ارتفاع تدريجي لـ "أسعار الماشية" وشكوك تدفع بالمستهلكين لإيجاد "بديل"

ارتفاع تدريجي لـ "أسعار الماشية" وشكوك تدفع بالمستهلكين لإيجاد "بديل"

دفعت شكوك حول مواصلة ارتفاع أسعار الماشية خلال الأيام المقبلة، مع نمو الطلب لقرب شهر رمضان، المستهلكين إلى البحث عن بديل لـ "اللحوم الطازجة"، في الوقت الذي بلغ سعر رأس الغنم النعيمي في الجملة ألف ريال، فيما يباع منفردا بـ 1200 ريال.
وجاءت أسعار النعيمي السوري في سوق الجملة 750 ريالا، وفي غيرها 950 ريالاً، أما الأنواع الأخرى من الأغنام كالأسترالي فقد قفزت أسعارها من 190 ريالا في الجملة إلى 550 ريالا للأفراد، وكذلك الحال بالنسبة للبربري فقد قفزت أسعاره من 150 ريال في الجملة إلى 300 ريال للأفراد.
ويأتي سعر الغنم السواكني بـ 700 ريال، فيما يرى عدد من المستهلكين أن البديل لـ "غلاء اللحوم" هي اللحوم المبردة المستوردة من الخارج أو التقليل من الأكلات التي تحتاج إلى كمية كبيرة من اللحم.
وكشفت "الاقتصادية" في جولة لها على سوق العزيزية للأغنام، أن عدداً من الحظائر تكاد تكون خالية من الأغنام. وأوضح أحد المتعاملين في السوق (فضل عدم الكشف عن اسمه)، أن الأسعار ترتفع يوماً عن يوم، مشيراً إلى أنها "فاقت قدرة المواطنين خصوصاً من الطبقة محدودة الدخل"، ويرى أن سعر النعيمي لا يزال الأغلى في السوق، ما دفع المستهلكين إلى البحث عن أنواع أخرى أقل سعراً.
أما محمد الشريف أحد السعوديين العاملين في تجارة المواشي فعزى أسباب ارتفاع أسعار الماشية من الأغنام إلى السماح بذبح الإناث من الأغنام داخل المملكة في حين أنها تجد إقبالاً من المستهلكين إلى جانب عدم وجود محاجر لتربية الماشية داخل المملكة، يتم فيها تعليف ومعالجة الماشية ما أدى إلى الاستعانة ببعض الدول مثل جيبوتي حيث أسهمت في زيادة التكلفة نتيجة مغالاة تلك الدول في الأسعار.
وأضاف: يأتي ارتفاع نسبة الشحن البحري ومصروفات الاستيراد وقيمة الجمرك المدفوع لبعض الدول مثل دولة الصومال، من مسببات ارتفاع أسعار المواشي، رغم أن فترة النقل الطويلة للأغنام قد تؤدي إلى انتشار الأمراض، فيما بينها ما يعرضها إلى الموت وبذلك تحدث خسائر لدى التاجر عند وصولها إلى أرض المملكة.
مستطردا أن سبب منع استيراد الغنم السواكني والجمال والبقر من السودان أدى كذلك إلى ارتفاع نسبة الطلب على الأغنام البلدية أو المستوردة، لافتا إلى أن من الأسباب الأخرى، إيقاف الاستيراد عن طريق البر والاكتفاء بالشحن البحري وبكميات كبيرة وهذا يقوم به فقط كبار المستثمرين ما جعل الكثير من المستثمرين ذوي الدخل المحدود في مجال تجارة المواشي يواجهون صعوبة في إحضار الماشية، وفتح باباً للاحتكار من قبل كبار المستثمرين للتحكم في سوق الماشية داخل المملكة.
وعن رأيه في الحلول، رأى أنه يجب على الحكومة ممثلةً في هيئة حماية الثروة الحيوانية إصدار أمر بإيقاف ذبح الإناث من الأغنام حتى يتم التكاثر والحفاظ على الثروة الحيوانية، وكذلك فتح باب الاستيراد للأغنام السورية إلى داخل المملكة عن طريق حدود دولة الأردن بدلاً من الشحن البحري لما في ذلك من خفض في قيمة الاستيراد والحفاظ على الأغنام من التعرض للأمراض وبذلك يعود النفع على المستهلك في انخفاض قيمة التكلفة عند الشراء، والمطالبة برفع الحظر عن السودان حتى يتم ضخ أعداد كبيرة من الماشية مثل الجمال والأبقار إلى السوق، وأما بالنسبة للأغنام الإيرانية فيجب الاستيراد عن طريق ميناء الدمام البحري بدلاً من الاستيراد عن طريق دولة الإمارات العربية المتحدة لما في ذلك من تخفيض في نسبة التكلفة المادية على التاجر السعودي والاختصار في الوقت لوصول الأغنام إلى السوق.
ويؤكد عبد السلام وهو من إحدى الجنسيات العربية يعمل في سوق العزيزية للأغنام، أن الأعداد القليلة من النعيمي في السوق لا تتناسب مع كمية الطلب، وهو ما سيؤدي إلى مواصلة ارتفاع أسعارها، لافتا إلى أن غالبية المتوافر في السوق هي الماشية الإيرانية والأسترالية، مع أن غالبية الطلب على الأغنام النعيمي البلدي، ولكن السعر يعدر غير مناسب لجميع فئات المجتمع، حيث يبلغ في بعض الأحيان إلى 1200 ريال، ومن المتوقع أن يصل خلال شهر رمضان المبارك إلى 1500 ريال، مضيفاً أن ارتفاع قيمة النعيمي البلدي أدى إلى ارتفاع قيمة بقية الأنواع الأخرى من الماشية مثل البربري والأسترالي، مشيراً إلى أن السبب عدم فتح باب الاستيراد البري من سوريا عن طريق الأردن وجعل ذلك عن طريق الشحن البحري ما جعل هناك زيادة في تكلفة الشحن على التاجر وانعكس سلباَ على المستهلك.
ووصف سعر النعيمي في الوقت الحالي بـ "غير المعقول"، لافتا إلى أن ذلك يأتي لتواضع عدد المعروض في السوق، وعدم السماح بـ "الاستيراد من السودان بكميات كبيرة بالنسبة للغنم السواكني".

الأكثر قراءة