"ستاندارد آند بورز" تقلل من مخاطر انكشاف البنوك الإسلامية على العقار الأوروبي المتزعزع

"ستاندارد آند بورز" تقلل من مخاطر انكشاف البنوك الإسلامية على العقار الأوروبي المتزعزع

قللت كبرى وكالات التصنيف الائتمانية من انكشاف بعض البنوك الخليجية (التقليدية والإسلامية) على قطاع العقارات الأوروبي، الذي بدأ يتزعزع من جراء ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت "ستاندارد آند بورز" في مقابله مع "الاقتصادية" إن هذه البنوك المقيمة بإمكانها إدارة تلك المخاطر نظرا لأن إجمالي القروض الذي تمنحه لعملائها الأثرياء يعتبر صغيرا جدا مع محدودية مخاطر تلك المحافظ العقارية.
يأتي هذا التعليق من الوكالة بعد أيام من إصدارها تقريرا ذكرت فيه" إن الجيشان الذي شهدته الأسواق في الفترة الأخيرة وارتفاع أسعار الفائدة يأخذان الآن بزعزعة قطاع العقارات الأوروبية، مما يبعث على وجود علامات مبكرة على القلق في سوق كان يبدو عليها في السابق أنها غير قابلة للتأثر بما حولها".
وتنظر "ستاندارد آند بورز" إلى مواطن القلق الرئيسية على أنها تتعلق بصعوبة استدامة الوضع الحالي، الذي يتميز بالارتفاع غير الطبيعي في أسعار الموجودات، والتصور الموجود من الافتقار إلى التسعير المناسب للمخاطر الكامنة والمرتبطة بالاستثمارات العقارية.
جاء ذلك في تقرير معنون بـ: "قطاع العقارات الأوروبية: ربما تكون الأوقات الطيبة قد ولت في الوقت، الذي يزداد فيه الضغط على شروط الائتمان وتقييمات الموجودات".
وقال المحلل الائتماني بيير جورج "رغم أن أساسيات سوق العقارات تزداد قوة ونشاطاً، إلا أن عدداً من الأمور المقلقة المرتبطة بالائتمان ظهرت إلى حيز الوجود، وتشتمل على القضايا الخاصة بالسيولة، وازدياد التسهيلات الاستثمارية الذي يحمل في طياته إمكانية تضخم الميزانيات العمومية، والارتياب الذي يدور حول المحركات المستقبلية لخلق القيمة".
وأضاف"ومع ذلك فإن المستثمرين الذين يتمتعون بتسهيلات استثمارية كبيرة أو تقييمات محافظ الموجودات العقارية الثانوية يمكن أن تتعرض للضغط على المدى المتوسط، ويمكن لآثار ذلك أن تتسع لتشمل سوق العقارات على نطاق واسع".
"الاقتصادية" ورغبة منها في استشفاف حقيقة الأمر, أجرت مقابلة سريعة مع بول هنري بروفوست المحلل الائتماني لدى "ستاندارد آند بورز", الذي قال خلال إجابته عن مدى انكشاف البنوك التقليدية والإسلامية لقطاع العقارات الأوروبي " يجب أن نميز بعناية بين الانكشاف المباشر وغير المباشر لسوق العقارات والممتلكات في أوروبا، فبالنسبة للبنوك الخليجية التي تلقت تقييمات من وكالة ستاندارد آند بورز، فإن انكشافها غير المباشر لهذه السوق يتألف في معظمه من القروض، التي منحت لأفراد من ذوي الثروات (الذين تزيد ثروة الواحد منهم على مليون دولار).
وعن حجم هذه القروض, يقول المحلل الائتماني الدكتور محمد دمق " إن الحجم الإجمالي لهذه القروض يعتبر صغيراً إلى حد ما إذا ما قورن بإجمالي حقوق الملكية في البنوك ذات التقييمات، كما أن المخاطر الكامنة في هذه المحافظ هي مخاطر محدودة، على اعتبار أنها تستفيد في معظم الحالات من الضمانة الشخصية لصاحب ضمان القرض(الذي يكون إما من أصحاب الثروات وإما من أفراد الأسرة الحاكمة). ومن بين البنوك التي تقيمها "ستاندارد آند بورز"، هناك عدد من البنوك التي تقتني أو تستثمر في محفظة ممتلكات (في أسواق منطقة الخليج أو في الأسواق الأكثر نضجاً، مثل الأسواق الأوروبية) ".
ويتابع لـ"الاقتصادية"" ومع ذلك فإن هذه ليست استراتيجية تجارية واسعة النطاق، فقد كان بيت التمويل الخليجي BBB-/مستقر/ A-3 معرضاً لانكشاف مباشر أمام محفظة قطاع العقارات التجارية في فرنسا، رغم أن هذه المحفظة بيعت إلى بنك قطر الإسلامي (غير مقيم لدى الوكالة) في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، ولكن هذا لا يعني أن بيت التمويل الخليجي لم يعد معرضاً لمخاطر الاستثمارات العقارية، وهذا الانكشاف كامن في الأنموذج العملي للبيت باعتباره من البنوك الاستثمارية ".

الأكثر قراءة