ترقب نتائج الشركات واكتتاب "بترو رابغ" يضغطان بقوة على الأسهم السعودية
أنهت الأسهم السعودية تداولات أمس وسط موجة تذبذب حادة شهدها المؤشر فيما حال سهم "سابك" دون انخفاضه ليغلق كاسبا 50 نقطة عند مستوى 10892 نقطة بنسبة ارتفاع 0.46 في المائة. وأرجع محللون ماليون استمرار تراجع مؤشر الأسهم دون مستوى 11 ألف نقطة إلى ترقب المستثمرين نتائج الشركات لعام 2007 فضلا عن تجميع السيولة استعدادا لاكتتاب شركة بترو رابغ السبت المقبل والتي تطرح نحو 219 مليون سهم بقيمة 21 ريالا للسهم الواحد.
ويعتقد المحللون أن فترة التصحيح لن تطول، خصوصاً أنها جاءت تماشياً مع نهاية السنة المالية، مؤكدين أنه مع إعلان نتائج الشركات وانتهاء اكتتاب "بترو رابغ" سيعاود المؤشر ارتفاعه بالوتيرة نفسها التي كان عليها في السابق.
وأشاروا إلى وجود صراع قوي بين قوى العرض والطلب, لكنه انتهى إلى غلبة قوى الطلب في الدقائق الأخيرة من إغلاق السوق، الأمر الذي أسهم في ارتفاع المؤشر ليغلق كاسباً 50 نقطة. وقلل الاقتصاديون من تأثير موجة التصحيح في أداء المؤشر في الفترة المقبلة، مؤكدين أن عام 2008 سيكون من الأعوام المميزة لسوق الأسهم السعودية بسبب توقع نمو عوائد الشركات المساهمة وتجدد ثقة المستثمرين
وفي مايلي مزيدا من التفاصيل:
أرجع محللون ماليون استمرار تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى مستوى الـ 10 آلاف نقطة إلى تخوف المستثمرين في السوق من نتائج الشركات ومن تصحيح قوي قادم قد يلحق بهم خسائر طائلة، معتبرين أن اكتتاب شركة بترو رابغ الذي سينطلق مطلع الأسبوع المقبل أثر في أداء السوق.
وقال المحللون إن فترة التصحيح لن تطول خصوصاً وأنها جاءت تماشياً مع نهاية السنة المالية، مؤكدين أنه مع إعلان نتائج الشركات وانتهاء اكتتاب بترو رابغ سيعاود المؤشر ارتفاعه بالوتيرة نفسها التي كان عليها في السابق.
وأشاروا إلى وجود صراع قوي بين قوى العرض والطلب نتج عند غلبة قوى الطلب في الدقائق الأخيرة من إغلاق السوق، الأمر الذي أسهم في ارتفاع المؤشر ليغلق كاسباً 50 نقطة.
وقلل الاقتصاديون من تأثير موجة التصحيح في أداء المؤشر في الفترة المقبلة، مؤكدين أن عام 2008 سيكون من الأعوام المميزة لسوق الأسهم السعودية بسبب توقع نمو عوائد الشركات المساهمة وتجدد ثقة المستثمرين، إلى جانب قوة الاقتصاد السعودي ونموه في جميع الجوانب.
وقال لـ "الاقتصادية" إبراهيم العلوان نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية، إن موجة التصحيح التي لحقت بسوق الأسهم خلال الأيام الماضية ناتجة عن تخوف المستثمرين من نزول قاس للمؤشر، وبدأ البيع بشكل عشوائي، واستغلال ذلك من قبل بعض المحافظ الكبيرة التي بدأت في الشراء خصوصاً مع نهاية الدقائق الأخيرة من إغلاق السوق.
وأضاف العلوان أن قرب الاكتتاب في "بترو رابغ" نتج عنه تصريف لمحافظ صغار المستثمرين بهدف توفير السيولة، وضخها في الاكتتاب الجديد، مؤكداً أنها أثرت بشكل كبير في أداء السوق خلال الفترة الماضية.
وأفاد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية أن قرب صدور نتائج الشركات المساهمة أسهم في تردد كثير من المستثمرين في الشراء، والاكتفاء بالبيع، لافتاً إلى أن صدور نتائج الشركات سيطمئن المستثمرين بشكل كبير وسيعزز من حجم تداول الأسهم.
وفي الوقت الذي أكد فيه العلوان إمكانية ارتفاع المؤشر خلال الفترة المقبلة، إلا أنه أوضح أن كمية السيولة في السوق ما تزال جيدة ومطمئنة، وأنها ستعطي دفعة معنوية كبيرة للمستثمرين خلال الفترة المقبلة.
وهنا أوضح خالد الجوهر العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمار أن نهاية السنة المالية الماضية والدخول في السنة المالية الجديدة أثر في أداء السوق، معتبراً أن بعض المحافظ الكبيرة حاولت الاستفادة من السوق بالضغط في الأسبوع الأخير من كانون الأول (ديسمبر) لتحقيق مكاسب ذاتية.
وأبان أنه ما زالت قوى الطلب التابعة للمحافظ الكبيرة هي المسيطر على أداء السوق، مؤكداً أن زيادة التذبذب في مؤشر السوق أسهم في زيادة تخوف المستثمرين وبالتالي اللجوء إلى البيع خلال الأيام الماضية.
لكن الجوهر أكد أن اكتتاب شركة بترو رابغ سيولد نقطة دعم جديدة للسوق، مشيراً إلى أنه تسبب في تذبذب المؤشر واختلاف الحركة الطبيعية للسوق.
وطالب الجوهر المستثمرين بضرورة تكوين ثقافة استثمارية قادرة على تحديد أوقات البيع والشراء، إلى جانب التفكير في الشراء في الأسهم ذات العوائد الاستثمارية الجيدة والمتمثلة في الشركات الكبيرة.
واعتبر العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمار أن عام 2008 سيكون عاما إيجابيا لسوق الأسهم السعودية بسبب التنظيم الجيد الذي لحق بالسوق بعد بدء العمل الفعلي لشركة تداول والقرارات الجيدة التي اتخذت لتنظيم وضع السوق.
من جهته، أوضح عبد السلام الغامدي الأستاذ المساعد في قسم المحاسبة المالية في جامعة الملك خالد أن سوق الأسهم السعودي تعاني صراعا بين قوى العرض والطلب، وأن قوى العرض بدأت تعرض بشكل كبير تخوفاً من النزول القاسي، وبالتالي حدوث موجة شراء قوية من قوى الطلب.
وأضاف أن الغلبة كانت في نهاية المطاف لقوى الطلب، لافتاً إلى قدرة المؤشر في المرحلة المقبلة على الوصول إلى مستوى 12 ألف نقطة بعد انتهاء موجة التصحيح.
وتابع: إن ترقب المستثمرين في الوقت الحالي لنتائج الشركات المساهمة، الذي نتج عنه تردد في الشراء، إلى جانب التخوف من نزول حاد بعد الارتفاعات الكبيرة التي حدثت في السوق خلال الفترة الماضية أسهما في تراجع المؤشر.