المرأة بين برامج الطهي وبرامج الموضة والمكياج

تقع المرأة بين نوعين رئيسين من البرامج، وهي التي في الغالب تتمحور حولها أغلب البرامج الخاصة بالمرأة، حيث الفئة الأولى هي برامج الطهي. يقدم هذه البرامج طهاة يقدمون وصفات محلية وإقليمية وعالمية، من مختلف الأصناف والأطباق، يبدأون من الأطباق الرئيسة وينتهون بأطباق الحلويات، مرورا بالسلطات والمعجنات. هؤلاء الطهاة يقودون العملية الاتصالية الموجهة للمرأة لتعيش المرأة أسيرة التفكير في المطبخ وماذا يمكن تقديمه في الحفلات والمناسبات الخاصة، مما يعني إلهاء للمرأة عن دورها الرئيس في تربية البناء والاهتمام بالوعي داخل الأسرة والتركيز على تنشئة الأطفال وفقا للقيم والأخلاق والفضائل.
إن التركيز الذي يحيط بالمرأة على مستوى الطهي يقودها في النهاية إلى سلسلة لا تـنتهي من وصفات الطهي، والتي تدخل معها المرأة في عمليات جمع للمقادير من أسواق مختلفة، وعمليات طهي وتجريب تستهلك أغلب يومها . ربما يرى البعض أن هذا الأمر من ضمن اهتمامات المرأة الفعلية داخل الأسرة، ربما يكون هذا الأمر صحيحا، ولكن ذلك لا يعني أن تقضي المرأة كامل وقتها في متابعة برامج الطهي، لتدخل مرحلة جمع المقادير والبدء في التحضير لكي تنال هذه الوجبة أو الوصفة رضا قريناتها.
أما الفئة الثانية من البرامج هي برامج ( الموضة والمكياج) وهذا البرامج هي محل اهتمام الكثير من النساء، حيث إن اعتبارات الزينة والتجمل من الأمور الأساسية في حياة المرأة، ولكن المبالغة في ذلك هو الذي يؤدي إلى فقدان المرأة هويتها الحقيقية كإنسانة وأم وحاضنة.
تـنـشغل كثير من الوسائل الإعلامية بإفراد مساحات كبيرة لهذا الاهتمام الذي يشغل المرأة، حيث الجمال والزينة والمكياج تسيطر على تفكير المرأة لتبدو جميلة. فالجمال هنا بالنسبة للمرأة ليس من الأمور الكمالية بقدر ما هو من الأمور الأساسية التي ترتكز عليها شخصية المرأة ضمن الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه.
إن الدور المنتظر من وسائل الإعلام أكبر بكثير من مجرد التركيز على استغلال المرأة، ومحاولة جذبها للوسيلة الإعلامية من خلال طرح المواد الإعلامية ذات الجذب المباشر، ولذا فالوسائل الإعلامية الجادة اليوم بدأت تأخذ خطا مختلفا، يتمركز حول تقديم برامج ترتقي بوعي المرأة وتزيد من أهليتها لتكون الأم المربية والحاضن الفعلي للأسرة، خصوصا مع التطور السريع الذي نعيشه أخيرا في الحياة.