الرياضة المدرسية .. إنها تنتحر!

الرياضة المدرسية .. إنها تنتحر!

منذ أول يوم وطئت فيه قدماي مقاعد الدراسة، وحتى تخرجت في الجامعة، لم أجد في أي مدرسة تنقلت خلالها، أي إشباع لرغبتي الرياضية، أنا أو حتى زملائي. وما بين تلك الفترة واليوم، لم أر أي تغيير يذكر، على العكس، فيوماً بعد آخر يزداد الأمر سوءاً. الملاعب إما صلبة تقود لإصابات قاتلة، أو ترابية (تغوص) فيها الأقدام، وتنبت بها الأشواك المؤذية. ولا ننسى أنه إن وجدت ملاعب أصلا فهي لا تتصل سوى بكرة القدم، وكأنها اللعبة الوحيدة التي يعشقها الجميع، فترمى لهم الكرة في الملعب على طريقة (طقها والحقها) فيما يتوارى معلم التربية البدنية عن (الأنظار) وما إن يرن جرس النهاية، حتى يعود الطلاب محملين بالإصابات والحزن. يا جماعة الخير أكثر من أربعة ملايين طالب في مدارسنا، يمثلون ثروة مهدرة لا تستطيع أن تمد ألعابنا بالنزر اليسير من المواهب. يا وزير التربية، يا مدير تعليم الرياض (المنطقة التي أنتمي إليها) تعالا اصطحبكما في رحلة (مبكية) إلى الكثير والكثير من مدارسنا التي تئن ألماً وجفافاً رياضيا وأد مئات الآلاف من المواهب في مهدها. تعالا معي ليس حلماً بل واقعا نرى فيه آلاف الطلاب يقفون تحت حرارة الشمس الحارقة ينتظرون دورهم في ممارسة الرياضة في زحمة لا يتسع بها المكان للجميع. تعالا لنقف على ( فوضوية ) ممارسة الرياضة في مدارسنا وكيف تقام حصص التربية البدنية، وفي أي بيئة، وهنا المصيبة إذا شاهدنا سويا (دورات المياه) ملاصقة للملاعب. عندما أتحدث لا أعني المدارس المستأجرة فهي لا محالة منتهية الصلاحية (رياضيا)، لكن الكارثة أنه حتى المدارس المحدثة لا تفي بالغرض، وليست مكانا للمواهب. لا أظن نفسي (مبالغا) عندما أذكر بأن رياضتنا المدرسية (تنتحر) وهي في أمس الحاجة لمد يد العون إليها إن لم يكن من وزارة التربية، فمن القطاع الخاص الذي ينتظر بلهفة السماح له بذلك. الرياضة المدرسية التي أنجبت يوما العمالقة ماجد عبد الله، أحمد جميل، وصالح النعيمة، وغيرهم تقف اليوم ( عاجزة ) عن ضخ أي مواهب مشرقة، ففي الوقت الذي تضخ الرياضة المدرسية عالميا مواهب وأبطالا أولمبيين يرفعون علم بلادهم عاليا نجد أنها لدينا يوما بعد آخر تعود للوراء، صارخة..هل من منقذ؟! [email protected]
إنشرها

أضف تعليق