FINANCIAL TIMES

عدم إيجاد لقاح للجائحة نذير بتراجع الأسهم والسندات

عدم إيجاد لقاح للجائحة نذير بتراجع الأسهم والسندات

غياب لقاح كورونا يمكن أن يؤدي إلى تراجع أسعار الأسهم والسندات في آذار (مارس).

الإجراء السريع والحاسم من البنوك المركزية والحكومات خلال الأشهر القليلة الماضية منع الانهيار في أسواق الأسهم والائتمان من النوع الذي صاحب حالات الركود الاقتصادي العميق في الماضي.
الطبيعة الفريدة للصدمة الاقتصادية بسبب فيروس كوفيد - 19 والاستجابة السريعة من السلطات، إلى جانب احتمال مزيد من الدعم في المستقبل، جعل المستثمرين يقيمون درسين مهمين من فترات الركود السابقة.
يظهر التاريخ أن حالات الانكماش الاقتصادي تستغرق كثيرا من الوقت لكشف المدى الكامل لأضرارها المالية. المدفوعات المتأخرة والعجز عن السداد وحالات الإفلاس تبدأ متأخرة. أشار جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إلى ذلك الأسبوع الماضي، عادا أن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت جهود التحفيز كافية. أثناء إشادته بجهود الكونجرس، قال للمشرعين: "أعتقد أننا بحاجة إلى التراجع والتساؤل، مع مرور الوقت، هل يكفي هذا؟".
التقدم البطيء في إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي خلال الصيف من شأنه أن يعني أن عددا من الشركات والأعمال ستنفد منها السيولة وتتعثر. صخ الحكومة للأموال يمكن أن يسد الفجوات، لكن إلى حد معين فقط. في حالة عدم التوصل إلى لقاح، فإن موجة من حالات الإفلاس في وقت لاحق من هذا العام يمكن أن تؤدي إلى تراجع أسعار الأسهم والسندات نحو أدنى مستوياتها التي وصلت إليها في آذار (مارس).
درس آخر من حالات الركود هو أن الأسهم والسندات يبدآن بالتعافي قبل أن تظهر البيانات الاقتصادية تحسنا. أكثر من ذلك أن الحجة من أجل انتعاش اقتصادي سريع لا تزال قائمة إذا انتهت الإغلاقات بسلاسة وتكيفت الشركات والمستهلكين بسرعة مع عالم من التباعد الاجتماعي، فإن النغمة المتفائلة في "وول ستريت" يمكن تبريرها إلى حد كبير، ولا سيما أنها تحققت بفضل مبالغ قياسية من التحفيز المالي والنقدي.
بحسب جون نورماند، من فريق استراتيجية الأصول المشتركة في جيه بي مورجان "ينبغي أن يمثل أيار (مايو) نهاية فترة الركود الأقصر لكن الأعمق خلال قرن".
النتيجة النهائية هي أن المستثمرين تركوا يحاولون قياس نوع الانتعاش القريب ومقدار الذخيرة التي لا تزال متاحة أمام البنوك المركزية. هنا، الأمور لا تبدو واضحة جدا وتعكس اتجاهات أعمق كانت سائدة قبل تفشي الوباء.
أحد المؤشرات هو الاختلاف الصارخ بين أجزاء من سوق الأسهم. حتى الآن عمليات الإغلاق الاقتصادية الكبيرة كافأت مجموعات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية. القطاعات المتخلفة تشمل الطاقة والتمويل وشركات التجزئة والنقل والصناعات، إلى جانب شركات العقارات التي تواجه كثيرا من المبالغ التي تم تفويتها من الإيجارات ومدفوعات القروض العقارية.
صدمة الوباء عززت قيادة التكنولوجيا والرعاية الصحية المستمرة خلال العامين إلى الأعوام الثلاثة الماضية، ما يترك القطاعات الأخرى متخلفة أكثر.
لذلك ما يمكن أن يكون فرصة للمستثمرين هو شراء القطاعات الأرخص ومن ثم الانتظار للاستفادة عندما تغلق الفجوة مع قادة السوق الحاليين.
هناك وجهة نظر أخرى هي أن الشركات التي تتمتع بآفاق نمو مثيرة للإعجاب وميزانيات عمومية قوية وقدرة على التعطيل تمثل حيازات أفضل على المدى الطويل. مثل هذه الأسهم ليست رخيصة، لكن هناك أسباب قوية تدعو لشرائها.
أهمية الشركات ذات آفاق النمو القوية تعززها أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. من المؤكد أن خطر التضخم أمر مفتوح وموضوع يحظى بكثير من الجدل. لكن هناك حجج قوية حول السبب في أن إرث الديون الأكبر والتركيبات السكانية الصعبة تحد من النمو الأوسع وتحافظ على بيئة ذات أسعار فائدة منخفضة. مثل هذه النتيجة ستتفاقم بسبب الحذر في فترة ما بعد الوباء الذي يدفع الشركات والمستهلكين إلى بناء الاحتياطيات والمدخرات.
إحدى نتائج هذا النوع من البيئة هي علاوة تقييم للشركات المعطلة الموجودة في التكنولوجيا والرعاية الصحية، حيث إن قيمة تدفقاتها النقدية المستقبلية تدعمها عوائد منخفضة. في المقابل، هناك آثار أوسع نطاقا للخيارات الإقليمية عبر أسواق الأسهم العالمية بمجرد أن ينحسر الوباء وتصبح طبيعة الانتعاش أكثر وضوحا.
الحضور الكبير للتكنولوجيا والرعاية الصحية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتباين بشكل صارخ مع الأسواق العالمية الأخرى. 13 في المائة فقط من شركات مؤشر يورو ستوكس 600 من المرجح أن تزيد مبيعاتها أكثر من العشر في الأعوام المقبلة، وفقا لتقديرات من جولدمان ساكس. في الوقت نفسه، في الولايات المتحدة نسبة الشركات المدرجة التي يمكن أن تتوقع نموا قويا في الإيرادات تبلغ نحو الثلث، بحسب توقعات جولدمان.
"سيتي برايفيت بانك" Citi Private Bank يلاحظ أن الصين والولايات المتحدة "لديهما النسب الأعلى من صناعات النمو طويلة الأجل" التي ساعدت المحافظ على تحمل عبء فيروس كوفيد - 19.
هذا يشير إلى أن الشركات المعطلة في خدمات السحابة والمدفوعات الرقمية والمعالجة الحيوية يفترض أن تلعب دورا حاسما في اختيار الأسهم خلال العقد المقبل. والتركيز على عالم مجموعة البلدين المكونين من الصين والولايات المتحدة قد يكون نتيجة رئيسة مهمة من الركود الكبير لعام 2020.
جيرالدين سوندستروم، مديرة محفظة في شركة بيمكو، تجادل بضرورة أن "يقلل المستثمرون فكرة أن الطريقة لتحقيق أهدافهم المالية قد تكون مختلفة بشكل ملحوظ الآن، لأن المعطلين يحصلون على نسبة أكبر بكثير من المتعطلين. القدرة على التمييز بين الاثنين تصبح حاسمة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES