FINANCIAL TIMES

الآن وقت شراء الأسهم للمدى الطويل .. لكن بحذر

الآن وقت شراء الأسهم للمدى الطويل .. لكن بحذر

واحد من أفضل مؤشرات القيمة طويلة الأجل يظهر أن الأسهم، خاصة خارج الولايات المتحدة، في أدنى مستوياتها منذ 20 عاماً على الأقل. تصوير: جاسون آلدن "بلومبيرج"

أي شخص في السوق المالية العالمية يريد الشيء نفسه. يريدون قليلا من البيانات، التي يمكنهم الاعتقاد فعلا أنها دقيقة، كي يستخدموها في خفض مستويات المخاطر الكامنة في محافظهم.
هذا أمر مؤسف. لا يمكنهم الحصول على الدقة في أي شيء، ولا توجد أصول ذات مخاطر منخفضة يمكن شراؤها. معرفة الجميع لهذين الأمرين؛ تفسر التقلبات الهستيرية في المؤشرات الأسبوع الماضي. بحلول الجمعة، تسعة أيام تداول في آذار (مارس) احتلت قائمة المحللين في شركة بيانكو للأبحاث باعتبارها أكبر مكاسب وخسائر في يوم واحد منذ الحرب العالمية الثانية. لا يوجد شهر آخر يقترب من ذلك.
مع ذلك، لم نخسر كل شيء. من المحتمل أننا اقتربنا - أو حتى تجاوزنا - ذروة عدم اليقين الناشئة عن هذه الأزمة.
نعرف، مثلا، أن حالات فيروس «كوفيد - 19» ربما بلغت ذروتها في الصين في أوائل شباط (فبراير)، والآن يبدو أنها تبلغ ذروتها في إيطاليا. ونعرف أيضا أن الصين تتعافى بسرعة. وفقا لبنك ماكواري، استهلاك الفحم يبلغ 95 في المائة من المستوى الطبيعي لهذا الوقت من العام، وازدحام حركة المرور يوشك أن يكون طبيعيا، ومبيعات السيارات ترتفع مرة أخرى (قليلا). يبدو أن الإجماع هو، أن الصين عادت إلى الوضع الطبيعي بنسبة 85 في المائة.
لدينا أيضا شعور بمدى تردي الأوضاع الذي كان في أسوأ حالاته في الصين: انخفضت الأرباح الصناعية 38 في المائة في شباط (فبراير). لذلك لدينا دليل تقريبي - تقريبي جدا - لما يمكن أن يحدث في أماكن أخرى، باستثناء جولة ثانية من الإصابات. تخيل معي، شهرا من الإغلاق الكامل، تتبعه بضعة أشهر أسهل قليلا ـ باستثناء أي فظائع أخرى ـ ثم العودة إلى نوع جديد من الوضع الطبيعي بحلول أوائل حزيران (يونيو).
نعرف شيئا آخر مهما أيضا، هو أن الحكومات والبنوك المركزية مستعدة لضخ مزيد من المال في أنظمتنا النقدية والمالية الحالية لإيصال اقتصاداتها إلى الجانب الآخر، 30 في المائة من سكان العالم هم في شكل من أشكال الحظر.
وهي مستعدة لإزالة الخط الفاصل بين السياسة النقدية والمالية، مع إنشاء وإنفاق غير محدود للأموال، لمحاولة استبدال أجزاء الاقتصاد التي أغلقتها. الحزمة الجديدة من الولايات المتحدة تبلغ ما يقارب تريليوني دولار؛ مبلغ مذهل يعادل 9.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما كان عليه الناتج المحلي الإجمالي فيما مضى. يبلغ إجمالي التحفيز المالي العالمي الآن نحو 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
قد لا تحب كل هذا. قد تلاحظ أنه لا يوجد مبلغ نقدي يمكن أن يرفع حجوزات المطاعم من الصفر عندما يكون الانهيار في النمو هو، بسبب ضبط الذات الفعلي. وقد تشعر بالخوف من عواقب ما بعد الفيروس نتيجة الإجراءات التي هي بمنزلة توزيع للأموال، إذ لن يكون هناك خيار سوى تسييل السندات الحكومية من الآن فصاعدا. لكنه على الأقل يوفر نوعا من الوضوح.
اجتياز ذروة عدم اليقين لا يشبه تحقيق اليقين. لكن بعض التوقعات تعود إلى السوق. من المتوقع أن تنخفض أرباح الشركات الأمريكية بما يصل إلى 60 في المائة خلال الأعوام القليلة المقبلة، بدلا من ارتفاعها هذا العام 10 في المائة أو أكثر، كما كان متوقعا في كانون الثاني (يناير). ومن المتوقع أيضا انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الاقتصادات ما يقارب 35 في المائة خلال فترات الإغلاق، على الأقل هذا ما تشير إليه "كابيتال إيكونوميكس".
ماذا عن أسواق الأسهم؟ لدينا بعض الشعور الآن إلى أين نتجه؟. نعرف أيضا أن الأسواق تميل إلى التحول قبل ثلاثة أشهر أو أكثر من تحول الاقتصادات. لذلك، هل ينبغي أن نفترض أن هذا كان أسرع تحول في التاريخ من سوق صاعدة، إلى هابطة، إلى صاعدة، حيث بعض أسوأ الأساسيات قصيرة الأجل طغت عليها أكبر حزمة تحفيز في التاريخ.
إذا كانت هذه الأزمة ستعمل مثل معظم الأزمات، فهناك احتمال كبير أننا سنختبر الانخفاضات مرة أخرى. فقط اسألوا أي محلل فني! لكن بالتأكيد هناك سبب لبدء الشراء.
أول شيء ينبغي ملاحظته هو، أنه حتى بعد حالات الانتعاش الأسبوع الماضي، لم تعد الأسهم مكلفة بعد الآن. ما يسمى معدل شيلر للسعر إلى الأرباح، وهو واحد من أفضل المؤشرات للقيمة طويلة الأجل، يظهر أن الأسهم، خاصة خارج الولايات المتحدة، تبلغ أدنى مستوياتها منذ 20 عاما على الأقل.
الأمر الذي يجدر التوقف عنده أيضا، كما يشير لوكا باوليني، من "بيكتيت"، أنه بينما قد تعتقد أنك عشت للتو واحدة من أعظم الأسواق الصاعدة على الإطلاق، إذا كنت قد نظرت يوم الأربعاء إلى الأعوام العشرة الماضية فقط، فإن نحو 90 في المائة من الأسواق العالمية كانت تظهر عوائد سلبية.
من الصعب أيضا أن نرى بديلا للأسهم. بالكاد تعد سوق السندات ملاذا آمنا طويل الأجل. كذلك النقود، على المدى القصير يسقط عدد كبير فوق الحد من قطع الدومينو في أماكن كثيرة فوق الحد بحيث لا يمكننا التأكد من النظام المالي. في عالم يعيش أزمة محدودة تصطدم بحافز غير محدود، يعد التضخم أيضا مصدر قلق.
لذلك عليك الشراء من أجل المدى الطويل، لكن عليك الشراء بعناية. هناك حجة جيدة أنه في وقت برنامج التسهيل الكمي غير المحدود، لا يهم ما تشتري. جميع الأسهم، حتى جميع الأصول، ستتحرك جنبا إلى جنب. لكن لماذا المخاطرة؟ في معظم الأسواق الهابطة كل شيء ينخفض، لكن ليس كل شيء يرتفع مرة أخرى.
لذلك، عليك شراء الأشياء التي ربما ترتفع. قادة السوق، مع إدارة دون ديون أو القليل منها، وإدارة متمرسة، يعملون في قطاعات توفر بعض الراحة خلال فترات الحظر. فكر أيضا في مجموعة شركات فانج: "فيسبوك"، "أمازون"، "نتفليكس"، و"جوجل". أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، التي قادت السوق الأمريكية الصاعدة خلال العقد الماضي أصبحت مكلفة بشكل أخرق لدرجة أن كثيرين اعتقدوا أن ذلك سيؤدي إلى هلاكها. بدلا من ذلك، هي الشركات التي توفر الخدمات القليلة التي نحتاج إليها الآن فعلا. لا يمكنك وضع سعر على ذلك.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES