الطاقة- النفط

محللون: الإقبال الآسيوي يعزز الطلب على النفط .. والأسواق تترقب تحركات «أوبك»

محللون: الإقبال الآسيوي يعزز الطلب على النفط .. والأسواق تترقب تحركات «أوبك»

مؤشرات وتوجهات الإنتاج لدي كبار المنتجين تؤثر بشكل رئيسي على تحركات الأسعار.

سجلت أسعار النفط الخام تراجعا أمس، بسبب حالة عدم اليقين في السوق وهيمنة تقلبات حركة الأسعار، حيث سادت مخاوف وشكوك من بطء وتيرة تعافي الطلب على الوقود، كما تنامت تأثيرات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واتسع دورها في تحريك الأسعار.
وتتلقى الأسعار دعما من اتفاق خفض الإنتاج الذي تنفذه "أوبك+"، وقد أعلنت "أوبك" أن المنتجين الأمريكيين يتجاوبون مع خطط خفض الإنتاج ويراهنون على دور اتفاق تقليص المعروض في تسهيل جهود استعادة التوازن بين العرض والطلب في الأسواق على المدى القصير.
ويقول مختصون ومحللون نفطيون لـ"الاقتصادية"، "إن مؤشرات وتوجهات الإنتاج لدى كبار المنتجين تؤثر بشكل رئيس في تحركات الأسعار"، موضحين أن أسعار النفط مالت إلى الانخفاض بسبب بعض الزيادات في إنتاج روسيا، بينما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين وسط شبح العقوبات.
وأوضح المختصون أن الأنظار تتجه إلى اجتماع "أوبك+" يومي 9 و10 يونيو المقبل، حيث يراجع المنتجون تطورات السوق وسط اتجاه قوي بتمديد التخفيضات للسيطرة بشكل كامل على تخمة المعروض، بينما في المقابل تدرس الولايات المتحدة إقرار مجموعة من العقوبات على الصين بسبب حملتها على هونج كونج، ما يزيد من تدهور علاقات الدولتين.
وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، "إن وضع السوق النفطية تحسن كثيرا في مايو الجاري مقارنة بما حدث في "أبريل الأسود" على حد وصف كثير من المحللين، مشيرا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 80 في المائة، تقريبا في مايو، ما عوض الانخفاضات الحادة في مارس وأبريل الماضيين.
ولفت إلى زيادة كميات النفط المشتراة من قبل المصافي الهندية والصينية والكورية الجنوبية، في علامة على عودة الطلب المتعثر، وإن كانت الوتيرة ما زالت بطيئة نسبيا، بينما في المقابل نجد قيود الإنتاج وضيق العرض يعضددان جهود استعادة التوازن في السوق، خاصة مع النجاح الجيد لتطبيق اتفاق "أوبك+" الذي خفض المعروض العالمي بنحو عشرة ملايين برميل يوميا، حيث نجح إلى حد ما في استنزاف تخمة عالمية ناتجة عن انهيار الطلب وسط تفشي الجائحة.
من جانبها، تقول ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، "إن اتفاق "أوبك+" يسير على نحو جيد وستتم مراجعة وضع السوق في اجتماع المنتجين في 9 يونيو المقبل"، مشيرة إلى التزام السعودية الكامل بالاتفاق علاوة على إجراء خفض طوعي إضافي يبلغ مليون برميل يوميا بدءا من يونيو المقبل، كما تؤكد روسيا التزامها الكامل بشروط الاتفاق.
وذكرت أن تعافي الأسعار قد يدفع إلى إعادة تنشيط الإنتاج المغلق مرة أخرى ومن ثم عودة وفرة الإمدادات في الأسواق، مشيرة إلى أنه يمكن الاستمرار في دعم توازن السوق إذا حافظ المنتجون في "أوبك+" على وحدتهم وتمسكهم بإنجاح الاتفاق في مراحل ومستويات تطبيقه المختلفة على مدار الشهور المقبلة.
ويضيف، أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، أن "السوق قطعت شوطا معقولا تجاه التعافي، حيث حدثت زيادة الطلب ومال المناخ العام إلى التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصادات، لكن تستمر هناك حالة المخاوف والحذر من تأثير موجات جديدة من الوباء، إضافة إلى انخفاض الطلب على البنزين بنسب تراوح بين 25 في المائة و35 في المائة، عن العام السابق، على الرغم من بدء موسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن السوق تستعيد التوازن تدريجيا بسبب تخفيضات الإنتاج التاريخية من كبار المنتجين العالميين، لافتا إلى أن توقعات روسية بحدوث توازن السوق في يونيو أو يوليو المقبلين، أسهمت في رفع معنويات السوق خاصة مع حدوث تخفيضات في الإنتاج تفوق المستهدف جراء المبادرات الطوعية للسعودية ودول الخليج وانكماش الإنتاج الأمريكي.
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "إجركرافت" الدولية، "إن السوق تميل إلى تسجيل مكاسب سعرية قياسية ومتتالية لتصحيح الانهيارات الحادة السابقة، خاصة بعد انزلاق الخام الأمريكي إلى المنطقة السلبية في الشهر الماضي"، عادّة ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 80 في المائة، هذا الشهر هو مؤشر جيد ويعكس تعافي الطلب بعد تخفيف قيود الإغلاق في معظم الدول.
وأشارت إلى أن السوق إذا حافظت على الوتيرة الحالية من استمرار تراجع العرض العالمي مقابل انتعاش وتعافي الطلب فإن ذلك سيترجم إلى مكاسب سعرية متلاحقة، مشددة على استمرار التعاون والتنسيق بين أطراف الصناعة كافة من أجل علاج جميع الأضرار التي تسببت فيها الجائحة على صناعة النفط الخام العالمية، خاصة إغلاق المصافي في عدد من الدول الآسيوية بسبب انكماش الطلب على الوقود.
من ناحية أخرى، تراجعت أسعار النفط أمس، نتيجة مخاوف بشأن وتيرة تعافي الطلب على الوقود مع تخفيف إجراءات العزل التي فرضت لوقف تفشي فيروس كورونا، في حين فاقمت التوترات الأمريكية - الصينية المعنويات السلبية.
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول أمس منخفضة 1.65 دولار، أو 4.6 في المائة، لتسجل عند التسوية 34.52 دولار للبرميل.
وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.54 دولار، أو 4.5 في المائة، لتبلغ عند التسوية 32.81 دولار للبرميل.
وفي الولايات المتحدة، حيث بدأ بعض الولايات استئناف النشاط الاقتصادي، عزز التفاؤل بشأن زيادة الطلب المعنويات، لكن المحللين حذروا من أن التعافي يبدو هشا. وعطلة يوم الذكرى التي انتهت، عادة ما تكون بداية لموسم ذروة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة.
وقال "أيه. إن. زد ريسيرش" في مذكرة، "التقديرات الأولية للطلب على البنزين منخفضة بما يصل إلى 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي مع بقاء الناس قريبا من منازلهم".
وتوقع بعض المحللين والبنوك توازنا في سوق النفط في حزيران (يونيو)، لكن مجموعة أوراسيا تقول "إن هذه التقديرات قد تكون مفرطة في التفاؤل"، مضيفة في مذكرة "ثمة خطر كبير من تكرار التفشي وإجراءات العزل".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 29.79 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 28.06، دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 28.43 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط