شهر ذهبي لشباك التذاكر السعودي .. أعمال جماهيرية تقفز بالإيرادات السينمائية 75 %

ارتفعت إيرادات شباك التذاكر السينمائي في السعودية خلال سبتمبر 2025 بنسبة تقارب 75% لتبلغ 69 مليون ريال، مقابل 39 مليون ريال في سبتمبر 2024، بحسب رصد "الاقتصادية" لبيانات هيئة الأفلام السعودية.

وتجاوز عدد التذاكر المبيعة في سبتمبر الماضي 1.56 مليون تذكرة مقارنة بـ1.03 مليون تذكرة خلال نفس الشهر من العام السابق، أي بزيادة تقارب 50%.

وبلغت الإيرادات ذروتها في الأسبوع الثاني من سبتمبر 2025، مسجلة 21.8 مليون ريال، بزيادة كبيرة بلغت 148% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 التي لم تتجاوز 8.8 مليون ريال. وجاء هذا الأداء مدفوعًا بإطلاق مجموعة من الأعمال الجماهيرية الكبرى.

وجاء في مقدمتها فيلم الأنيميشن الياباني Demon Slayer: Infinity Castle – قاتل الشياطين: قلعة اللانهاية، محققًا 17 مليون ريال خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الشهر.

تلاه فيلم الرعب الأمريكي The Conjuring: Last Rites – الشعوذة: الطقوس الأخيرة الذي واصل نجاح السلسلة عالميًا بإيرادات تجاوزت 163 مليون دولار و10 ملايين ريال محليًا في الفترة نفسها، ليؤكد مكانته كأحد أنجح أفلام الرعب في تاريخ شباك التذاكر العالمي.

الأفلام العربية

أما على الصعيد العربي، فقد برز الفيلم المصري الكوميدي (ماما وبابا)، مسجلاً حضورًا مميزًا بإيرادات تجاوزت 3 ملايين ريال من بيع أكثر من 70 ألف تذكرة.

في المقابل، جاء سبتمبر 2024 بإصدارات محدودة، مع اعتماد أكبر على عروض امتداد موسم الصيف الماضي. وقد تصدرت المشهد أفلام الأنيميشن الأمريكية، يتقدمها Transformers One – المتحولون الأوائل بنحو 43 ألف تذكرة، يليه Inside Out 2 – من الداخل للخارج بأكثر من 35 ألف تذكرة. كما حقق فيلم الأكشن Deadpool & Wolverine – ديدبول وولفرين أكثر من 32 ألف تذكرة خلال الشهر نفسه.

والفيلم المصري إكس مراتي بـ 119 ألف تذكرة، وفيلم جوازة توكسيك الذي تجاوز عدد تذاكره التراكمية منذ انطلاق عرضه، 600 ألف تذكرة في سبتمبر 2024.

وبالعودة لشهر سبتمبر الماضي نلاحظ أن الأسبوع الأخير منه شهد بداية عروض أفلام المهرجانات والجوائز المنتظرة وعلى رأسها فيلم One Battle After Another (معركة تلو أخرى) الذي تصدر القائمة الأسبوع الأخير من سبتمبر بإيرادات تجاوزت 4 ملايين ريال من بيع 66.8 ألف تذكرة، ويجمع الفيلم بين الدراما والإثارة والجريمة، كتبه وأخرجه المخرج الشهير بول توماس أندرسون.

وهو مستوحى من رواية (فينلاند) للكاتب الأمريكي توماس بينشون، ليكون ثاني تعاون أدبي بين أندرسون وأعمال بينشون بعد فيلم (Inherent Vice – رذيلة متأصلة) الذي قدّمه عام 2014. ويشارك في بطولته نخبة من نجوم هوليوود يتقدمهم ليوناردو دي كابريو، إلى جانب شون بن، وبينيشيو ديل تورو، واُعتُبر الفيلم مرجعًا للأحداث الراهنة في أمريكا، بكل أبعادها السياسية والاجتماعية، وما تحمله من انقسامات داخلية وصراعات أيديولوجية.

وعلى صعيد شباك التذاكر، يرى المخرج الأمريكي ألبرت تود المقيم في السعودية في حديثه لـ"الاقتصادية" أن التحدي الأكبر أمام صناع الأفلام السعوديين يتمثل في الموازنة بين الإيرادات التجارية وجودة القصة السينمائية. خاصة أن السينما السعودية لا تزال في مرحلة التأسيس، حيث لم يمض سوى عدة سنوات على انطلاقتها، ورغم ذلك تمكنت من إنتاج أعمال مميزة وبارزة مثل مندوب الليل، ناقة وهجان، التي لقيت استحسان الجمهور والنقاد.

ويضيف تود أن "ارتفاع تكاليف الإنتاج يمثل تحديًا إضافيًا، خاصة مع الاعتماد على خبرات وفنيين أجانب، ما يجعل إنتاج فيلم بميزانية تتجاوز 8 ملايين ريال خطوة محفوفة بالمخاطر في السياق المحلي الحالي". لكنه شدد على أن هذه المرحلة تتطلب الصبر والاستثمار طويل الأمد لإتاحة الفرصة لنضج الصناعة وتحقيق أهدافها المستقبلية.