جبران للعالم: هذا واجبي

في الوقت الذي كانت وكالات الأنباء والصحف العالمية تتناقل خبر تصدي الجندي السعودي جبران عواجي لإرهابيين اثنين متسلحين بالرشاشات والأحزمة الناسفة قبل أن يرديهما قتيلين، كان عواجي يتحدث لإحدى الصحف المحلية قائلا "قمتُ بواجبي لخدمة ديني ووطني.. هذا واجبنا نحن رجال الأمن.. نحمد الله على نجاح العملية الأمنية، وإفشال المخططات الإرهابية".
جبران عواجي الذي ظهر في مقطع سجلته مواطنة سعودية عبر جوالها الخاص وهو يواجه الإرهابيين دون خوف أو وجل، ويتقدم لهما دون أن يحتمي بأي ساتر، ليقترب منهما بأقل من خمسة أمتار ويرديهما قتيلين، لم يتفاعل مع الحدث ولم يتجاوب مع الثناء الذي طاله من الإعلام ومن المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط اكتفى بالقول "هذا واجبي".
لا شك أن الرجال لا يعرفون إلا في الشدائد، وفيها تتجلى قيمهم ومعادنهم وأصالتهم وعقيدتهم، والعريف البطل جبران عواجي أحد هؤلاء الرجال، وقف مع بقية زملائه رجال الأمن "شوكة" في نحور كل معتد أثيم، مجسدين قول رجل الأمن الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية عندما رد على حديث أحد المواطنين الذي أشار فيه إلى أن "الدواعش" يجب أن يفهموا أن ما يحدث من تفجيرات لن يفرق بين أبناء الوطن، فرد عليه ولي العهد بقوله "يجب أن يفهموا وإذا لم يفهموا سيفهمون عملياً في الميدان".
جبران عواجي "أنموذج" لرجال الأمن البواسل، حامين الديار، ومركعي الإرهاب والإرهابيين، وشجاعتهم وبسالتهم لم تكن وليدة حادثة حي الياسمين في الرياض، بل هي قديمة وراسخة في الذاكرة وهم من شهد لهم الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله– عندما قال "أقسم بالله، إنني لم أجد في يوم من الأيام واحداً منهم أصيب من الخلف.. إصاباتهم دائما في الوجه والصدر.. إنهم يقدِمون ولا يهربون".
رجال الأمن في السعودية لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في استقرار هذه البلاد والأمن الذي تنعم به منذ تأسيسها، وهم من أوائل محاربي الإرهاب في العالم، ولهم تجارب ومواقف يشهد بها العالم، وما فعله عواجي في حادثة الياسمين مجرد حالة واحدة من آلاف الحالات التي تجلت فيها شجاعة وبسالة الجندي السعودي سواء في قطاع الداخلية أو في بقية القطاعات الأخرى وما البطولات التي نشهدها في الحد الجنوبي ببعيدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي