مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية

مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
مقر مديرية المعارف في الحميدية بمكة المكرمة.
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
صالح شطا
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
كامل القصاب
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
حافظ وهبة
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
محمد طاهر الدباغ
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
محمد بن مانع
مديرية المعارف من شطا إلى بن مانع .. وفي أجياد مكة بدأت الحكاية
ضوئية من أمر الملك عبد العزيز بإنشاء مديرية المعارف.

وجه الملك عبد العزيز اهتمامه بعد دخول الحجاز عام 1344هـ إلى رقي الأمة بعد أن تمكن من بسط الأمن ونشر السلام.

ومما لا شك فيه أن الحجاز قد حظي باهتمام كبير من الولاة والسلاطين منذ عصور قديمة لمكانته بين المسلمين ولا غرابة أن يكون قد سبق الجهات الأخرى من شبه الجزيرة العربية بالتقدم، لذا وجد الملك عبد العزيز أرض الحجاز أرضا قابلة للنهوض ومصدرا للتقدم فأعلن من مكة المكرمة في الأول رمضان 1344هـ إنشاء مديرية المعارف العامة ليشع منها نور العلم إلى جميع أرجاء الوطن، ومقرها مبنى الحميدية في حي أجياد في مكة المكرمة وعين صالح بن بكر شطا مديرا لها.

ويهدف إنشاء مديرية المعارف، كما وضح المرسوم المنشور في صفر 1345هـ، إلى نشر العلوم والصنائع وافتتاح المكاتب والمدارس وحماية المعاهد العلمية مع فرط الدقة والاعتناء بأصول الدين في جميع المملكة الحجازية.

ويلحظ من هذا أن الاهتمام كان منصبا على الحجاز فقط ومما يعضد هذا تلك الأسس التي أوكلت إلى مجلس المعارف عام 1346هـ ومنها أن يوحّد التعليم في الحجاز.

 

لم تمض سوى أربعة أشهر من قرار تأسيس مديرية المعارف حتى بدأ التدريس في الحجاز تحت إشراف المديرية ففي الأول من المحرم 1345هـ بدأت الدراسة في المدارس الحجازية تحت إشراف مديرية المعارف وإشراف مديرها صالح شطا. ثم صدر أمر ملكي في 27 المحرم 1346هـ بتشكيل مجلس المعارف يتألف من ثمانية أعضاء برئاسة مدير المعارف، وتتلخص صلاحياته في إقرار الموازنة الخاصة بإدارة المعارف، إضافة إلى تعيين المدرسين وعزلهم، وكذلك الإشراف على المدارس واختيار المناهج وسن الأنظمة التعليمية، والنظر في حالة الكتاتيب الخاصة، وعقد أول اجتماع له في الثاني من صفر 1346هـ. واستمر المجلس في أداء مهمته إلى أن تم تحويل مديرية المعارف إلى وزارة المعارف عام 1373هـ.

المديرون

تولى إدارة مديرية المعارف منذ تأسيسها عام 1344هـ إلى تحويلها إلى وزارة عام 1373هـ نخبة من الأفاضل الأكفاء وهم:

1- صالح بن بكر شطا (1344 ــــ 1345 هـ)

2- كامل القصاب (1345 ــــ 1346هـ)

3- ماجد كردي (1346 ــــ 1347هـ)

4- حافظ وهبة (1347 ــــ 1349هـ)

5- محمد أمين فودة (1349 ــــ 1352هـ)

6- إبراهيم الشورى (1352 ــــ 1354هـ)

7- محمد طاهر الدباغ (1355 ــــ 1364هـ)

8- محمد بن مانع (1364 ــــ 1373 هـ)

الميزانية والرواتب

وقد أنفقت الحكومة على مديرية المعارف ما تحتاج إليه من أموال فقد جاءت ميزانية المديرية عام 1345هـ نحو 66650 ريالا، وعام 1348هـ 231400 ريال، وعام 1370هـ 12817466 ريالا، وعام 1372هـ 20 مليون ريال. وكانت تختلف رواتب المعلمين من فترة إلى فترة وكذلك من معلم إلى معلم باختلاف مؤهلاتهم العلمية وكذلك نوعية المواد التي يدرسونها كما كانت تصرف في بعض الأحيان للمعلم أرزاقا بدل النقود يقوم المعلم باستبدالها.

 

وقد أضيفت للمعلم علاوة باسم الغلاء بنسبة 25 في المائة من شهر المحرم عام 1362هـ، وكان يصل راتب المعلم بشكل عام سنة 1366هـ إلى 1595 قرشا سعوديا، ثم في عام 1368هـ 1760 قرشا سعوديا، وهكذا حرصت المديرية على تحسين الأوضاع كلما وجدت الفرصة مناسبة لذلك.

المعلمون

عانت المديرية في بداية أمرها عدم وجود المعلمين الوطنيين، لذا اتجهت إلى استقطاب عدد من المعلمين من الدول العربية والإسلامية فقد استقدمت عددا من المعلمين من مصر وسورية وفلسطين والهند وهو ما دفعها إلى إنشاء معهد يقوم بإعداد المعلمين الوطنيين في المستقبل وهو ما تم بالفعل فقد تخرجت الدفعة الأولى عام 1350هـ.

التوسع

ولم تقف مديرية المعارف بعد إنشائها مهتمة بشؤون التعليم في الحجاز فقط بل حاولت الوصول إلى جميع أنحاء المملكة فبادرت إلى إنشاء معتمديات تابعة لها لتتولى افتتاح المدارس في مناطقها والإشراف عليها وذلك بالتنسيق مع المديرية العامة للمعارف.

وكانت أولى المعتمديات افتتاحا معتمدية المدينة المنورة فقد أنشئت عام 1345هـ برئاسة عبد القادر شلبين ثم أنشئت معتمدية المنطقة الشرقية ومقرها الدمام سنة 1356 هـ برئاسة علي النماس وتشرف معتمدية المنطقة الشرقية على مدارس الدمام والأحساء وعرعر والجوف وحفر الباطن، ثم أنشئت معتمدية المعارف في نجد عام 1365هـ برئاسة صالح خزامي، ثم أنشئت معتمدية المعارف في أبها عام 1367هـ برئاسة خليل خان، ثم أنشئت معتمديات عدة وهي معتمدية المعارف في جدة برئاسة حسين بخش، ومعتمدية المعارف في الطائف برئاسة علي غسال، ومعتمدية المعارف في القصيم برئاسة صالح العمري وذلك عام 1369هـ، وأخيرا أنشئت معتمدية المعارف في جازان عام 1373هـ برئاسة محمد باغش.

ويجدر بنا التجول في بعض أنحاء المملكة لمعرفة أولى المدارس الحكومية النظامية التي أنشئت في عهد مديرية المعارف العامة ففي المدينة المنورة افتتحت المدرسة المنصورية والناصرية سنة 1344هـ، وفي مكة المكرمة مدرسة العزيزية عام 1345هـ، وفي الرياض مدرسة ولي العهد عام 1356هـ، وفي حائل المدرسة السعودية كذلك عام 1356هـ، وفي جدة المدرسة السعودية عام 1354هـ، وكذلك في الطائف أيضا وفي تبوك المدرسة السعودية عام 1360هـ، وفي الجوف مدرسة الملك عبد العزيز عام 1362هـ، وفي ينبع المدرسة الأميرية عام 1346هـ، وفي عسير المدرسة السعودية عام 1355هـ، وكذلك الليث وفي جازان مدرسة الملك عبد العزيز عام 1355هـ.

الأنظمة والمناهج

صدر النظام الحكومي للتعليم عام 1347هـ وفيه حددت واجبات المدير والوكيل والمعلم وكذلك الجزاء المسموح به في المدارس وغير ذلك. وقد قسمت الدراسة إلى عدة مراحل لا يحق للطالب الالتحاق بمرحلة إلا بعد تجاوز المرحلة السابقة، وأولى تلك المراحل هي المرحلة التحضيرية. وجاء في النظام الصادر عام 1347هـ ألا يقل عمر الطالب الملتحق بالمرحلة التحضيرية عن ست سنوات وأن تكون مدة الدراسة في المرحلة التحضيرية ثلاث سنوات ومدة السنة الدراسية الواحدة عشرة أشهر، وتكون الإجازة الأسبوعية يوم الجمعة فقط. ويتكون اليوم الدراسي من ستة دروس للسنة الأولى أربعة قبل الظهر واثنان بعده، أما السنة الثانية والثالثة فتكون من سبعة دروس ومدة الدرس الواحد 40 دقيقة وتقرر أن يدرس في المدارس التحضيرية العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية والخط والحساب والهندسة والرسم والعلوم والجغرافيا والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ولغة أجنبية وخط أفرنجي.

 

ثم صدر في عام 1352هـ قرار بالموافقة على المنهج الجديد للمدارس التحضيرية ويشمل المواد التالية القرآن الكريم والهجاء والتوحيد والفقه والتجويد والحساب والإملاء والقراءة ومبادئ السيرة والخط والنحو والمحفوظات والصحة، ثم زيدت مادة الأخلاق للسنة التحضيرية الثالثة بواقع درس واحد أسبوعيا في عام 1355هـ. وبقيت المرحلة التحضيرية تؤدي واجبها في تدريب النشء وإكسابهم المهارات المطلوبة وتهيئتهم للمراحل اللاحقة حتى دمجت المرحلة التحضيرية مع المرحلة الابتدائية في 15 رمضان 1358هـ تحت مسمى المدارس الأميرية. أما ثاني المراحل الدراسية في عهد مديرية المعارف فهي المرحلة الابتدائية التي يلتحق بها الطالب بعد تجاوزه المرحلة التحضيرية، ومدة الدراسة في المرحلة الابتدائية أربع سنوات يدرس فيها القرآن الكريم مع سائر العلوم الدينية وكذلك علوم اللغة العربية والحساب والجغرافيا والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والعلوم.

 

واستمر العمل بالأنظمة الصادرة للمرحلة الابتدائية حتى دمجت بالمرحلة التحضيرية في رمضان 1358هـ تحت مسمى المدارس الأميرية، وعمل بنظام المدارس الأميرية إلى عام 26 صفر 1361هـ، حيث أعيدت الهيكلة الخاصة بهذه المرحلة وأبرز التغييرات تغيير مسمى المدارس الأميرية إلى المرحلة الابتدائية وحدد النظام المحتوي على النظام الخاص بالمرحلة الابتدائية أن تكون مدة الدراسة فيها ست سنوات ومدة السنة الدراسية عشرة أشهر وعدد الدروس اليومية ستة دروس باستثناء يوم الخميس أربعة دروس ومدة الدرس الواحد خمسون دقيقة، ويدرس في المرحلة الابتدائية مواد القرآن الكريم والهجاء والتوحيد والتجويد والفقه والتهذيب والقواعد والمطالعة والإنشاء والإملاء والمحفوظات والخط والتاريخ وتقويم البلدان والصحة والحساب والهندسة. واستمرت الدراسة وفق هذه الدروس المعلن عنها حتى عام 1365هـ، حيث حذف الهجاء وأضيف الحديث ثم عدل المنهج في ذي الحجة عام 1365هـ بحذف التهذيب وإضافة الصرف، واستمر العمل به حتى تحويل مديرية المعارف إلى وزارة عام 1373هـ.

يذكر أن مديرية المعارف أصدرت قرارا في عام 1364هـ خاصا بالمدارس الابتدائية القروية وضع منهجا خاصا لها يشمل القرآن الكريم والهجاء والخط والتوحيد والفقه والإملاء والحساب والمطالعة والسيرة النبوية والتاريخ على أن تكون مدة المرحلة الابتدائية فيها أربع سنوات ومدة السنة الدراسية الواحدة تسعة أشهر ويتكون الأسبوع الدراسي من 24 درسا بواقع أربع دروس في اليوم الواحد ومدة الدرس الواحد 40 دقيقة، واشترطت لافتتاح المدرسة القروية الابتدائية ألا يزيد عدد الطلاب فيها على 60 طالبا ومتى ما زاد العدد عن ذلك تصبح مدرسة ابتدائية.

 

الأكثر قراءة