سياحة الأعمال في الرياض وعقبة المرافق
تعد سياحة الأعمال من أنواع السياحة الناشئة التي توليها الهيئات والوزارات المعنية بالسياحة اهتماما كبيرا لما لها من مردود اقتصادي مرتفع.
وسياحة الأعمال التي تمثل الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، لها مكانة مؤثرة في السوق السياحية في المملكة. وعلى الرغم من المحدودية النسبية لسياحة الأعمال، إلا أنها تحقق عائدات مرتفعة على مستوى رحلات الأعمال الداخلية والدولية الوافدة، لذلك فهي تعد سوقا واعدة وفقا لسياسة السياحة القائمة في البلاد، فحسب دراسة حديثة أعدتها الهيئة العامة للسياحة والآثار فإن سياحة الأعمال تشكل 17 في المائة من حجم الإنفاق السياحي في المملكة, وتتركز سياحة الأعمال، في ثلاث مناطق رئيسة في المملكة، هي الرياض، مكة المكرمة، والمنطقة الشرقية بالترتيب, وتضم المملكة – وفقا لهذه الدراسة - قرابة 445 منشأة تستضيف فعاليات سوق الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، وهي متركزة في مناطق الرياض ومنطقة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، تستضيف (المناسبات الاجتماعية، الدورات التدريبية لموظفي الشركات والمؤسسات، المؤتمرات الحكومية) فقط لكنها لا ترتقي إلى مستوى المعايير العالمية.
وقد أكدت استراتيجية التنمية السياحية لمنطقة الرياض الثقل الذي تمثله مدينة الرياض كعاصمة لأكبر حركة اقتصادية في الشرق الأوسط مما يؤهلها لأن تكون حاضنة للأعمال والمؤتمرات, إلا أنها ما زالت تعاني محدودية المرافق التي تحتضن المعارض والمؤتمرات العالمية, توجد هناك صالات وقاعات في بعض الفنادق والشركات إلا أنها ملائمة للندوات والأنشطة المحدودة وليست ملائمة للمؤتمرات والمعارض الكبيرة أو الدولية والإقليمية لا من حيث المساحة أو التجهيزات.
ولا شك أن أرض المعارض الجديدة التي ستفتتح على طريق الملك عبد الله في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ـ بإذن الله ـ ستغطي قدرا كبيرا من الحاجة الحالية لاستضافة المعارض الكبرى ولكنها بالتأكيد لن تفي بالحاجة المستقبلية في ضوء التطور الملحوظ في سياحة المؤتمرات من حيث الازدياد السنوي في أعدادها وأحجامها وتجهيزاتها والأعداد الكبيرة من الضيوف المشاركين والمدعوين إليها, خاصة أن هناك عددا من المعارض والمؤتمرات تقام في وقت واحد, وربما البدء مسبقا بحجز مدينة معارض الرياض الجديدة معظم أيام العام المقبل، كما سمعت من أحد المسؤولين في إحدى شركات تنظيم المعارض يبرر الحاجة المتزايدة لمدينة معارض متكاملة.
لذا فإننا ننتظر تحركا من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض والغرفة التجارية لإنشاء أكثر من مدينة معارض تقام فيها جميع المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية, واحسب أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وضعت هذا المشروع في خططها المستقبلية التي ستشهدها العاصمة في السنوات المقبلة ـ بإذن الله ـ.