الالتزام بسرية المعلومات في مفاوضات عقود التجارة الدولية

الالتزام بسرية المعلومات في مفاوضات عقود التجارة الدولية

نظرا للطبيعة الخاصة لعقود التجارية الدولية كونها تنصب على عمليات مركبة ومليئة بالتعقيدات الفنية والقانونية تقدّر قيمتها بأموال طائلة وتنطوي على مخاطر كبيرة لأطرافها، فإنه عادة ما تسبق هذه العقود مفاوضات ليست بالقصيرة قبل الوصول إلى القبول النهائي وتوقيع العقد. تعد مرحلة المفاوضات من أهم مراحل العقد، حيث يدخل المتفاوضون في مناقشات مكثّفة حول الثمن ومواعيد التنفيذ ووقته ومكانه، إضافة إلى ذلك؛ فإن هذه المفاوضات عادة ما تتطلب الإفشاء عن بعض المعلومات الفنية ذات الطابع السري والتي تمكن الراغب في التعاقد من معرفة الخصائص المميزة لمحل العقد التجاري الدولي ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف المرجوّة من التعاقد. ونظرا لأن مبدأ سلطان الإرادة يمنح الأطراف المتفاوضة الحق في وقف هذه المفاوضات وقطعها في أي وقت حتى إن كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة، لذلك فإن مانح هذه المعلومات قد يتعرض لخطر إمكانية قيام المتلقي بإفشاء أو استخدام هذه الأسرار على نحو يضر بمصالح المانح، عليه يعد الالتزام بسرية المعلومات التي تحصل عليها الأطراف نتيجة هذه المفاوضات من أهم التزامات المفاوض في عقود التجارة الدولية، والذي بموجبه يتعهد متلقي هذه المعلومات بالحفاظ على سرية المعلومات المنقولة إليه، ذلك لأن المعلومات الفنية محل هذه العقود ليست معروفة على مستوى العامة. في هذا السياق نظم البند السابع من الاتفاقية الدولية للجوانب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية (تريبس) الالتزام بسرية المعلومات وحدد شروطه وهي؛ سرية المعلومات، وأن تكون لهذه المعلومات قيمة تجارية نابعة من سريتها، واتباع حائز المعلومات الإجراءات اللازمة للحفاظ على سريتها. وبهذا فإن المعلومات الفنية أصبحت تتمتع بالحماية القانونية على المستوى الدولي وهو ما يحقق رغبة الشركات الكبرى في حماية معلوماتها السرية ويفرض مبدأ عاما يلتزم به أطراف التفاوض في العقد التجاري الدولي في مواجهة بعضهم البعض ويرتب الإخلال به الحق في التعويض لصاحب تلك المعلومات.

مستشار قانوني

الأكثر قراءة