الطاقة- النفط

برنت يقفز 36.8 % في أسبوع.. آمال اتفاق جديد للمنتجين تدعم الأسعار

برنت يقفز  36.8 %  في أسبوع.. آمال اتفاق جديد للمنتجين تدعم الأسعار

الفيروس قلص الطلب العالمي بنحو ثلاثين مليون برميل يوميا.

تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحليفاتها من خارج المنظمة بعد غد الإثنين اجتماعا عبر الفيديو بسبب ما يفرضه فيروس كورونا على حركة التنقلات الدولية.
وبحسب "الفرنسية"، أكد مصدر قريب من المنظمة في فيينا عقد الاجتماع، وكانت السعودية قد دعت أول أمس أعضاء "أوبك" والدول النفطية الشريكة لها إلى اجتماع "عاجل" للوصول إلى "اتفاق عادل يعيد التوازن" لأسواق الخام.
وقفزت العقود الآجلة للنفط لثاني جلسة على التوالي أمس وسجلت عقود الخام الأمريكي وخام برنت كليهما أكبر مكاسبهما من حيث النسبة المئوية منذ بدء تداول عقود الخامين القياسيين، بفضل آمال بأن اتفاقا عالميا لخفض الإمدادات حول العالم قد يتم التوصل إليه الأسبوع القادم.
وبحسب "رويترز"، قفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 4.17 دولار، أو 13.9 في المائة، لتسجل عند التسوية 34.11 دولار للبرميل.
وكانت عقود برنت صعدت بما يصل إلى 47 في المائة أمس الأول، مسجلة أعلى مكاسب من حيث النسبة المئوية أثناء التعاملات في يوم واحد، قبل أن تغلق مرتفعة 21 في المائة. وأنهت عقود برنت الأسبوع مرتفعة 36.8 في المائة، وهى أكبر مكاسبها الأسبوعية من حيث النسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياسي العالمي.
وأغلقت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول مرتفعة، 3.02 دولار أو 11.93 في المائة لتسجل عند التسوية 28.34 دولار للبرميل، وأنهت عقود الخام الأمريكي الأسبوع على مكاسب قدرها 31.8 في المائة، هى أيضا أكبر مكاسبها الأسبوعية على الإطلاق.
وقال هان تان المحلل لدى "إف إكس تي إم" إن "أسعار النفط الخام، التي انخفضت في آسيا، قضت على خسائرها الجمعة مع الإعلان عن اجتماع طارئ لـ"أوبك+" بهدف تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية".
في اليوم السابق، سجل الخامان المرجعيان أكبر زيادة بالنسبة المئوية في جلسة واحدة في تاريخهما فكسب خام غرب تكساس الوسيط 25 في المائة، أما خام برنت فربح 21 في المائة.
وفاجأ الرئيس الأمريكي المستثمرين متحدثا عن "أمله وتوقعه" بأن تخفض السعودية وروسيا إنتاجهما "بنحو 10 ملايين برميل، وربما أكثر من ذلك بكثير"، وأضاف أن الخفض يمكن حتى أن يصل إلى "15 مليون برميل"، دون إعطاء تفاصيل عن هذه الأرقام.
وردا على ذلك، سجل برنت في إحدى اللحظات زيادة 50 في المائة، مقارنة بإغلاق الأربعاء وبلغت الزيادة، التي سجلها خام غرب تكساس الوسيط 35 في المائة.
ولا يزال سوق الذهب الأسود يتعرض لضغوط من جراء ضعف الطلب بسبب القيود المفروضة على نقل الأشخاص والبضائع حول العالم لمكافحة انتشار جائحة "كوفيد - 19".
في الوقت نفسه، لا يزال العرض وفيرا وسط اشتداد المنافسة بين المنتجين على الحصص السوقية، وأوضح بيان صادر عن وزارة الطاقة الأذربيجانية أن "أذربيجان دعت إلى اجتماع لوزراء "أوبك" والدول النفطية غير الأعضاء في المنظمة عبر الفيديو في السادس من أبريل من أجل إعادة الاستقرار إلى السوق النفطية".
وأوضحت باكو وهي من شركاء "أوبك" أن الاجتماع يعقد بناء على دعوة من الرياض، ويهدف إلى تبني "إعلان جديد حول التعاون".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن مصدر روسي أن موعد الاجتماع هو في السادس من أبريل، مشيرة إلى أن المحادثات ستتناول إمكان خفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل في اليوم، وذكر مصدر آخر نقلت عنه وكالة "تاس" أن الولايات المتحدة دعيت للمشاركة في الاجتماع.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وحيد الكبيروف رئيس شركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، قوله إنه يأمل بأن تنضم الولايات المتحدة إلى المحادثات المقبلة بين "أوبك" ومنتجين بارزين للنفط. ومتحدثا بعد اجتماع مع شركات النفط الروسية في مقر وزارة الطاقة، أوضح وحيد الكبيروف أيضا أنه يرغب في أن تقرر المجموعة أيضا حجم التخفيضات الإنتاجية وأن منتجي النفط الروس اتفقوا على كبح الإنتاج، ولم يذكر نطاق أي تخفيضات قد تنفذها الشركات الروسية. وكانت قد هبطت أسعار النفط إلى نحو 20 دولارا للبرميل من 65 دولارا في بداية العام، إذ يخضع أكثر من ثلاثة مليارات شخص لإجراءات عزل عام بسبب الفيروس، ما يقلص الطلب العالمي على النفط بقدر كبير يصل إلى الثلث، أو 30 مليون برميل يوميا.
وقال جاسبر لولر المحلل لدى "إل سي جي" إن حجم القطع المشار إليه "سيمثل انخفاضا 10 في المائة من الإنتاج العالمي، ولكن السؤال هو إلى أي مدى انخفض الطلب" نتيجة لإجراءات العزل التام، التي فرضت لاحتواء جائحة كورونا المستجد، مشيرا إلى أن "عشرة ملايين برميل قد لا تكون كافية على الأرجح".
ورفضت روسيا، ثاني منتج للنفط غير العضو في منظمة "أوبك"، الشهر الماضي خفض الإنتاج العالمي لمجاراة تباطؤ الطلب بسبب وباء كورونا المستجد.
ويشير بعض المسؤولين الأمريكيين إلى أن الإنتاج الأمريكي في طريقه للانخفاض بشكل كبير على أية حال، نظرا لتدني الأسعار، وقال مصدر من "أوبك" "تحتاج الولايات المتحدة إلى المساهمة من النفط الصخري".
وأفاد مصدر ثان من "أوبك" أن أي خفض يزيد عن عشرة ملايين برميل يوميا يجب أن يشمل منتجين من خارج "أوبك+"، وهو تحالف يضم أعضاء "أوبك" وروسيا ومنتجين آخرين، لكنه لا يضم دولا منتجة للنفط مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج والبرازيل.
وأضاف المصدر الثاني أن "أوبك+" تتابع نتيجة الاجتماع بين ترمب وشركات النفط، وأن الرقم النهائي للتخفيضات يعتمد على مشاركة من جميع منتجي النفط.
وقال جيسون كيني رئيس وزراء ألبرتا، المقاطعة الرئيسة المنتجة للنفط في كندا، إن ألبرتا لا تمانع من الانضمام لاتفاق خفض الإنتاج.
وتقترب مستويات مخزونات النفط العالمية من الامتلاء التام، ما يعني أن عديدا من المنتجين لن يكون أمامهم خيار سوى بدء إغلاق آبار النفط قريبا، وقلص بالفعل كبار منتجي النفط العالميين حجم الإنتاج في ظل التراجع السريع للطلب على الوقود والسرعة الفائقة لامتلاء المخزونات.
ودفع التهاوي السريع للأسعار مشرعين في ولاية تكساس الأمريكية، قلب إنتاج النفط في البلاد، إلى بحث تنظيم الإنتاج للمرة الأولى في نحو 50 عاما، في حين طلب منتجون في أوكلاهوما المجاورة من المشرعين التفكير أيضا في التخفيضات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط