القحطاني .. موهوب لم تمنعه الإعاقة من احتراف التصوير ودراسة الهندسة

القحطاني .. موهوب لم تمنعه الإعاقة من احتراف التصوير ودراسة الهندسة

لم تقف الإعاقة حاجزا أمام الطالب فيصل القحطاني، في تحقيق طموحاته ورغباته، حيث واجه نقص أطرافه العليا "اليدين" بالعزيمة والإصرار، واستطاع أن يوظف حواسه الباقية في تنمية موهبة التصوير لديه، وحبه للعمل التطوعي.
واستطاع فيصل الذي يدرس في الكلية التقنية قسم الهندسة، في وادي الدواسر أن يضع اسمه كأحد الموهبين في التصوير، على الرغم من إعاقته في يديه، إذ أصبح إحدى العلامات الفارقة خلال حضوره في أي مناسبة، وذلك بحسن اختيار الصور وجودتها.
ولقي إصرار القحطاني تقدير جميع من حوله، وأثبت أن الإرادة والعزيمة لا تتوقفان عند حدود، ما يعد تحديا كبيرا يستحق وقوف كل الجهات لدعمه والاهتمام به كنموذج للمثابرة والتحدي.
وأرجع فيصل الفضل لوالده الذي نجح في تعامله مع إعاقته، ما كان له أكبر الأثر على شخصيته. وقال: "ألهمتني طريقة تعامل والدي معي منذ الطفولة، وهو يرى ابنه الأول يديه ناقصتين ليسند لي بعض المهام كقيادة الجمال لمسافات طويلة، والمساعدة في نصب الخيام، والتدرب على قيادة سيارة الصهريج، ونقل أكياس الدقيق والأرز، وكل هذه المهام أعطتني ثقة في النفس، وقدرة على تحمل الصعاب".
ويصف القحطاني مراحل تعليمه عندما استطاع ولأول مرة الإمساك بالقلم عبر الجزء المتبقي من ذراعه الأيمن، ليكتب بخط جيد ومقروء، وينال به ثقة معلميه، وثناء زملائه الطلاب، الأمر الذي دفعه لمواصلة دراسته حتى حصل على الثانوية العامة في المسار العلمي بتقدير (جيد جدا) ، ليقرر بعدها مواصلة طموحه بدراسة تخصص هندسة الشبكات في إحدى الجامعات بالهند، والذي لم يتحقق بسبب عودته اضطراريا للوقوف بجانب أسرته لرعاية إخوته.
وعن قصة التحدي التي كابدها في مراحل سنيه الأولى يذكر أنه ينسى أحيانا نقص أطرافه، إذ لا يتذكرها إلا من خلال نظرات وأحاديث أقرانه في مرحلة ما بعد المتوسطة، مشيرا إلى أن أكثر ما يزعجه هي نظرات الشفقة أو العجز التي تصدر عن بعض الأشخاص ممن يكبرونه سنا.

الأكثر قراءة