عاطفية سكان العاصمة تبقي محال الهدايا مفتوحة

عاطفية سكان العاصمة تبقي محال الهدايا مفتوحة

رغم قلة انتشار محال إعداد وتغليف الهدايا بسبب عدم وجود المتخصصين الذين يجيدون إتقانها، وضعف ثقافة البعض فيها إلا أنها تعد لأشخاص معدودين مهنة لها أهميتها، وكذلك كما أكد العاملون في محال تغليف الهدايا أن عاطفية الناس وخاصة المقبلين على الزواج تبقي نشاطاتهم مستمرة.
"الاقتصادية" زارت أحد المحال ولاحظت وجود أكثر من زبون لاقتناء هدايا لمحبيهم، ويقول صالح الصالح صاحب محل لتغليف الهدايا نعرض المنتجات اليدوية من هدايا وكوش أفراح سواء للمناسبات أو الزيجات، مضيفاً أنه يغلف الهدية، ويعرض الصناديق المعدة لملابس المواليد، وكذلك صحون الشوكولاته، مشيراً إلى أن أكثر الطلبات تأتي من قبل الشباب المقبلين على الزواج.
وقال الصالح سكان العاصمة عاطفيون ولا يمر يوم إلا ويزور المحل أكثر من زوج لتقديم هدية لزوجته، مضيفاً, يستشيرني أكثر من شاب عن الطريقة اللازمة لإرضاء زوجته، ونقوم بنصحه بالهدية الملائمة، لافتاً إلى أن بعض الزوجات يأتين للمحل للغرض ذاته، ولإرضاء زوجها بعد سوء خلاف حصل بينهما، مشيراً إلى أن لذوق الزبون دوراً في تصميم الهدية، ويقف دور المحل على الشكل الجمالي لها، وأضاف نستفيد من أذواق الزبائن لعرضها على زبائن آخرين، مشيراً إلى احتواء المحل على مصممين جاءوا من دول شرق آسيوية ويملكون الخبرة في إعداد وتغليف الهدايا.
وأكد الصالح أن الأسعار التي يعرضها المحل تشهد بعض الاعتراضات من خلال كثرة المفاوضات بينهم وبين الزبون، مضيفاً بعض الزبائن يريد هدية من خلال تحديد السعر المناسب لإمكاناته، كأن يقول أريد هدية بسعر 90 ريالا، مشيراً إلى ارتفاع معنويات العمالة من خلال امتداح الزبائن للعمل المبذول فيها.
وحول أسعار الهدايا قال خبيرها لا تتعدى 250 ريالا وهي المعدة للشباب، موضحاً أن هناك هدايا مركبة من ورود ودببة وهذه يعتمد سعرها على المقاسات، لافتاً إلى أن بعض الزبائن لا يهتم بالسعر بقدر اهتمامه بالعمل المبذول فيها ومع مناسبتها لذوقه.
وأشار الصالح إلى قلة المحال التي تقدم الهدايا وتقوم بتغليفها بسبب عدم وجود المتخصصين الذين يجيدون إتقانها، مضيفاً نقرأ في الصحف والمجلات إعلانات لبعض المحال التي يعرضها أصحابها للتقبيل، مشيراً إلى ضعف ثقافة المجتمع بعلم الهدايا، ما جعلهم يقللون من شأن محال التغليف والهدايار والحد من انتشارها.
وأوضح الصالح إلى استقدامهم لبعض العلب والصناديق المدهشة من دول شرق آسيا. وأضاف أن الإقبال يزداد على الورود الطبيعية حيث نجلبها من شركات سعودية متخصصة ونحفظها في ثلاجات خاصة، لافتاً إلى عدم بقائها لأكثر من يومين بسبب الطلب المتزايد عليها.
وحول بعض المواقف الطريفة التي حدثت في المحل أجاب الصالح في إحدى المرات جاء شاب لغرض تقديم هدية لخطيبته، وأثناء مناقشته للعامل إذا بشابة مقبلة من الخارج وعند مشاهدتها للشاب خرجت بصورة سريعة مما أدى لسقوطها على الأرض، وعند سؤالها بعد خروج الشاب من المحل عن سبب تصرفها المفزع؟ فأجابت أن الشاب "خطيبها"، وعند مشاهدتها له خرجت بسرعة مما جعلها تسقط بصورة مضحكة، لافتاً إلى أن المحل يشهد مواقف طريفة بين الحين والآخر.
بينت دراسات في علم النفس أكدت أن الأشخاص الذين يقدمون هدايا للآخرين أو للجمعيات الخيرية يشعرون بسعادة أكبر من غيرهم والذين لا يتشاركون مع الآخرين، وتقول إليزابيث دان الأستاذ المساعد في علم النفس في جامعة برتيش كولومبيا إنها لم تندهش عندما علمت أن فعل شيء من أجل الآخرين يجعل الناس أكثر سعادة، وأوضحت بعض الكتب المتخصصة في علم النفس أن للهدية تأثيرا كبيرا على علاقات الناس مع بعضها البعض فهي تزيد من المودة والمحبة، وتستميل المحبوب، وتزيل الجفوة والأحقاد والضغائن، كما أنها أحد الطرق التي تساعد في شحذ الهمم، وتعد من طرق رد الجميل، وترسخ العلاقات بأشكالها، وتعد الهدية من طرق استرضاء الغضبان، ودفع المكروه، واتقاء الشرور والمحذور. وقالت الدراسات أيضاً إن للهدية دورا في الوصول للأمنيات، وتساعد كذلك في زيادة الإنتاج وتنمية الموارد، ولها دور كبير في تكوين صداقات جديدة، كما أنها تعد علاجاً للكثير من أمراض القلوب، وطريقاً لتعجيل الشفاء والعلاج.

الأكثر قراءة