FINANCIAL TIMES

التلفزيون يعاني .. المعلنون والهيئات الرياضية يضغطون زر الإيقاف

التلفزيون يعاني .. المعلنون والهيئات الرياضية يضغطون زر الإيقاف

جانب من ديربي مدينة مانشستر بين الـ"سيتي" و"يونايتد" في الثامن من آذار (مارس) الماضي، قبل تعليق مباريات الدوري. تصوير داف تومبسون "أ.ب"

وباء فيروس كورونا؛ أخذ الأعمال التلفزيونية إلى عالم غريب، أعداد المشاهدين ترتفع، بينما تنخفض الإيرادات.
مع وجود الملايين عالقين في منازلهم في إيطاليا، تسجل المشاهدة التلفزيونية ازدهارا في الوقت، الذي يتحول فيه حتى جيل الألفية والجيل Z (الذي يلي جيل الألفية) إلى التلفزيون. "تزداد أعداد الجمهور 10 و15 وحتى 20 في المائة"، كما قال ماتيو كارديني، رئيس قسم الإعلانات لدى "ميدياست"، في معرض وصفه للتأثير "الغريب" لانتشار المرض في إيطاليا.
المشكلة هي أنه حتى التصنيفات التلفزيونية المحطمة للأرقام القياسية، التي تعكس تراجع الجمهور طوال عقد من الزمن، من غير المرجح أن تنقذ القطاع من التعرض لأذى كبير. في الوقت الحالي، يلغي المعلنون المهمون الحملات الإعلانية، أو يؤجلونها، بينما يختفي المحتوى المباشر القيم من الجداول اليومية.
ماذا تفعل لاستبدال ساعات وساعات من الألعاب الرياضية لم تعد موجودة؟، كما قال أحد التنفيذيين التلفزيونيين البريطانيين، مشيرا إلى إمكانية تأجيل وإلغاء الأحداث، التي تجلب مالا كثيرا، مثل دورة الألعاب الأولمبية ودورة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم عام 2020. في الأسبوع الماضي، أوقف الاتحاد الوطني لكرة السلة موسمه، موجها بذلك ضربة إلى محطتي البث TNT وESPN، في حين علق الدوري الإنجليزي الممتاز جميع مباريات كرة القدم.
مثل أي عمل يعتمد على تجمعات الناس، تطرح الأزمة مجموعة من التحديات. السيناريو الأسوأ يلوح في الأفق منذ الآن، تضررت الإعلانات وشلت العمليات، مع حرمان جداول التلفزيون من المحتوى الجديد.
يرجو بعض التنفيذيينن أن تثبت الصناعة أنها ملاذ نسبي في وقت الاضطراب الاقتصادي. قال شخص تعمل شركته في عدد من الدول، التي تضررت بشدة من فيروس كورونا، "لم نشهد تراجعا شديدا من جانب الإيرادات. نعم، هناك جيوب من المخاطر، لكن لدينا أيضا مرونة". لكنه حذر من أن الاختبار الحقيقي لم يأت بعد، مضيفا، "ستكون نقطة الألم الرئيسة هي أيار (مايو) وحزيران (يونيو). إذا كان هناك إغلاق كامل، فنحن جميعا في مشكلة".
حساب التأثير في الإعلانات مع انتشار فيروس كورونا، لا يزال تخمينا إلى حد كبير. قال توماس رابي، الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية الألمانية "بيرتلسمان"، إن هيئة البث RTL بدأت تشهد بعض عمليات الإلغاء، لكنه شدد على أنها ليست سوى "بداية هذه الأزمة" ومن المستحيل تحديد النتيجة كميا في هذه المرحلة. قال لـ"فاينانشيال تايمز"، "الأمر يعتمد في الواقع على شدة الأزمة. نتوقع ضربة في الربع الثاني من الإعلانات لن نتمكن من تعويضها من خلال التخفيضات. لكننا لن نختصر جوهر العمل".
قالت هيئة الإذاعة البريطانية المستقلة "آي تي في" أخيرا، إنها تتوقع انخفاضا بنسبة 10 في المائة في عائدات الإعلانات خلال نيسان (أبريل)، عادة ما تمثل شركات السفر 20 في المائة من عائداتها الإعلانية.
شهدت الصين انخفاضا بأرقام من خانتين في الإنفاق على الإعلانات خلال الربع الأول. لكن، بشكل حاسم، لا يستطيع المسؤولون التنفيذيون معرفة مقدار ذلك الذي سيلغى في نهاية المطاف، أو يؤجل إلى وقت لاحق من العام، أو يستبدل بجهات تسويق أخرى تنفق أكثر.
قد تقدم إيطاليا دليلا على ما يمكن أن يصيب الأسواق الأخرى. أخبر كارديني عددا من المحللين أخيران أن 90 في المائة من المعلنين في "ميدياست" إما ملتزمون بالخطط الحالية، أو يؤخرون الحملات. لكن القيود الصارمة، التي تفرضها السلطات الإيطالية، تعني أن مجموعة واسعة من القطاعات، وليس فقط السفر، تعيد النظر في خططها.
التحدي الكبير الآخر هون الحفاظ على الناتج. البرمجة الحية - مثل الأحداث الرياضية أو العروض غير المكتوبة - هي الأكثر تأثرا بشكل واضح.
يقول عدد من التنفيذيين، إن خسارة الأحداث الرياضية يعوضها، إلى حد ما، انخفاض التكاليف. ترتبط المدفوعات باهظة الثمن لأصحاب الحقوق بالأحداث الجارية بالفعل مثل، الدوريات أو الأندية.
بحسب بريان روبرتس، الرئيس التنفيذي لـ"كومكاست"، الشركة الأم لشبكة "إن بي سي"، التي تبث الألعاب الأولمبية، لغة العقد تحمي من تعطل مباريات هذا العام، بينما يغطي التأمين النفقات الضائعة. قال لمحللين في وقت سابق، "لذلك يجب ألا تكون هناك خسائر إن لم تكن هناك دورة أولمبية، لكن لن تكون هناك أرباح هذا العام".
لكن الشروط غير البارزة في بعض العقود معقدة. أشارت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إلى، أن الاتحاد الأمريكي لكرة القدم لديه بنود "تتطلب الدفع في الوقت المناسب" حتى إذا توقفت المباريات أو الموسم. وأشار محللون إلى أنهم "يتفاوضون في نهاية الموسم للحصول على ائتمان. فإذا حدث ذلك، فإنه يسبب مزيدا من الإجهاد على هيئات البث".
يمكن أن يكون استمرار إنتاج الأخبار الحية والبرمجة خلال النهار والمسلسلات عالية الحجم أكثر إشكالية. تتطلب مرافق الاستوديو واللقطات وحتى المونتاج تجمعات من الأشخاص تعد الآن خطرا على الصحة. توقفت عشرات من عمليات إنتاج المسلسلات، التي تبثها شبكة "إيه بي سي". وعلقت عدد من البرامج الحوارية في نيويورك، مثل The Late Show الذي يقدمه ستيفن كولبير، وThe Tonight Show، الذي يقدمه جيمي فالون. صورت برامج أخرى دون جمهور في الاستوديو.
تفكر شبكات البث في طرق للحفاظ على الناتج حتى في ظل الظروف الصعبة. محطة RTL واحدة من عدة مجموعات تحتفظ بالفنيين الرئيسيين منفصلين، للحد من انتشار الفيروس بين الموظفين، في حين حددت شبكة بث أخرى مداخل منفصلة للفرق تجنبا للخطر.
تحتفظ معظم الشبكات بمخزون من البرمجة الأصلية، مثل حلقات الدراما أو المسلسلات المكتملة. يتم تصوير عروض المملكة المتحدة مثل EastEnders أو Coronation Street قبل ستة أو سبعة أسابيع. لكن الملاذ الأخير، على حد تعبير أحد التنفيذيين في لندن هو، "تكرار بث البرامج ومزيد من تكرار البث".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES