المهرجانات.. الظاهرة الأجمل في صيف السعودية

المهرجانات.. الظاهرة الأجمل في صيف السعودية

تشهد مناطق المملكة هذه الأيام عددا من المهرجانات السياحية التي تجاوز عددها 24 مهرجانا منوعا تشمل فعاليات ترفيهية واجتماعية وثقافية ورياضية واقتصادية.
لقد أضحت المهرجانات السياحية سمة جميلة لصيف السعودية, فقبل عدة سنوات لم نكن نشهد هذه المهرجانات المنوعة, أما الآن فأصبح الكثير ينتظر الصيف ليستمتع بهذه المهرجانات التي باتت موجودة في أغلب المحافظات والمدن, ولم تعد تقتصر على مسابقات المدن الترفيهية كما كانت في السابق, بل أصبحت تنظم بإدارة شركات متخصصة وتنشأ لها الأماكن والقاعات الخاصة, إضافة إلى المراكز التجارية والملاعب والحدائق وغيرها.

وتؤدي الفعاليات والمهرجانات دورا مهما في تكوين الوجهات السياحية من خلال قدرتها على زيادة الطلب السياحي على الوجهات السياحية وعلى المنشآت السياحية والمقومات السياحية فيها, إضافة إلى إبراز المقومات السياحية في المنطقة. كما أن الفعاليات والمهرجانات تسهم في توعية المجتمع وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن السياحة، وأن السياحة نشاط اقتصادي واجتماعي ضروري لمجتمعاتنا المحلية, إضافة إلى دورها في تعزيز الوطنية من خلال تعرف المواطنين على ثروات الوطن الطبيعية والحضارية والتراثية والثقافية وغيرها وزيادة التواصل مع أبناء المناطق الأخرى، إضافة إلى مساهمة الفعاليات في التنمية الاجتماعية من خلال الترابط العائلي وتوجيه الشباب إلى قضاء وقت فراغه في أشياء ماتعة وتعلم أشياء جديدة، إضافة إلى فوائد الفعاليات والمهرجانات السياحية اقتصاديا من خلال تكوين الفرص الوظيفية أو تسويق الخدمات السياحية وغير السياحية والمنتجات الزراعية والصناعية والحرفية، إضافة إلى مساهمتها في توجيه المواطنين, خصوصا الشباب, لقضاء وقتهم في أعمال مفيدة وأماكن آمنة. كما أن الفعاليات والمهرجانات تسهم في إقناع وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المنشآت الاقتصادية والسياحية في المنطقة التي يقام فيها المهرجان.

وفي دراسة حديثة أجرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار عن الفعاليات السياحية, بلغ حجم العوائد المالية التي أنفقها السياح في المهرجانات والفعاليات السياحية التي نظمت بدعم ورعاية من الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة خلال عام 2007 أكثر من 1.3 مليار ريال, وبلغ زوار تلك الفعاليات أكثر من خمسة ملايين شخص بنمو يصل إلى 600 في المائة، مقارنة بعام 2005، كما قدر عدد السياح الذي حضروا تلك الفعاليات بأكثر من 1.2 مليون سائح, أي بنمو قدره 900 في المائة مقارنة بعام 2005.
وبلغ عدد الفرص الوظيفية الدائمة والمؤقتة التي وفرتها مهرجانات وفعاليات العام الماضي أكثر من أربعة آلاف فرصة وظيفية.
وتشير الدراسة إلى أن الفعاليات السياحية تعد أدوات مهمة للجذب السياحي وإثراء تجربة السياح في المحافظة أو المنطقة التي تقام فيها, ما يسهم في زيادة إنفاقهم على الخدمات والمنتجات فيها مما يحقق دخلا جيدا لصناعة السياحة والمواطنين, خصوصا أصحاب ذوي الدخل المحدود من أصحاب الحرف اليدوية وغيرهم, ولهذا تعد الفعاليات أدوات لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وليست أهدافا في حد ذاتها، إضافة إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الفعاليات من توفير الترويح والترفيه والتعليم وزيادة روابط المجتمع والعائلة والتثقيف بقيم المجتمع وإنجازاته.
لقد كان لبرنامج دعم الفعاليات السياحية التي تقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار دور كبير في نجاح وتطور هذه المهرجانات وتنظيمها وزيادتها, وإنا إذ نشهد كل عام كفاءة أعلى في تنظيم المهرجانات من القائمين عليها فإننا نتطلع إلى نجاح أكبر واحترافية أعلى في السنوات المقبلة, خاصة أن المملكة الآن أصبحت حاليا من أكثر الدول العربية إقامة للمهرجانات السياحية التي تتوافق وطبيعة هذه البلاد وأهلها.

الأكثر قراءة