اللجنة السعودية الفرنسية المشتركة بشأن العلا تستعرض استثمارات بحجم 2.2 مليار يورو
اللجنة السعودية الفرنسية المشتركة بشأن العلا تستعرض استثمارات بحجم 2.2 مليار يورو
عقدت اللجنة الوزارية السعودية – الفرنسية المشتركة بشأن العُلا اجتماعها اليوم الخميس في محافظة العُلا، حيث شهد الاجتماع استعراض حجم الاستثمارات المشتركة، من خلال الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التي تجاوزت 2.2 مليار يورو عبر 400 شركة فرنسية في مجالات البناء والبنية التحتية والخدمات العامة.
كما شمل التعاون مجالات التعليم والضيافة والرياضة، من خلال مبادرات تضمنت إدراج اللغة الفرنسية للتعلم في معهد العُلا للغات، وتقديم منح دراسية لطلاب العُلا للدراسة في فرنسا، إلى جانب افتتاح فرع معهد فيراندي باريس – العُلا لتقديم برامج ضيافة عالمية المستوى، فضلًا عن برامج تنمية رياضة الفروسية استعدادًا لاستضافة بطولة العالم للقدرة 2026.
اللجنة عقدت اجتماعها برئاسة وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا الأمير بدر بن فرحان، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، بمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين، وجرى خلاله استعراض أبرز منجزات الشراكة الثنائية ومناقشة مسارات التعاون المستقبلية، بما يعكس متانة العلاقات بين البلدين، ويؤكد مكانة العُلا بصفتها ملتقى حضارات ووجهة عالمية للثقافة والإبداع والتنمية المستدامة.
وأكد الجانبان التزامهما بالمضي قدمًا في تعميق الشراكة التي أصبحت نموذجًا عالميًا للتعاون الدولي القائم على تبادل المنافع والمعرفة، بما يحقق مستهدفات التنمية وجودة الحياة، مع تجديد التزامهما بتعميق الشراكة خلال السنوات المقبلة، وتعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والبيئية والاقتصادية، بما يرسخ حضور العُلا بصفتها نموذجًا عالميًا رائدًا في الشراكات والابتكار والنمو المستدام.
تعكس الشراكة التزامًا مشتركًا بالتنمية المستدامة من خلال مشروعات إستراتيجية مثل ترام العُلا، ومنتجع شرعان من تصميم جان نوفيل، إلى جانب استثمارات في مجالات الطاقة المتجددة والمياه والتنقل، بما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في استقطاب 1.2 مليون زائر، وجذب الاستثمارات العالمية، مع الحفاظ على تراثها الثقافي والطبيعي.
ورحب الجانبان بافتتاح مؤسسة فيلا الحجر، التي تعد أول مركز ثقافي سعودي – فرنسي مشترك في العُلا، الذي يشكل محطة بارزة في مسيرة التعاون، بوصفها منصة للتبادل الفني والثقافي ورمزًا للشراكة الثقافية بين البلدين، ويأتي الاجتماع في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية الراسخة بين السعودية وفرنسا، واستكمالًا لمسيرة التعاون الممتدة منذ توقيع الاتفاقية بشأن العُلا في أبريل 2018.
من جهة آخرى عُقد أول اجتماع لمجلس أمناء مؤسسة "فيلا الحجر" في محافظة العُلا برئاسة وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا الأمير بدر بن فرحان. تم خلال الاجتماع مناقشة تحقيق رسالة المؤسسة كمركز للتبادل الثقافي العالمي. وافتتح الوزير مبنى المؤسسة بالتعاون مع وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، بحضور مسؤولين من السعودية وفرنسا، استعراضًا لدور المؤسسة في تعزيز التعاون الثقافي.
تخصصت مؤسسة "فيلا الحجر" في الفنون البصرية، التصميم، الأفلام السينمائية، والفنون الأدائية، وتستهدف تعزيز التعليم والتدريب والإبداع في المحافظة. يُعد المشروع جزءًا من الشراكة الإستراتيجية بين الهيئة الملكية للعُلا والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا (AFALULA)، والتي تسعى إلى دمج الإنسان والبيئة في رؤية متطورة تواكب رؤية السعودية 2030.
تُعتبر "فيلا الحجر" منصة استثمار إستراتيجية في الثقافة لدورها في التنمية المستدامة، حيث ستتيح الفرصة لبرامج إقامة فنية وورش عمل وعروض متنوعة، مما يُعزز من مكانة العُلا كمركز ثقافي عالمي. كما ستنضم المؤسسة إلى شبكة البيوت الثقافية الفرنسية “Viva Villa”، مصحوبة بمؤسسات ثقافية عالمية مرموقة، مما يزيد من اندماجها في المشهد الثقافي الدولي.
تهدف رؤية العُلا إلى تطوير المحافظة كوجهة ثقافية وفنية عالمية، تجمع بين الإرث التاريخي والتنمية الثقافية المعاصرة، وتسعى لتعزيز المبادرات الإبداعية وبناء شراكات دولية، في مسعى لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والاستفادة من التراث والبيئة المحلية، ما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للعُلا.