غضون أيام. بعد 2008، انتهى الأمر بمدينة نيويورك إلى أن تستفيد من سياسات ضخت مبالغ كبيرة من السيولة في النظام المالي.
مع فيروس كورونا، لا يوجد حل سريع في الأفق. المشارح في المدينة مزدحمة بعد تسجيل أكثر من 21 ألف حالة وفاة - نحو ثمانية أضعاف وفيات المدينة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر - ويتوقع البعض ارتفاع البطالة إلى 20 في المائة في حزيران (يونيو) الجاري. على أن المدينة تثير تعاطفا من الأمة أقل من الاستياء الحزبي. نيويورك تشعر بالوحدة.
الأسوأ من كل هذا أن ذلك الشيء الذي يميز مدينة نيويورك ويمثل سحرها الفريد - كثافتها السكانية - هو ما يجعلها عرضة للوباء. تقول كيلرمان: "باستثناء علاجات أفضل ولقاح، لا أعرف إن كانت هناك سياسة حكومية تجعل الناس يشعرون بأمان أكبر". الذين لديهم الموارد المالية غادروا، وحجروا أنفسهم في أماكن مثل هامبتونز وبالم بيتش وآسبن.
وتتساءل عن عدد الذين سيغادرون إلى الأبد، إذا تم إغلاق الحياة الثقافية في المدينة فعليا، وبالتالي تصبح غير قادرة على تعويض ضرائبها المرتفعة والإساءات الأخرى.
يقول ونستون فيشر، مطور من الجيل الثالث، الذي عبر عن خوف دائم بين سكان نيويورك من حقبة معينة بشأن العودة إلى الأيام القديمة السيئة: "سيكون هناك بالتأكيد هروب حضري. نشأت في المدينة، وتعرضت للسرقة تحت تهديد السلاح. أتذكر كيف كان يبدو تقاطع شارع 59 وشارع 6، تايمز سكوير. مدينة نيويورك يمكن أن تكون سيئة. لا تنسوا ذلك".

جهود التطهير

لمنع ذلك، هناك إجماع ناشئ بأن السلطات يجب أن توفر شعورا بالأمان، تماما كما فعلت بعد الحادي عشر من سبتمبر. وإلا سيكون من المستحيل استعادة الأعمال - ناهيك عن إعادة السياح. إنه تحد للصحة العامة، لكنه أيضا تحد نفسي.
في غياب اللقاح، لجأ أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك إلى مايكل بلومبيرج العمدة السابق لقيادة نظام فحص وتتبع. الأمل هو أنه مع بدء إعادة فتح المدينة، سيتمكن المختبرون من العثور بسرعة على الإصابات الجديدة، وإغلاقها قبل أن تصبح استفحالا للأوبئة. كما يعترف كومو من دون تردد، إنها مهمة ضخمة. في الوقت نفسه، يسارع المطورون لتجديد المباني المكتبية التي تم تصميمها لاستيعاب الرغبة بالكثافة المتزايدة باستمرار.
تتم إعادة برمجة المصاعد للاستجابة إلى تطبيقات الهواتف الذكية حتى لا تكون هناك حاجة إلى قيام الركاب بلمس أي زر. وتتم إزالة الأبواب الداخلية للغرض نفسه.
التركيز الحاسم في عملية التطهير هذه هو نظام الأنفاق الأكبر - وربما الأكثر تلوثا - في العالم. هيئة النقل الحضرية بدأت نظاما لم يكن من الممكن تصوره قبل بضعة أشهر فقط: مسح وتطهير كل عربة ومحطة في مترو الأنفاق كل يوم.
يقول بات فوي، رئيس هيئة النقل الحضرية، موضحا الدور الأساسي لمترو الأنفاق كنظام دوري لمدينة عالمية: "مدينة نيويورك وهيئة النقل الحضرية مبنيتان بشكل أساسي على الكثافة. تلك الكثافة توفر تعاونا فكريا وثقافة وأعمالا ووول ستريت وتمويلا وتصميما".
يتوقع فوي أن تكنولوجيات التنظيف الجديدة "يمكن أن تكون عوامل تغيير حقيقية من حيث ثقة الجمهور بالنظام"، لكن النظافة ستكون مقابل ثمن. يقدر أن النفقات الإضافية ستكون بنحو "مئات الملايين من الدولارات" في الوقت الذي ينخفض فيه عدد الركاب وإيرادات الأجرة، بأكثر من 90 في المائة.
تلقت هيئة النقل الحضرية تمويلا طارئا بقيمة 3.9 مليار دولار من الحكومة الفيدرالية، وتطالب منذ الآن بضخ مبلغ 3.9 مليار دولار أخرى لمجرد تجاوز هذا العام.

واقع التخفيضات

هذا ليس سوى مثال واحد على التحديات المالية الكامنة الآن عند كل منعطف. قدر دي بلاسيو، الذي أضافت إدارته 30 ألف عامل إلى كشوفات رواتب المدينة منذ توليه المنصب في 2014، عجز الميزانية بسبب إغلاق الفيروس بنحو 7.4 مليار دولار. تقديرات الآخرين كانت نحو عشرة مليارات دولار.
مهما كان الرقم، فإن سيثبينسكي، الذي قاد التنمية الاقتصادية خلال إدارة بلومبيرج، يشعر بالقلق من أن ذلك قد يشكل أكبر تهديد مباشر لحلقة قوية، حيث المواهب والشركات تطارد بعضها بعضا.
يقول بينسكي الذي تولى رئاسة واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في المدينة: "مفتاح نجاح نيويورك خلال الأعوام العشرين الماضية كان القوة العاملة من الدرجة الأولى التي تمكنت من جذبها. ما يثير قلقي أنه في الوقت الذي تبدأ فيه الحكومة في التصرف بشأن الوضع المالي، فإننا سنضطر إلى إجراء تخفيضات على الخدمات الأساسية التي ستكون مدمرة جدا، بحيث ستؤدي إلى تقويض نوعية الحياة في المدينة".
يقول بينسكي إن العثور على طرق للحفاظ على المطاعم والمتاحف وصالات العرض وما شابه ليس مجرد "وجود ولع بالفنون والثقافة".
بدلا من ذلك، من الضروري الحفاظ على جاذبية - وصلاحية - مكان سيكون مكلفا ويصعب العيش فيه خلافا لذلك. عندما انتخب دونالد ترمب رئيسا، واسى بعض سكان نيويورك أنفسهم بأنه واحد منهم على الأقل، وبالتالي يمكن الاعتماد عليهم للبحث عن مصالح المدينة.
عداءه المستمر للمدينة التي صوتت بأغلبية ساحقة ضده في 2016 يضعف الآمال في الحصول على دعم فيدرالي. تم تسديد تكاليف التخفيضات الضريبية التي أقرها ترمب في 2017 إلى حد كبير، من خلال معاقبة نيويورك والولايات الأخرى ذات الضرائب المرتفعة والميول الديمقراطية.
حتى لو كان ترمب يميل إلى المساعدة، رفض ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ التماسات للحصول على المساعدة بشأن فيروس كورونا، ووصفها بأنها "عمليات إنقاذ للولايات المؤيدة للديمقراطيين".
بعد الحادي عشر من سبتمبر، رد بلومبيرج على الركود من خلال رفع الضرائب العقارية، وهو تدفق من الإيرادات يمثل نحو ثلث ميزانية مدينة نيويورك البالغة 89 مليار دولار. هذه الحيلة لا يمكن تكرارها بسهولة.
قد لا يكون المطورون في وضع يسمح لهم بتحمل عبء مالي ثقيل، في وقت توقف فيه كثير من المستأجرين لديهم عن دفع الإيجار. وهم يواجهون أيضا خوفا أكبر: بعد دورة مكثفة في العمل عن بعد، أعلن بعض كبار أرباب العمل في المدينة - بما في ذلك شركة بلاك روك وبنك مورجان ستانلي - أنهم سيحتاجون إلى مساحة مكتبية أقل في المستقبل. إذا كان هذا الاستنتاج واسع الانتشار، فربما تكون قيم العقارات في مانهاتن متوجهة إلى ساعة الحساب.

الهجرة قبل الوباء

حتى قبل فيروس كورونا، أخذ الأثرياء يفرون من ضرائب المدينة المتزايدة مرتحلين إلى أماكن مثل فلوريدا وتكساس. يقول نورمان رادو، الذي كان مطورا في نيويورك ويقيم الآن في أتلانتا: "يغادر الناس نيويورك، بأعداد كبيرة". ويضيف أن فيروس كورونا "مجرد سبب عارض".
ومع ذلك، فإن تجربة رادو جعلته يتساءل عما إذا كانت هناك فرص استثمارية مستقبلية. انتقل لأول مرة إلى مانهاتن في 1978، في أعماق الأزمة المالية واشترى شقة من غرفتي نوم مقابل 63 ألف دولار. ويتذكر قائلا: "ظن الجميع أنها كانت نهاية نيويورك. انظر ماذا حدث".
وسط الحطام هناك بصيص أمل. يتحمس البعض لاحتمال أن المدينة التي أصبحت محمومة للغاية في عصر المال الرخيص هذا - معقل لأصحاب المليارات الذين يتربعون في هدسون ياردز - قد تخضع الآن لإعادة ضبط بسبب الوباء.
قد تجعل الإيجارات الرخيصة المدينة في نهاية المطاف أكثر سهولة للوصول بالنسبة إلى جيل جديد، سيستخدم المساحات بطرق بالكاد يتخيلها كبار السن.
يقول دانييل كابلان، شريك أعلى في شركة هندسة معمارية: "يحدث ذلك دائما بعد كل أزمة. وهي تزرع بذور المرحلة التالية". ويشير كابلان إلى أن شركة وي ويرك ولدت من المساحات المكتبية غير المستخدمة، التي تركت في أعقاب أزمة 2008.
تتفق السيدة كيلرمان معه: "ابنتي التي تبلغ من العمر 35 عاما تقول إن نيويورك ستعود إلى ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات - أكثر حزما وشجاعة، ولكن بمزيد من المغامرين".
وتعترف بأن ابنتها لم تشهد نيويورك في الواقع في السبعينيات - وقت اخترق فيه معدل جرائم القتل السنوية حاجز ألفي قتيل، وكان مترو الأنفاق محظورا بعد حلول الليل.
يرى فيشر الآن فرصة نادرة لتبسيط حكومة مدينة قديمة وتحسين تدفق الائتمان للشركات الصغيرة.
مثل أعضاء آخرين في مجتمع الأعمال، يرغب أيضا في أن تعطي المدينة الأولوية لصناعة علوم الحياة كمصدر تال للوظائف ذات الأجور المرتفعة - تماما مثل رهان إدارة بلومبيرج على تنمية قطاع التكنولوجيا.
حتى مع قرار شركة أمازون العام الماضي بإلغاء خطط مقر ثان في كوينز، لا تزال مدينة نيويورك قادرة على جذب مليارات الدولارات من الاستثمار من الشركة، ومتجر التجزئة عبر الإنترنت، وكذلك من شركتي فيسبوك وجوجل، اللتين كانتا مشرفتين وأعادتا تشكيل الجانب الغربي من المدينة، بما في ذلك هدسون ياردز.
يريد وايزبرود بناء مساكن بأسعار معقولة: "أعتقد أن البندول قد انحرف فوق الحد عن التنمية. يقول الجميع إنهم يريدون مساكن بأسعار معقولة، ولكن لا أحد يريدها في حيهم".
حيث إن فيروس كورونا يفتح أعين الجمهور على الفوارق بين الأغنياء والفقراء، قد تكون هناك فرصة. في الوقت نفسه، يشعر وايزبرود وزعماء مدنيون آخرون بالقلق من الطريقة التي ستشكل بها الأزمة في نهاية المطاف سياسات المدينة. هل ستكون قوة بناءة تجلب الإصلاح، أم أو قوة خلافية تضع المجتمعات في نهاية المطاف في خندق ضد بعضها بعضا؟
قد يكون السباق العام المقبل لخلافة دي بلاسيو رئيسا للبلدية واحدا من أكثر الحملات أهمية في تاريخ المدينة الحديث. هل سيكون خليفته شخصا آخر يعد نفسه "تقدميا" أو عضوا في الطبقة التنفيذية، على غرار بلومبيرج - أو شيئا آخر تماما؟
الذي سينجح يجب أن يثق بمتانة نيويورك، وأيضا، كما يحذر بينسكي ألا ينسى أيامها الأكثر قتامة. يقول عن السبعينيات، عندما تدمرت القاعدة الاقتصادية لمدينة نيويورك وتقلص عدد سكانها بنحو 800 ألف نسمة: "كانت تلك الأوقات قبيحة. استغرق الأمر منا عقودا للزحف إلى خارج تلك الحفرة. يجب أن نكون حذرين للغاية وألا نعاود السقوط فيها مرة أخرى، إذ لا نجاة حينها".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES