السيدة الأولى في رمضان

[email protected]

الحقيقة هي السيدة الأولى طوال العام سواء كان في رمضان أو غيره بل إنها السيدة الأولى طوال العمر، وقد يكون التذكير بأمرها في رمضان أفضل لما في هذا الشهر الكريم من تحفيز على فعل الخيرات وترك المنكرات وزيادة الحسنات، إنها الأم التي لا يمكن أن نوفيها حقها أو نرد لها شيئا مما قدمته.
وصلتني هذه الرسالة على بريدي وتأثرت بها كثيراً وعزمت على طرحها في مقالي دون أن أغير فيها كلمة وقلت لنفسي قد يقرأ المقال آلاف وإن لم يتفاعل معه إلا واحد فهو بالنسبة لي مكسب كبير.
تقول الرسالة:
((عندما كان عمرك سنة - قامت بتغذيتك وتغسيلك أنت شكرتها بالبكاء طوال الليل.
عندما كان عمرك سنتين - قامت بتدريبك على المشي أنت شكرتها بالهروب عنها عندما تطلبك.
عندما كان عمرك ثلاث سنوات - قامت بعمل الوجبات اللذيذة لك أنت شكرتها يقذف الطبق على الأرض.
عندما كان عمرك أربع سنوات - قامت بإعطائك قلما لتتعلم الرسم أنت شكرتها بتلوين الجدران.
عندما كان عمرك خمس سنوات - قامت بإلباسك أحسن الملابس للعيد أنت شكرتها بتوسيخ الملابس.
عندما كان عمرك ست سنوات - قامت على تسجيلك في المدرسة أنت شكرتها بالصراخ لا أريد الذهاب.
عندما كان عمرك عشر سنوات - كانت تنتظر رجوعك من المدرسة لتعانقك أنت شكرتها بدخولك إلى غرفتك سريعا.
عندما كان عمرك خمس عشرة سنة - كانت تبكي خلال نجاحك أنت شكرتها بطلبك سيارة جديدة.
عندما كان عمرك عشرين سنة - كانت تتمنى الذهاب معها إلى الأقارب أنت شكرتها بالجلوس مع أصدقائك.
عندما كان عمرك خمساً وعشرين سنة - ساعدتك في تكاليف زواجك أنت شكرتها بالسكن أبعد ما يمكن عنها أنت وزوجتك.
عندما كان عمرك ثلاثين سنة - قالت لك بعض النصائح حول الأطفال أنت شكرتها بقولك لا تتدخلي في شؤوننا.
عندما كان عمرك خمساً وثلاثين سنة - اتصلت تدعوك للوليمة عندها أنت شكرتها بقولك أنا مشغول هذه الأيام.
عندما كان عمرك أربعين سنة - أخبرتك أنها مريضة وتحتاج لرعايتك أنت شكرتها بقولك عبء الوالدين ينتقل إلى الأبناء.
وفي يوم من الأيام سترحل عن هذه الدنيا وحبها لك لم يفارق قلبها وستجازى بقفل باب من أبواب الجنة.
إذا كانت والدتك لا تزال بقربك لا تتركها ولا تنس حبها وأعمل على إرضائها لأنه لا يوجد لديك إلا أم واحدة في هذه الحياة.
مهما حصل ومهما بدر منها .. فلا تتكدر ولا تتسرع بقول كلمة تجرحها وتكسر قلبها المحب))
انتهت الرسالة وأعتقد أنها تتضمن الكثير من المعاني، وأجدها فرصة أن أذكر كل من لا تزال أمه على قيد الحياة أن يجتهد في برها والحرص على إرضائها والعمل على أن يجعلها السيدة الأولى في حياته وألا يبخل عليها بمال أو وقت أو جهد، أما من قد توفيت أمه فليكن الولد الصالح الذي يدعو لها وليتصدق عنها وليبادر بأعمال يبرها بها بعد موتها.
إن شهر رمضان فرصة عظيمة لأولئك الذين ظلموا أنفسهم بظلمهم أمهاتهم، وهو فرصة لكي يعوض الإنسان ما فاته من بر أمه مهما كان عمره كبيراً كان أو صغيراً فهي دعوة صادقة أن يراجع الإنسان طبيعة علاقته بمن حملته في بطنها تسعة أشهر وعانت آلام الولادة وأفنت شبابها وزهرة عمرها في تربيته ليكون أفضل من تراه عيناها.
إن واجبنا تجاه أمهاتنا كبير وعظيم ويجب علينا أن نوفي بهذا الواجب وأن نجعل من الأم السيدة الأولى في حياتنا في رمضان وطوال العام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي