البنوك العالمية مترددة في دخول سوق القروض الإسلامية في أمريكا
يبدو أن البنوك العالمية لا تزال مترددة في دخول سوق القروض الإسلامية في أمريكا بعد أن تبين لها أن هذا النوع من الأنشطة لا يحظى باهتمام الجالية المسلمة مقارنة بالأسواق الآسيوية. فعلى الرغم من ازدهار أعمال القروض المنزلية من قبل بعض البنوك الأمريكية القليلة التي تقدم قروضاً تمويلية من دون فائدة في شيكاغو, فإنه في
الوقت نفسه، ما زالت البنوك الكبرى مترددة تحسباً من التكاليف العالية التي ينطوي عليها دخول هذا المجال.
كانت هناك ثلاثة بنوك فقط تقدم الخدمات المالية الإسلامية هي: بنك ديفون في شيكاغو، بنك الجامعة في مدينة آن اربر في ولاية ميتشيجان، وبنك HSBC في نيويورك . وما زال البنكان الأولان يقدمان هذه الخدمات، ولكن بنك HSBC انسحب من السوق في كانون الأول (ديسمبر) . وذكر بيان صادر عن البنك أن أحجام العمل "لم تكن كبيرة بما يكفي لضمان استمرار هذا المنتج في الوقت الراهن".
وصرحت شيرلي تثسيو، الخبير الاقتصادي في بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو بأن "المؤسسات الكبرى لا تتحرك لدخول هذه السوق في الولايات المتحدة كما تفعل في الخارج". في هذه الأثناء، بدأ كل من بنك برودواي في شيكاغو وبنك يونايتد تراست، في تقديم منتجات تمويل إسلامية.
تجدر الإشارة إلى أن بنك ديفون بدأ في تقديم خدمات الصيرفة الإسلامية استجابة للطلبات التي وردت إليه من عملائه المسلمين. فقد صرح نزير جوروكمبال نائب رئيس بنك ديفون لخدمات التمويل الإسلامي الدولية بأن البنك بدأ في تقديم خدمات تمويل شراء البيوت بما يتفق وأحكام الشريعة الإسلامية في حزيران (يونيو) 2003، وتشكل هذه القروض الآن أكثر من نصف حقيبة البنك الخاصة بالرهنيات.
يقدم بنك ديفون شكلين من أشكال القروض المنزلية المتفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. فعبر تمويل الإجارة، يؤسس البنك وديعة قيمتها نحو 500 دولار لشراء المنزل نيابة عن العميل الذي يقوم بسداد ثمن الشراء بالتقسيط, وفي الوقت نفسه يدفع أجرة المنزل بناء على معدلات الفائدة السائدة. وعبر تمويل المرابحة، يقوم البنك بشراء المنزل وبيعه إلى العميل مع الوقت بربح. وفي كلتا الطريقتين يتحمل المستدين التكلفة الإجمالية نفسها تقريباً كما لو كان القرض قرض رهن تقليديا.
وقالت تشيو إن المسلمين هدف جذاب بالنسبة للبنوك لأنهم على قدر كبير من التعليم ويعملون في مهن يتقاضون منها رواتب ثابتة:" من الناحية الفنية، إنهم أصحاب بيوت مثاليون، وهم يتركزون أساساً في سوق غير مطروقة لأن هذه المنتجات التجارية لا تراعي معتقداتهم الدينية".
يوجد نحو 400 ألف مسلم في منطقة شيكاغو وفقاً لفرع شيكاغو التابع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.
وذكر جوروكمبال أن نحو ثلث المسلمين يرفض استخدام التمويل الذي يتعارض مع أحكام الشريعة, وأن ثلثهم يفضل التمويل الذي يتفق مع هذه الأحكام ولكنهم مستعدون لاستخدام التمويل التقليدي، أما الثلث الأخير فلا يلقي بالاً لهذه الناحية, وهو على استعداد لاستخدام التمويل الذي يعطيه أفضل معدل فائدة.
يمكن أن تستغرق عملية تطوير نظام ناجح سنة أو أكثر، ويترتب على البنوك ومجالسها التنقل بين علماء الدين ومنظمي القطاع المصرفي لضمان تلبية مطالب الطرفين وإرضائهما.
وذكر جوروكمبال أن بنك ديفون يدرس فكرة تقديم قروض لشراء السيارات، ولكن هذا الموضوع أصعب من تمويل شراء المنازل: "إن إحدى المسائل الرئيسة أنك لا تريد شخصاً يقود سيارة يملكها البنك لأن هذه مسؤولية".
يقدم بنك ديفون خدمة تمويل شراء المنازل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية في أكثر من 30 ولاية، ولكن الأمر صعب لأن الأنظمة تختلف بين ولاية أو أخرى.