منوعات

الرياح الشديدة تؤجج حرائق الغابات في أستراليا

الرياح الشديدة تؤجج حرائق الغابات في أستراليا

أججت الرياح العاتية في أستراليا حريقين كبيرين يستعران ضمن مساحة تزيد بأربعة أضعاف مساحة لندن الكبرى اليوم في وقت خرج عشرات آلاف الأشخاص في مسيرة للمطالبة بمكافحة التغير المناخي.
وبعد أيام من الهدوء النسبي قال مفوض مكافحة حرائق الأرياف في ولاية نيو ساوث ويلز شين فيتزسيمونز "الظروف صعبة اليوم".
وأضاف "مرة أخرى ستظهر الرياح الحارة والجافة بأنها التحدي الحقيقي".
وارتفعت الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية في أجزاء من نيو ساوث ويلز وولاية فكتوريا المجاورة، حيث تتركز الجهود على التصدي لحريقين التحما ليشكلا حريقا هائلا يلتهم أكثر من 600 ألف هكتار.
وكانت السلطات قد مددت "حالة الكارثة" ليومين بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقع اليوم، وصدرت أوامر إخلاء لمناطق في محيط حدود ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا.
وقالت رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز جلاديس بيريجيكليان أن أكثر من 130 حريقا يستعر في الولاية، أكثر من 50 منها لم تتم السيطرة عليها بعد.
وفي جزيرة الكنغر "كنغارو" قبالة جنوب أستراليا، باتت أكبر البلدات معزولة فيما كافح رجال الإطفاء اتون نيران خطيرة، ما أجبر بعض الأهالي على الهرب والتوجه إلى مرسى السفن المحلي.
وأودت حرائق الغابات الكارثية بـ 26 شخصا على الأقل ودمرت أكثر من 2000 منزل وأتت على نحو 10 ملايين هكتار (100 ألف كلم مربع) من الأراضي -- مساحة أكبر من مساحة كوريا الجنوبية أو البرتغال.
وقدر العلماء في جامعة سيدني أن يكون نحو مليار حيوان من الثدييات والطيور والزواحف قد نفقت في الحرائق.
وقدر مجلس التأمين الأسترالي قيمة الخسائر بنحو 939 مليون دولار أسترالي (645 مليون دولار أميركي) حتى الآن.
ويقول العلماء إن الحرائق التي يؤججها الجفاف، يغذيها التغير المناخي الذي بدوره يفاقم موسم الحرائق.
وكانت 2019 السنة الأكثر حرارة وجفافا على الإطلاق. وكان 18 ديسمبر اليوم الأعلى حرارة الذي شهدته أستراليا حتى الآن مع وصول المتوسط الوطني لدرجات الحرارة القصوى إلى 41.9 درجة مئوية.
وفي سيدني وملبورن، نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع مجددا لمطالبة الحكومة الأسترالية ببذل المزيد من الجهود للتصدي للاحتباس الحراري وخفض صادرات الفحم.
وكتب على إحدى اللافتات "غيروا السياسات وليس المناخ" ما يعكس نقاشا يتزايد حدة بشأن سبب الحرائق.
ويقول خبراء أن حالة الطوارئ الناجمة عن الحرائق أطلقت حملة معلومات مضللة "غير مسبوقة" في تاريخ البلاد، مع انتشار برمجيات "بوت" على الانترنت تبعد مسؤولية التغير المناخي عن اندلاع الحرائق.
وحصل وسم (طوارئ حريق متعمد)، على تفاعل سريع كما عمدت صحف محافظة ومواقع إلكترونية وسياسيون في أنحاء العالم إلى تعزيز النظرية القائلة إن الحرائق وبشكل كبير كانت متعمدة ولم تنجم عن التغير المناخي أو الجفاف أو الارتفاع القياسي في درجات الحرارة.
وقال تيموثي غراهام الخبير في الإعلام الرقمي بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا لوكالة فرانس برس أن أبحاثه تشير إلى أن نصف حسابات تويتر التي تستخدم الوسم، تظهر سلوكا شبيها بالتصيد الإلكتروني.
وقال غراهام إن "نتائجنا تظهر جهدا منسقا يهدف إلى تضليل الرأي العام حول أسباب حرائق الغابات".
وأضاف "الحملة لا تقارن بحجم ما شهدناه في بلدان أخرى، مثل الانتخابات الأمريكية عام 2016، لكن هذا الكم من المعلومات المضللة في أستراليا غير مسبوق".
وسعى رئيس الوزراء سكوت موريسون اليزم إلى تجنب أسئلة الصحافيين حول ما إذا كان التغير المناخي سيجعل موسم الحرائق المروع وضعا طبيعيا.
وقال موريسون بانزعاج "لقد تحدثنا عن هذا في عدد من المناسبات حتى الآن" مضيفا أن المراجعات ستحصل عند انقضاء موسم الحرائق.
وقال المتطوع من توامبا توني لاركينغز (65 عاما) إن مكافحة النيران في الاسابيع الأخيرة كانت مهمة "حارة وقذرة وخطرة".
واكد في تصريحات لوكالة فرانس برس "كانت مروعة. لم نشهد كهذا من قبل".
وانتقد المتطوع بشدة رد موريسون على الحرائق معتبرا ذلك "ثمن سكوت" ومنددا برده على الانتقادات الشعبية.
وقال لاركينغز "تصريحاته الرائعة كانت عندما قال +لا اعتبر ذلك مسألة شخصية+".
وتابع موجها الكلام لموريسون "سكوت، اعتبرها مسألة شخصية".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات