أرقام فلكية لرواتب العاملات المنزليات في رمضان

قفزت أسعار العمالة المنزلية مع حلول شهر رمضان المبارك إلى أرقام فلكية تجاوزت رواتب بعض الموظفين الحكوميين، حيث وصلت أسعار العمالة الوافدة من شرق آسيا إلى قرابة أربعة آلاف ريال لشهر رمضان فقط، أم نواف إحدى السيدات اللاتي لا يستغنين عن العاملة المنزلية نظرا لسفر عاملتها قبل فترة، تقول: تأخرت عاملتي الجديدة، فاضطررت للبحث عن عاملة لتكون معي خلال شهر رمضان، لمساعدتي في إدارة المنزل والبقاء مع الأولاد أثناء تأديتي صلاة التراويح، فاتصلت بإحدى السيدات المعروفات بتقديم هذه الخدمة (أم محمد) لتؤمن لي عاملة من الجنسية الآسيوية قبل أكثر من شهر، واتفقت معها على مبلغ ثلاثة آلاف ريال أجر العاملة في 30 يوما، و تضيف أم نواف: رغم قناعتي أن السعر مبالغ فيه جدا، إلا أنني وافقت لحاجتي الماسة، إلا أن هذه السيدة لم تكتف بذلك المبلغ، فعندما اتصلت لأحدد موعدا للحضور وتسلم الخادمة رفضت ذلك، مطالبة بتغيير السعر ورفعه إلى 3800 ريال، معللة ذلك بالإقبال الكبير في هذه الأيام، إضافة إلى ارتفاع أسعار الاستقدام، وفي محاولة مني لإقناعها بالسعر القديم لم تعط مجالا لإكمال الحديث، بل ختمت كلامها بأن هناك من يريدها وبأجر أكثر من ذلك.
"أم مشاري" سيدة أخرى من ربات البيوت لم تجد عاملة منزلية في رمضان، تقول: تعودنا على هذه الطرق وهذا النوع من تأجير العمالة رغم عدم نظاميته، إلا أنه يحل مشكلات كثيرة، فالأسرة السعودية تنتظر أكثر من ثلاثة أشهر لوصول العاملة النظامية، وخلال هذه الفترة لا يمكن أن تبقى ربة المنزل دون مساعدة مع زيادة عدد أفراد الأسرة، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية التي تفرض علينا نمطا معينا من أسلوب الحياة وخاصة في رمضان، حيث التجمعات على الإفطار وما يصاحبه من إعداد وجبات الطعام وترتيب المكان، وهذا يتطلب بلا شك عاملة منزلية، فلا مفر من قبولها بأي سعر.
وتساءلت أم مشاري عن سبب عدم تنظيم هذه العملية وتحويل الأساليب غير الشرعية وغير النظامية إلى طرق نظامية من خلال الترخيص لمكاتب تقوم بتأجير العمالة المنزلية بالأسبوع أو الشهر أو اليوم وفق ضوابط محددة ومعروفة للجميع، للتخلص من هذه العمالة الهاربة وغير النظامية.
"الاقتصادية" بحثت عن بعض أرقام وأسماء تلكم السيدات اللاتي يقدمن هذه الخدمات فلم تكن الأسماء سوى كنى مختلفة وأرقام جوالات تظهر في بداية الاتصال أن لا علاقة لها بهذا العمل وأن الرقم غير صحيح حتى تعرِّف بنفسك وتذكر بعضا من عملائها فتلبي طلبك فتتقدم لها بجزيل عبارات الشكر والثناء على خدمتها الجليلة!