ليظل نخل الوطن باسقا.. «شهداء الواجب» يروون الأرض بدمائهم

ليظل نخل الوطن باسقا.. «شهداء الواجب» يروون الأرض بدمائهم

نياشين ومراتب في حب الوطن والولاء لقادته، سكنت عمق القلوب، لا بسطة الأكتاف.

"بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وفي أحبائهم سيشفّعون ويشفعون. "وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا". بهذا نؤمن ويُؤْمِن شهداء الواجب الذين رحلوا عن دنيانا إلى جنان الخلد بإذن الله مقبلين لا مدبرين لينالوا الشرف والمثوبة، شرف الإقدام والبطولة، ومثوبة الشهادة ذودا عن كل نفس رطبة حية في هذا الوطن المتسع الأرجاء، عرفوها أم لم يعرفوها، إذ يكفينا شرفا نحن الأحياء أننا نعرفهم اليوم ونفخر بهم، داعين لهم ولمن رباهم بالمغفرة والجزاء والمثوبة. طريق طويل من التضحيات والإقدام في سبيل تمكين الأمن والاستقرار وإرساء دعائم التأسيس والبناء نستذكره في يوم الوطن وكل يوم. بطولات بذرها المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله المخلصين، ولا نزال إلى اليوم نحصد ثمار شجاعتها وروح تفانيها على يد الأبناء والأحفاد حبا في الوطن وذودا عن كل شبر من أراضيه. دماء تروي الأرض ليظل نخله كما بناؤه باسقا، يستظل به الآمنون ولا عزاء للمعتدين الآثمين. فلكل شهيد ارتوت هذه الأرض الطيبة بدمائه الطاهرة منذ لحظات التأسيس الأولى إلى يوم الحزم المشهود. حكاية إيثار وحب تروى. وإن تفاوتت وتباينت دروب الحياة ومناطقها التي قدم منها أو سلكها هؤلاء الأبطال، فهناك من ودع صغاره للتو ضاحكا مستبشرا. وهناك من طبع على جبين والديه قبلة لم يكن يعلم أنها الأخيرة. وهناك شاب لا يزال يؤخر موعد زفافه لأجل الوطن وخدمته حتى وافته المنية. وهناك من في عز المواجهة والرباط كفل طفلة يتيمة في الضفة المقابلة من الجبهة بحثا عن الأجر والمثوبة، وتأكيدا على قيم من أجلها ولأجلها فقط يحارب السعوديون، نصرةً للجار المستغيث ودفاعا عن حدود لا تقبل المس كائنا من كان. حب الوطن والالتزام بالواجب المحتم حيث كان في الداخل أو على عتبات الحدود. يجمع خيط الحكايا ليصنع تاجا من الزهو والفخر يزين جبين الوطن. فإذا ما كان "الغدر والخسة" قاسما مشتركا يجمع دواعش الداخل بدواعش الحوثي والخارج، فإن "العزة والإباء" نياشين تزينت بها صدور جنود أمننا البواسل. فلا فرق بين عين ساهرة على مقدرات الداخل وأمنه، ولا بين سواعد مرابطة على طول الحد في أرضه وجوه. وعند هذه النياشين والمراتب في حب الوطن والولاء لقادته، التي سكنت عمق القلوب، لا بسطة الأكتاف، تساوت الرتب العسكرية وتكاتفت للذود عن وطن واحد. فمن شهداء الواجب من يحمل أعلى الرتب العسكرية واستشهد في الصفوف الأمامية. ومنهم من لا يزال في بدايات طريق الخدمة. متقاسمين جميعا المأكل والملبس والمرقد، متحدين يجمعهم هدف واحد، وحب واحد رغم اختلاف المشارب والمناطق. ولكن يبقى مقام الحرب والذود كما المقال ليس للنجوم والنياشين ولكن للإنسانية والإيثار الذي يزين القلوب، شهداء ومرابطون يقدمون حياتهم خالصة لوجه الله، لنحيا ويحيا الوطن، اليوم وكل يوم بأمن وسلامة. فلهم منا الحب وصادق الدعاء بالنصر والتمكين والكرامة.
إنشرها

أضف تعليق