FINANCIAL TIMES

لنكن صرحاء .. من يريد أن يكون لصا الآن؟

لنكن صرحاء .. من يريد أن يكون لصا الآن؟

أشعر بالأسف على حال اللصوص. يواجه كثير منهم خطر الانقراض بفعل هذه الأزمة. مع توجه الجميع إلى الداخل، لم تعد هناك ببساطة الفرص التي كانت متاحة قبل أن يضرب الفيروس.
قد يضطر بعضهم إلى إعادة التدريب ليصبحوا محتالين عبر الإنترنت. لا يمتلك جميعهم المهارات التكنولوجية اللازمة ليكونوا محتالين جيدين حقا، لكن على الأقل يمكنهم العمل من المنزل. سمعت عددا من الوزراء الذين تمت مقابلتهم ولم يشر أي منهم إلى أن اللصوص مشمولون بالدعوة إلى التباعد الاجتماعي.
أعتقد أن بعضهم قد يفكر في التفرع إلى سرقة المارة - لكن هذا يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر إلى حد كبير إذا كانت الأمة في وضع يسمح لها بوضع القوات في الشوارع. الذين لا يزالون يميلون إلى تجربة حظهم في اقتحام المنازل يجب أن يتذكروا غسل أيديهم بعد لمس الممتلكات المسروقة.
كانت الأوقات تزداد صعوبة بالفعل فيما يتعلق بعمليات السطو. ما عقد الأمر هو مجموعة كاميرات جرس الباب عبر الإنترنت مثل "رينج" Ring، التي تتيح لك رؤية المتطفلين المحتملين والتحدث إليهم من على هاتفك أثناء وجودك على الشاطئ.
على الرغم من أني، في الحقيقة، متشكك قليلا في هذا الأمر. قد يتساءل اللصوص الأذكياء لماذا يمكنهم سماع طيور النورس عندما تدعي عدم قدرتك على الرد على الباب وأنت في الحمام. من الحمام العادي إلى الجاكوزي إلى الحمامات اليابانية، تتمتع جميعها ببعض الابتكارات المثيرة، لكن القليل جدا يأتي مع طيور النورس.
على أي حال، الأمور صعبة بالنسبة لاقتحام المنازل. بصفتهم يعملون لحسابهم الخاص، فهم ليسوا مشمولين حتى الآن بأي من خطط الإنقاذ الحكومية ويجب أن يكون هناك بعض الشك حول ما إذا كانت الحزمة الجديدة ستكون واسعة بما يكفي لمساعدة المجرمين المحترفين.
خطرت على بالي محنة اللصوص عندما كنت أفكر في أننا جميعا بحاجة إلى النظر إلى من هم أقل حظا منا في هذه الأزمة. القادرون منا على الاستمرار في العمل من المنزل والذين ليست منازلهم مكتظة فوق الحد هم المحظوظون. نحتاج جميعا إلى تذكر أؤلئك الذين لا يتمتعون بميزاتنا، لكنني أعترف أن هناك حالات أكثر استحقاقا. ثم مرة أخرى، إذا ذهب الجميع إلى متلقي التعاطف الأكثر وضوحا، فيجب على أحدهم التفكير في الفئات التي تكون على الهامش.
ربما هناك بعض ألعاب السطو الافتراضية التي يمكنهم استخدامها للتدرب على العملية الكبيرة بمجرد تخفيف القيود. الإنترنت، في نهاية المطاف، هي نعمة إنقاذ الأزمة. وهو ما ينقلني بدقة إلى التفكير في أننا على الأقل ننعم بالاتصال الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل 30 عاما.
أن تكون هذه الفترة من دون إنترنت أمر لا يحتمل التفكير فيه. أختي (التي تعزل نفسها)، وأنا وأمي، رتبنا مكالمة مسائية ثلاثية خلال العشاء الأسبوع الماضي، على الرغم، من باب الإنصاف، يجب أن أقول إنها لم تكن نجاحا تاما. أمضينا معظم المحادثة لشرح كيفية عمل Google Hangouts وحث أمي على عدم الاستمرار في الضغط على الشاشة.
يمكن أن يكون ذلك مثيرا للألم. أظهر لي صديق خاضع للحظر في الولايات المتحدة ثلاجة مطبخ (فريزر) بحجم غرفتي الاحتياطية. لكننا جميعا سنتحدث كثيرا إلى أصدقائنا وربما نسعد برؤيتهم في الوقت الفعلي بمجرد خروجنا من منازلنا.
لكن في غضون ذلك نحن ممتنون لكل من "سكايب" وبرنامج Google Hangouts و"فيس تايم" و"زووم" وجميع طرق الاتصال الأخرى. عندما نصل إلى عمق فترة الحظر، قد تكون هذه المحادثات واحدة من الأشياء القليلة التي تمنعنا من التحول إلى جاك نيكولسون جالسا على لوحة المفاتيح ونكتب "عمل من دون لعب يجعل جاك صبيا غبيا".
في الواقع، أكدت لزوجتي أنني لن أقتحم باب الحمام بفأس. أولا، كانت ستجعلني أتكفل بإصلاح الباب. وثانيا، ستخرج طيور النورس.
هناك مباهج صغيرة أخرى. إن مشاهدة الشاحنة الخضراء الصغيرة تتحرك بشكل غير محسوس عبر صفحة الانتظار الخاصة بمتجر "أوكادو"، تشبه تقريبا جرعة من التركيز الذهني وأقل إرهاقا بكثير من اليوجا. شعور الإثارة القوي الذي تشعر به كل 15 ثانية عند رؤية نفسك تنتقل، مثلا، من 5068 إلى 4975 هو أمر خاص للغاية. هذا تحسن تدريجي كبير خلال فترة زمنية قصيرة جدا. هناك شيء تأملي نوعا ما حين تشاهد تقدمك. سيكون من الأفضل حتى إذا كانت هناك أي فتحات تسليم في نهايتها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES